قصص امثال

قصة رحم الله الحجاج عنده ولده

ADVERTISEMENT

يقال هذا المثل عندما يموت شخص ظالم ويخلفه من هو أظلم منه ، فيترحم الناس على الظالم حينما يروا من يفوقه في الظلم والطغيان ، وقد ارتبط هذا المثل بموت الحجاج بن يوسف الثقفي ، وتناوله الناس ترحما عليه ، وفي سياقه يقال مثلًا أخر : ما تعرف خيره إلا إذا جربت غيره.

قصة المثل :
كان الحجاج بن يوسف الثقفي أكثر الحكام دمويًة وسفكًا للدماء ، وقد عانى الناس كثيرًا من ظلمه وجوره ؛ فقد كان يقتل ويسجن ويسلب الأموال دون محاكمة ولا احتكام لشرع أو نظام ، وقد جعله الناس مضربًا للظلم في أمثالهم ، وكان حديثهم دائمًا ، وقد عاش الحجاج حياته على هذا المنوال حتى شعر بدنو أجله ، فدعا ولده ، وجعله نائبًا عنه وأوصاه بعد موته أن يمشى بالنعش في طريق مستقيم من بيته إلى مقبرته حيث الرقود ، وقد كانت شوارع المدينة في عهد الحجاج ليس بها أي استقامة ، بل كانت ملتوية ومعوجة.

فسأله ولده عن الطريقة التي يمشي بها في طريق مستقيم إلى حيث رغب ، فقال له الحجاج : إن الطريقة التي يمكنك بها فعل ذلك أن تهدم جميع البيوت التي بيني وبين المقبرة حتى تمهد طريقًا مستقيمًا بيني وبين المقبرة ، ومات الحجاج ، ونفذ الابن وصية والده ، وشق الطريق المستقيم من بيت والده حتى المقبرة ، وجار على بيوتًا كثيرة وهدمها بطريقة تعسفية جائرة دون أي تعويض أو تقدير .

فأحس الناس بجور وطغيان أخر يتجدد ويستشري في عهد ابن الحجاج حتى أنهم نسوا ظلم الحجاج نفسه ، ولم يعودوا يذكروا مآسيه ومظالمه التي طالما أحسوا بها وذاقوا مرها ، وشغلهم ظلم ولده وجرائمه عن التفكير فيها ، فبدؤوا يترحمون على الحجاج بن يوسف بقولهم : رحم الله الحجاج عنده ولده ، ومن يومها صارت هذه المقولة مثلًا يضرب عندما يخلف الظالم من هو أظلم منه.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby