قصص تاريخية

قصة حضارة الانكا القديمة | قصص

ADVERTISEMENT

لم يكن هناك أكثر أمنا من مملكة تحتمي بجبال الإنديز ، وتختفي عن أعين الغزاة خلف قممه العالية ، إنها مملكة الانكا المنعزلة التي لم يكن لها أي صلات بالعالم الخارجي ، كانت الانكا تحيا في سلام داخلي مع ملكها ذو السلطات المطلقة ، والذي يدعي الانكا ، ولهذا سميت المملكة باسمه ، والانكا من الهنود الحمر الذين كانوا يعمرون الأمريكتين قبل قدوم الرجل الأبيض الذي أزاح عنهم الستار .

موقعها :
تقع الانكا في جبال الإنديز بالقرب من الشاطئ الغربي لأمريكا الجنوبية ، ومكانها الآن دولة بيرو ، لكن قديمًا في مطلع القرن السادس عشر ، كان يسكنها شعب الانكا الذي عاش ما يقرب من ألف سنة في سلام ورخاء ، ووصل إلى درجة من الحضارة لم يكن قد وصل إليها الأوربيون أنفسهم .

فكانت العمارة لديهم متقدمة لدرجة أنهم نحتوا في الصخور شبكة من الطرق الممهدة ، واستطاعوا الزراعة فيها ، وكانت أهم محاصيلهم هي الكوكا ، وكان لهذا الشعب المتقدم تقويم شمسي دقيق ، يحسب دورة الأفلاك السماوية بدقة كبيرة ، كما برع في فن النحت وصناعة التماثيل من الذهب والفضة ، وسبك المعادن الثمينة .

عاصمتها :
كان الملك أو الانكا يقيم في العاصمة الأساسية للمدينة وهي كوشكو ، وكانت عبارة عن ساحة كبيرة فيها قصر الملك ، ومعبد إله الشمس الذي كانوا يعبدونه ، ومبني لإشراف الكهنة ، وبعض القاعات مثلثة الشكل ، والتي كانت تستخدم لعقد الاجتماعات عند هطول الأمطار على الساحة الكبرى ، وتسمى هالانكا .

قدوم الأسبان :
كان الأسبان في ذلك الوقت قد فتحوا معظم أمريكا الجنوبية عدا منطقة جبال الإنديز التي كانت تقف أمامهم شامخة ، ولكن بعثة من الجنود الأسبان قليلي العدد استطاعت أن تطرق أبواب مملكة الانكا ، وتزلزل حياتهم ، فكانت البعثة تضم 170 جندي ومجموعة من المدافع والخيول التي لم تعلم الانكا عن وجودها من قبل .

وحينما علم الملك الانكا المدعو اتوالابا آنذاك بقدوم تلك الوفود ، قرر أن يذهب بجيشه الجرار المكون مما يقرب من 80 ألف جندي إلى كاجاماركا لمقابلة هولاء القدوم ، وإن جنحوا للسلم ؛ فليكن سلام ومحبة ، وان لم يفعلوا ؛ فلتكن الحرب .

ولكن رغم كثرة عدد الانكا ؛ إلا أن الأسبان استطيعوا بخديعتهم ، واستخدامهم لعنصر المفاجأة أن يأسروا ملك الانكا اتوالابا ويزلزلوا صفوفهم الجرارة ؛ فحينما انطلقت المدافع بأصواتها المدوية ، فرت جموع الانكا ، والتي لم تكن تعرف هذا النوع من الأسلحة من قبل ، ولكن سقوط ألاف القتلى عصف بكثرة الجيش وقوته .

فدية اتوالابا :
شعر أتوالابا أن الأسبان لا يهمهم سوى الذهب والكنوز ، ففكر أن يفتدي نفسه بفدية عظيمة بعد أن وقع أسيرا في يديهم ، فعرض عليهم أن يملأ لهم غرفة القصر مرة ذهبًا ومرتين فضة شريطة أن يطلقوا سراحه ، فوافقوا على ذلك .

مما جعل الملك يرسل قواده إلى العاصمة ؛ ليحضروا له كنوز الفدية ، ولما وصلت إلى أيدي الأسبان نقضوا عهدهم مع ملك الانكا وأعدموه في الساحة الكبرى ؛ خوفًا أن يطلقوا سراحه ويتجمهر حوله الشعب .

وقد كان قواده يخشون من مهاجمة الأسبان حتى لا يتم إيذائه ، ولكن سرعان ما انتشرت القوات الاسبانية في المنطقة ووصلت الإمدادات الأمر الذي جعل إنقاذ اتوالابا أمرا شبه مستحيل ، وتعتبر فدية أتوالابا أكبر فدية عرفها التاريخ .

طقوس ملك الانكا :
ورد في مذكرات بعض الجنود الأسبان مقتطفات من حياة أتوالابا ملك الانكا ، حيث كان هذا الرجل ذو سلطة مطلقة ، مستمدة من كونه ابن الشمس ، فكانت كلمته أمرًا واجب النفاذ ، ولا يستطيع أحد معارضته .

وكان هذا الملك حينما يأكل يضعونه على عرش خشبي صغير مصنوع من الخشب الأحمر ، مغطي بسجادة ناعمة ، ويقدمون له الطعام في ورق الشجر ليشير بإصبعه على اللون الذي يريد ، فتقوم إحدى السيدات بإطعامه بيديها

وحينما يسقط من رأسه بضع شعرات قليله كانت تأكلهم سيدة من السيدات اللواتي في خدمته ، وحينما كان يبصق أيضا ؛ كان يبصق في يدي إحداهن ، والتي تقوم بدورها بلعق بصفته ، وبسؤاله عن سبب فعل ذلك ، قال أنه يخشي من السحر الأسود ، وأشياء كتلك يمكن أن تستخدم ضده .

كان لملك الانكا العديد من النساء طوع بنانه متى اشتهى ذلك ، ولكن تبقى الزوجة الملكية المكرمة هي أخته الشقيقة ، وابنهما الناتج من ذلك الاتحاد ، هو الوحيد ذو الدم النقي الذي يصلح لإرتقاء العرش ، وهكذا كانت الانكا تزخر بالعديد من الطقوس والعادات الغربية التي تقترب لما كان لدي الفراعنة القدماء بمصر القديمة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby