قصص اسلامية

قصص قصيرة عن الصحابة | انستا عربي

ADVERTISEMENT

لنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة نقتدي به ونسير على دربه ومن بعده الصحابة رضوان الله عليهم، فقد عايشوه وتعلموا منه أصول الدين وحب المولى عز وجل فضربوا لنا مثلاً في الشجاعة والكرم والفطنة و الذكاء والتفاني وغيرها الكثير، ولا زال المسلمين يتداولون القصص التي وردت في سيرتهم العطرة حتى اليوم ليتعلموا منهم ويسيروا على خطاهم.

عمر بن الخطاب

الصحابي الجليل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- سيرته العطرة مليئة بالقصص التي تحمل في طياتها الكثير من العبر والعظات لنا وللعالمين، ومنها:

ذات يوم جاءت امرأة تشكو لعمر بن الخطاب –رضي الله عنه- تريد الطلاق من زوجها فسألها ما السبب فقالت له نظرت عليه من كوة الباب وهو قادم بين أصحابه فوجدته أقصرهم وأقبحهم وأقذرهم وأنتنهم، فأخبرها الصحابي بأن تعود لبيتها وطلب من زوجها الحضور إليه، وحين نظر إليه وجدها صادقة فيما أخبرته.

فأمر أن يؤخذ الرجل لبيت المال ويغتسل بالماء ومن بعدها يعطر وتهذب لحيته وشعره وأن يعطوه ثوب جديد من الثياب الموجودة في بيت المال، وأمر بإحضار زوجته إليه وأخبر الزوج بأن يمسك يدها على الفور حينما تحضر المجلس، فسحبت يدها وأخبرته أن يستحي في حضرة أمير المؤمنين ولم تكن تعلم بأنه زوجها، فطلب منها أن تدقق النظر في هذا الرجل فقالت إنه يشبه زوجي، وحينها قال ابن عباس –رضي الله عنه- ” والله إني لأتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين زوجتي لي”، فاستخدم الصحابي الجليل أموال بيت المال ليعمر بيوت المسلمين.[1]

قصة من حياة عمر بن الخطاب

أيضاً من القصص التي وردت عنه –رضي الله عنه-:

في عهد الصحابي الكريم كان هناك رجل يدعى أبي كلاب وكان رجلاً  طاعناً في العمر واقترب من التسعين وضعف بصره، جاء للصحابي وسأله ما بك أبى كلاب؟ فأخبره أنه مشتاق لابنه كلاب، فسأله عمر: وأين هو كلاب؟، قال له: مع سعد يحارب فأخبره أن يعود لداره وأمر محمد بن أبي مسلمة أن يرحل من المدينة ليحضر كلاب على الفور.

فحينما جاء كلاب نزل عند أمير المؤمنين فسأله: ماذا تصنع مع أبيك، فأخبره أنه يحضر أكثر ناقة بها لبن ويريحها ويغسلها بالماء البارد ثم يحلبها ويسقي أبيه منها وبعدها يدخل لزوجته وأبنائه، فأخبر عمر أن يصنع هذا فجاء بالناقة وأراحها وغسل درعها بالماء البارد وحلبها، فأرسل عمر لأبى كلاب وأعطاه الإناء ليشرب اللبن فما كاد الإناء يلمس شفاه الرجل حتى أجهش في بكاء شديد، فقال له عمر ماذا بك، فقال والله يا أمير المؤمنين لولا تقول أني خرفت لكني أجد ريح يد كلاب في الإناء، فحضر كلاب فقام له وحضنه وبكى عمر وبكى الحاضرين في المجلس، فقال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يا بؤس عبد لحق أباه أو أمه أحدهما أو كليهما ولم يدخلاه الجنة.[2]

علي بن أبي طالب

سيدنا علي بن أبي طالب– كرم الله ووجهه- من الصحابة الكرام ممن تمتعوا بالحكمة والفطنة وله العديد من المقولات والقصص الخالدة التي  نتعلم منها الكثير والكثير ومنها:

جاء رجال الأمن ذات يوم للصحابي على بن أبي طالب برجل فأخبروه بأنهم وجدوه في مكان مهجور وقد قتل رجلاً فنظر الصحابي للرجل فوجد سكيناً في يديه والدماء تتقطر منها، فنظر للرجل وسأله هل قتلت فأخبره بأنه فعل، وحينما كان علي يبحث عن هوية المقتول ليحضر أهله ليقتصوا له أو ليأخذوا الدية عنه جاء رجل ودخل عليهم وقال له يا أمير المؤمنين أنا القاتل، فتعجب الصحابي مما سمع فرجل يخبره بأنه من قتل والآخر اعترف بفعلته، فنظر للرجل الأول وسأله هل انت الذي قتلت؟ فأخبره أنه يعمل كجزار وحينما كان يذبح حبسه البول فدخل لهذه الخربة كي يقضي حاجته فتفاجئ برجل مقتول والدم يتقطر منه وحينما كان واقفاً مذهولاً وجده الرجال على هذه الحالة فكيف يمكن أن يصدقوه إن كانوا وجدوا الدم يسيل من يديه ومعه سكين.

فالتفت علي –رضي الله عنه- للرجل الآخر وسأله وأنت كيف قتلت؟، فأخبره بأن أراد سرقة مال هذا الرجل فطعنه وحينها سمع وقع أقدام تقترب منه ففر هارباً واختبأ وحينما عرف بأن هذا الرجل الذي أمسك به سيقتل خشيت أن ألقى الله بقتل اثنين، تعجب الصحابي مما سمع فنظر لابنه الحسن –رضي الله عنه- وسأله ما رأيه في هذه المعضلة فأخبره بأن هذا الرجل أحيا نفساً ومن أحيا نفساً كأنما أحيا الناس جميعاً، فعفى عنه الصحابي الجليل ودفع دية المقتول من بيت المال.[3]

من القصص التي تؤكد لنا على مدى فطنة علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- أيضاً، أنه دخل يوماً على عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- وكان حينها أمير المؤمنين، فوجده يريد أن يقيم الحد على امرأة ولدت عند زوجها عقب ستة أشهر من زواجها فقط والمتعارف عليه كان تسعة أشهر، فطلب منه علي –رضي الله عنه- أن يتمهل وأن يعيد النظر في الأمر بقراءة القرآن الكريم،  فأخبره أليس يقول الله عز وجل في الآية الكريمة ” وحمله وفاصله ثلاثون شهراً”، وفي آية أخرى يقول عز جل “وفصاله في عامين” فإن كانت الرضاعة تأخذ عامين أي أربعة وعشرون شهراً والحمل والرضاعة في ثلاثين شهراً إذاً فأقل مدة للحمل هي ستة أشهر، فقال عمر –رضي الله عنه- بئس المقام بأرض ليس فيها أبو الحسن.[4]

عثمان بن عفان

ذو النورين الصحابي الجليل عثمان بن عفان– رضي الله عنه- وقد عرف عنه الحياء ومن القصص الجميلة التي تضرب لنا مثلاً رائعاً على مدى حيائه، فتروي السيدة عائشة –رضي الله عنها- أنها رأيت النبي –صلى الله عليه وسلم- ذات يوم جالساً وركبته وشيء من فخذه قد ظهر، فدخل عليه أبي بكر –رضي الله عنه- فسلم ورد السلام، ومن بعده دخل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- فسلم ورد السلام.

وحينما جاء عثمان بن عفان –رضي الله عنه-  وأستأذن ليدخل فسوى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثيابه وأذن له،  فلما رحل فقالت له: عجباً يا رسول الله دخل أبو بكر فلم تهش له ولم تبال به ثم دخل عمر فلم تهش له ولم تبال به ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، فقال النبي –عليه الصلاة والسلام-:”ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة”.

أيضاً من القصص التي وردت عن الصحابي الجليل عثمان بن عفان –رضي الله عنه- هي قصته مع زوجته رقية –رضي الله عنها –، فمرضت مرضاً شديداً في أعقاب تجهيز رسول الله –صلى الله عليه وسلم- للخروج في غزوة بدر فما كان من الصحابي الكريم إلا أن استأذن من رسول الله –صلى الله عليه سولم- ليجلس مع زوجته ليمرضها وينتبه لها، ضارباً لنا مثلاً في فقه الأولويات ومحبة الزوجة وسبيل البيوت الآمنة التي تقوم على الرحمة، لذا منحه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- سهماً من الغنائم فقد عد جهاده مع زوجته لا يقل عن جهاده في سبيل الله.[5]

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby