قصص اسلامية

قصة الصحابي خبيب بن عدي

ADVERTISEMENT

الصحابي الجليل خبيب بن عدي ، يُكنى بخبيب بن عدي بن مالك الأوسي الأنصاري ، والذي شهد غزوتي بدر وأُحد ، وكان خبيب من الأنصار من قبيلة أوس ، وهو من أوائل من دخلوا إلى الإسلام من الصحابة ، رضي الله عنهم ، عقب دخول رسول الله الكريم ، صلّ الله عليه وسلم ، إلى المدينة .

ظل خبيب ملازمًا للنبي الكريم ، بعد هجرته إلى المدينة ، وتميز خبيب بعدة صفات جميلة ، منها الشجاعة والقوة ، إلى جانب شهرته بكونه مقاتلاً بارعًا ، لا يشق له غبار .

وقد عُرف عن خبيب ، أنه قد أبلى الكثير من البلاء الحسن ، في غزوة بدر ، وقتل الكثير من المشركين ، والذين كان من بينهم ، الحارث بن عامر بن نوفل . وتلك هي قصته وأبرز ملامح شخصيته.

الجمع بين العلم والجهاد :
رُوي أنه قد ذهب بعض الرجال ، من قبيلتيّ القارة وعضل ، إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وأخبروه أنهم يرغبون في دخول الإسلام ، وطلبوا منه أن يرسل معهم ، من يتلُ عليهم آيات الله ، ويعلمهم صحيح الدين الإسلامي ، ويشرح لهم شرائع الدين ، هنا اختار الرسول الكريم ، بعضًا من الصحابة ، من ذوي العلم ، ممن يحبون الجهاد في سبيل الله ، بعلمهم إلى جانب سيوفهم ، فاختار منهم ست أفراد ، ليذهبوا برفقة هؤلاء الرجال ، إلى قبائلهم يعلمونهم دين الإسلام .

وكان هؤلاء الست هم ؛ خبيب بن عدي ، وعبدالله بن طارق ، وخالد بن البكير الليثي ، وزيد بن الدثنة ، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، ومرثد ابن أبي مرثد الغنوي .

الوفاء وعدم الغدر :
حدث أن باع المشركون خبيب في مكة ، وكان خبيب قد قتل ، الحارث بن عامر بن نوفل ، في يوم بدر ولهذا مكث لدى المشركين أسيرًا ، وكانوا قد عزموا على قتله .

هنا طلب خبيب من إحدى بنات الحارث ، موسيّ من أجل أن يستحد به ، فأعطته واحدًا ، وعقب مرور بعض الوقت ، وجدت صبيًا لها بين يدي خبيب ، كان قد وضعه خبيب على فخذه ، فانزعجت صارخة عندما تذكرت أنها قد أعطته موسيّ ، فنظر إليها خبيب وأخبرها ، أنه ليس بخائن أو غادر ، ولن يقتل صبيًا .

يحب الصلاة حتى عند الموت :
خرج المشركون بخبيب لقتله ، فإذا به يطلب منه أن يتركوه يصلي ركعتين لله ، فأذنوا له فقام فتوضأ ثم صلى ، وبعد أن فرغ من صلاته ، قال لهم لولا أني أخشى ظنكم ، أنني أهاب الموت في سبيل الله ، لكنت أطلت صلاتي ، فكان هو أول من سنّ إقامة الصلاة ، عند القتل .

مناقب خبيب بن عدي وكراماته :
كان خبيب قد وُضع لدى مولاة ، تدعى مارية وكانت قد روت بعد أن أسلمت ، أنها قد اطلعت على خبيب ، أثناء مكوثه في بيتها ، وكان يحمل بيده قطوفًا من العنب ، ثم أقسمت أنها كانت بحجم رأس الرجل ، كان يأكل منها حتى يشبع ، ولم تكن هي قد رأت عنبًا في أرضها من قبل قط .

استشهاد خبيب بن عدي :
عندما قرر المشركون قتل خبيب بن عدي ، قاموا إليه بعد أن فرغ من صلاته ، وقاموا فصلبوه على لوح من الخشب ، ثم حاولوا مساومته بين النجاة بحياته ، وأن يتمنى أن يكون محمد مكانه ، فأخبرهم أنه لا يطيق بأن يشاك محمد بشوكة في قدمه ، فسخروا منه ثم طعنوه حتى مات .

علم الرسول صلّ الله عليه وسلم ، بما حدث من تعذيب وقتل لخبيب ، فأرسل أحد الرجال إليه ليدفن جثمانه ، فانطلق الرجل صوب ساحة قتل خبيب ، وهو يتلفت حوله خشية أن يراه المشركون ، ثم قطع الحبال فسقطت جثة خبيب أرضًا ، وعندما هبط الرجل إلى الأرض ، لم يجد قط ، وكأنما ابتلعته الأرض ، ولم تظهر جثته أبدًا ، وكان ذلك في العام 4هـ .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby