قصة حادث تحطم هيندنبورغ | قصص
بعد وقت قصير من الساعة السابعة مساء يوم السادس من مايو لعام 1937م استعدت المنطاد الضخم لهيندنبورغ للهبوط في ليكهورست ، نيو جيرسي ، وصلت المركبة وهي الأكبر من حيث الحجم إلى نيوجيرسي قبل عدة ساعات ، لكن تم تأجيل النزول بسبب سوء الأحوال الجوية فوق موقع الهبوط .
وأخيرًا ، في الساعة 7:21 مساء ، رمى المنطاد حباله لهبوط إلى الأمام وبدأ في النزول ، كان كل شيء بغض النظر عن التأخير بسبب الطقس روتينًا ، كانت ممارسة مألوفة للمنطاد وطاقمه الذي قام بالفعل بأكثر من 50 رحلة ناجحة ، بما في ذلك العديد من الرحلات عبر المحيط الأطلسي .
وفي الساعة 7:25 مساءًا ظهرت العلامات الأولى للكارثة الوشيكة ، كلا الموظفين على الأرض في Lakehurst ، والطاقم والركاب على متن Hindenburg نفسها ، أفادوا برؤية ألسنة اللهب تنطلق من هيكل السفينة .
سرعان ما انتشر الحريق عبر هيكل السفينة وابتلع الذيل بأكمله في بضع ثوان واستطاعت المركبة أن تظل مستوية ولكن سرعان ما انزلق الذيل أولًا إلى الأرض وبقية الهيكل ظل في السماء ، وتم قذف ركاب المركبة حول المقصورة نتيجة تغير الاتجاه المفاجئ للمركبة وفقدان السيطرة عليها في الهواء ، كانت المركبة مليئة بالهيدروجين وقابلة للاشتعال بشكل مكثف وتم تغطية المنطاد بالكامل بألسنة اللهب في غضون دقيقة واحدة .
كان عدد أفراد الركباب 97 قتل منهم 35 شخص 13 مسافر و22 من طاقم المنطاد بالإضافة لعضو واحد من طاقم المركبة الأرضي أما الذين نجوا فكان من خلال القفز من نوافذ المنطاد عند الاصطدام بالأرض ثم الركض سريعًا .
كان هيندنبورغ الذي يبلغ طوله 804 أقدام أكبر منطاد تم بناؤه على الإطلاق ، وقد أدى زواله المأساوي إلى انحدار المركبات كوسيلة مفضلة للسفر الجوي ، تزين المنطاد بالصلبان المعقوفة ، وقد استولى عليها النازيون لاستخدامها كرمز لقوة الرايخ الثالث ، وكانت أول رحلة عامة له في عام 1936م جزءًا من جولة دعاية طولها 4100 ميل في ألمانيا ، حيث تم إخراج موسيقى وطنية ورسائل مؤيدة لهتلر من مكبرات الصوت المرتبطة بالمنطاد .
لقد سمحت الرحلات عبر الأطلسي التي تنقل الناس والبريد بين أوروبا وأمريكا الشمالية لرؤية الرايخ الثالث لجميع دول العالم ولذا كانت متصلة بالنظام النازي وبأي تهديدات قد تهدد العالم بالخراب فقد وجهت ضدها قبل رحلتها الأخيرة عدد من التهم مما أثار الشكوك حول الفعل المدبر .
تدعي بعض التفسيرات لمأساة هيندنبورغ أنها كانت نتيجة لتصريف كهربي ثابت أشغل غاز الهيدروجين ، وعلى الرغم من أن أسباب الشرارة الساكنة وتسرب الهيدروجين غير واضحة ، لم يتم العثور على أدلة مقنعة على الإطلاق بأن المركبة قد تم تخريبها .
كانت لوقت طويل أكثر كارثة جوية في التاريخ من حيث عدد القتلى وتلقت تغطية إعلامية واسعة النطاق وقتها .
