قصص اجتماعية

قصة عن التبذير | قصص

ADVERTISEMENT

كما نهانا الله تعالى عن الشح والبخل نهانا أيضًا عن الإسراف والتبذير،فالصفتين المتعاكستين مذمومتان بنفس القدر في الإسلام، وقد صف الله عز وجل المبذرين بأنهم إخوان الشياطين، وقد وضع لنا المولى عز وجل قاعدة اقتصادية عظيمة وهذه القاعدة وردت في سورة الإسراء حيث يقول المولى عز وجل” ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا” صدق الله العظيم، فالإنسان لا يجب أن يمسك الأموال ويقصر في الإنفاق على من يستحقون الإنفاق من أهله وفي نفس الوقت لا يجب أن يبسط يده فينفق كل ما يملك وفي النهاية يلومك الناس وتبقى فقيرًا ليس في يديك شيء، وعاجز عن الإنفاق.

قصة حقيقية عن التبذير:

وهناك الكثير من قصص عن أشخاص كانوا أغنياء فظلوا ينفقوا كل أموالهم وفي النهاية تركوا أهلهم فقراء، ومن تلك القصص تروى سيدة أنها كانت متزوجة من رجل ميسور الحال، يكسب من المال ما يكفيهم ويفيض ليدخروا منه، لكن زوجها كان كثير الإنفاق على الطعام والملابس الفاخرة من الماركات.

وقد كان يفعل ذلك منذ بداية زواجهم، لكنها لم تكن تسأله عن طريقة إنفاقه للمال خشية أن تغضبه، ومع ذلك كانت غير راضية عن طريقة، فقد كان يشترى لهما طعامًا يكفي عشرة أفراد، ويطب منها أن تجهزه كله، وكان يتبقى منه الكثير فيطلب منها أن تلقيه في القمامة لتجهز لهم أصناف جديدة في اليوم التالي، وكان يحرص على شراء الكثير من الساعات من العلامات التجارية.

وكانت الزوجة تعتقد من الطريقة التي ينفق بها زوجها أنه ربما يكون لديه الكثير من المدخرات، لكنها بعد أن أنجبت وكان طفلها بحاجة لإجراء عملية جراحية تتكلف بعض المال، اكتشفت أن زوجها لا يملك حق العملية، وقد اضطرت أن تلجأ لأهلها لطلب تكاليف العملية، وبالفعل ساعدوها.

لكنها بعد ذلك بدأت تعاتب زوجها على تبذيره والذي لم يتغير برغم الظروف التي مروا بها، فكان يخبرها أنه لا يريدهم أن يشعروا بالحرمان، ولكنها أخبرته أنها لا تطلب منه أن يكون بخيلًا، ولكنها تريده أن يوفر من النفقات التي لا طائل منها، مثل شراء الكثير من الملابس وهم لديهم بالفعل خزانات ممتلئة بالملابس الغالية، أو تقليل كميات الطعام التي كان معظمها يضيع في القمامة، فكان زوجها يتهمها بالبخل في أوقات، وفي أوقات أخرى يخبرها أنه سيحاول أن يقتصد من مصاريفه ليدخر بعض المال.

لكن للأسف لم يتغير الزوج، وبعد أن أنجبت أربعة أطفال صغار توفى الزوج فجأة، وكانت صدمة الزوجة من وفاة زوجها، ومن أن أطفالها أصبحوا أيتام ومعدمين، فمعاش زوجها كان قليل جدًا، وهي لم تكن تعمل وبم تعمل طوال حياتها، لكنها اضطرت أن تخرج للعمل لتوفر لأبنائها مصاريفهم الأساسية، وبالرغم من أنها كانت تحب زوجها وكانت تدعى له دائمًا بالرحمة والمغفرة، لكنها أيضًا كانت تشعر أنه تسبب لم في الفقر والمعاناة وأنه كان يمكن أن يتركهم أغنياء لو كان اقتصد قليلًا، وادخر لهم بعض المال.

 قصة عن التبذير للأطفال:
دخل الأب المنزل ونادى على زوجته وأبنائه حاتم وصفاء، وقال لهم استعدوا يا أطفال لنذهب للتسوق لماذا تأخرتم، قالت له الأم انتظر إني مازلت أعد قائمة التسوق.

فقال الزوج لزوجته ما هذا الكيس الذي تحملينه في يدك، قالت له هذه بقايا طعام الأمس سألقيها في صندوق القمامة، شعر الأب بالاستياء، وقال لزوجته كل هذا الطعام تلقيه في القمامة وهناك فقراء لا يجدون كسرة خبز، أليس هذا تبذير؟.

لكن الأم في الواقع كانت منشغلة بإكمال قائمة التسوق، وظلت طوال الطريق تحمل الورقة وتضيف عليها، فقال لها زوجها ما كل هذا المكتوب في القائمة، قالت أم حاتم لزوجها، تعرف يا أبا حاتم أنني بارعة في الشراء.

رد أبو حاتم قائلًا، لكنك كل مرة تشتري أشياء ولا تستخدمينها، ردت أم حاتم، إن ما لا نستخدمه اليوم قد نحتاجه غدًا، لكن أبو حاتم لم يعجبه هذا الحديث، فقال لها، لماذا لا نشتري فقط ما نحتاج إليه، إذا لم يكن ما نفعله كل مرة نذهب فيها إلى التسوق تبذيرًا وإسرافًا فماذا يكون.

دخلت أسرة أبو حاتم إلى مركز التسوق، وبدأت الأم بتعبئة عربة التسوق بكل ما تصل إليه أيديها تقريبًا، وكانت طوال رحلة التسوق، تقول لزوجها، انظر هذا المنتج عليه خصومات لنشتريه، وعندما كان يخبرها زوجها أنهم لا يحتاجون إلى هذا الشيء، ترد قائلة أن ما لا نحتاجه اليوم قد نحتاجه غدًا، وهذه فرصة لشرائه بسعر مخفض.

بعد انتهاء جولة التسوق، بدأ أبو حاتم في وضع المنتجات التي اشترتها أم حاتم في السيارة، لكن المنتجات قد ملأت حقيبة السيارة بالكامل، وظلت بعض المنتجات في عربة التسوق، واضطر الأبناء لحمل الأغراض معهم داخل السيارة.

عندما عادت الأسرة وجلست لتناول الغداء، قامت الأم بملء جميع الأطباق بأصناف الطعام المختلفة، وبعد الانتهاء من تناول الطعام، تبقى الكثير من الطعام في الأطباق، وبدأت الأم تعرض على أطفالها تناول المزيد، لكنهم أخبروها أنهم شبعوا ولا يمكنهم تناول المزيد من الطعام.

هنا توقف الأب عن تناول الطعام، حمد الله على نعمه، وقال لزوجته كفى لا تجبري الأطفال على تناول المزيد من الطعام، ألم تسمعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما ملء ابن آدم وعاء قط شرًا من بطنه، بحسب بن أدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه وثلث لنفسه”، واستطرد الأب قائلًا لأسرته قال تعالى:” وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”

هنا تكلمت الأم وقالت لزوجها هل أجعلهم يتركوا كل هذا الطعام الذي دفعنا ثمنه غاليًا، قال أبو حاتم لزوجته، وما الذي أجبرك على طلب كل هذا الطعام، ألا يكفي أن الله تعالى لا يحب المسرفين لتتوقفي عن عاداتك السيئة في التسوق، وأنت يا أم حاتم قد أسرفت مرتين، مرة عندما قمت بشراء كل هذا الطعام الذي يكفي أسرة مكونة من عشرة أفراد، وأسرفت حتى تركتي الطعام ليلقى في القمامة.

قالت الأم أتقصد أن مافعلته الآن تبذير، قال أبو حاتم أقصد ما فعلتيه الآن وما تفعليه كل مرة، إلا تعرفي إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين.

تدخل حاتم في الحوار مستغربًا، وقال لوالده هل المبذرين إخوان الشياطين يا أبي؟، قال الوالد إنهم أشباههم في التبذير أي أنهم أحباء الشياطين ولا أقبح من هذا التشبيه.

قالت أم حاتم، وهل يدخل المبذرين النار يا أبو حاتم؟ قال أبو حاتم، إنهم معرضون لنيل عقاب جحودهم وكفرهم بنعمة الله ، وإنفاقهم الأموال في غير طاعة الله عز وجل، إلا من تاب وندم وتاب الله عليه.

قالت أم حاتم أستغفر الله ربنا أعوذ بالله، ربنا لا تحشرنا مع الشياطين، رد أبو حاتم إن الله أمرنا بالتوسط في الإنفاق، فقالت له أم حاتم نعم صحيح يا أبو حاتم كلامك صحيح، فلم أكن أعلم أن هذا تبذير، وندمت على ما فعلت، استغفر الله وأتوب إليه من كل إسراف أو تبذير صدر مني.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby