قصص منوعة

قصة السّموأل ووفائه | قصص

ADVERTISEMENT

هو السّموأل بن عاديا ، قيل نسبه في غسان ، وقيل هو من بني الكاهن بن هارون بن عمران عليه السلام ، وإنما كانت أمه غسانية ، وقد ذكرته الشعراء ، وكانت العرب تنزل به فيضيفها وتمتار من حصنه ، وتقيم هناك سوقا كما في الأغاني .

قصة السموأل :
أما عن وفائه الذي يضرب به المثّل فكام من حديثه ، أن امرئ القيس بن حجر بن الحرث بن عمرو المقصور بن حجر الأكبر وهو آكل المرار الكندي ، كان والده ملكا على بني أسد بن خزيمة وغطفان فعدوا عليه فقتلوه ، واتصل مقتله بابنه امرئ القيس الشاعر وهو باليمن ، لأن والده طرده آنفا من قوله الشعر والغزل .

رحلة الأخذ بالثأر :
فشمر للأخذ بثأر أبيه وسار إلى بكر وتغلب يستنصرهم وساروا معه ، حتى أوقع ببني كنانة يظنهم بني أسد ، فكره من كان معه ذلك وتفرقوا عنه ، حتى بقي في نفر يسير ، وألح المنذر بن ماء السماء في طلبه ، وكان عدوًا لأسلافه فصار يستجير بأشراف العرب ، فجاء إلى عمرو بن جابر الفزاري فطلب منه الجوار ، حتى يرى ذات غيبة ، فقال له : يا ابن حجرإني أراك في خلل من قومك وبينك وبين اليمين ذؤبان قيس ، وأهل البادية أهل وبر ليست لهم حصون تمنعهم ، أفلا أدلك على رجل من شأنه كيت وكيت ؟

السموأل وامرئ القيس :
فذكر له السموأل وحسن جواره وحصنه فدله عليه ، وعلى من أوصله إليه ، وكان مع امرئ القيس دروع لأبيه كان الملوك من بني آكل المرار يتوارثونها ، ومعه أيضًا بنته هند ، وابن عمه يزيد بن الحارث بن معاوية ، فعرف السموأل لهم حقهم وبني للمرأة قبة من أدم وأنزل الرجال في مجلس له براح ، فكان عنده ماشاء الله .

هلاك امرئ القيس :
ثم إنه طلب إليه أن يكتب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني بالشام ، ليوصله إلى قيصر ، ففعل واستصحب معه رجلا يدله على الطريق ، وأودع بنته وأدرعه السموأل وخلف ابن عمه يزيد بن الحارث مع ابنته هند ومضى حتى انتهى إلى قيصر ، فقبله وأكرمه وضم إليه جيشا كثيفا فيه جماعة من أبناء الملوك به إلى ملك أبيه ، ثم إن الطماح الأسدي أفسد عليه أمره ، حيث سعى به عند الملك ، بما كان سببا في هلاكه في خبر يطول ذكره .

موت ابن السموأل :
وكان المنذر بن ماء السماء ، قد وجه الحارث بن ظالم المري إلى السموأل ليأتيه بمال امرئ القيس وأدرعه ، وقيل إن الذي طالب بأدرع امرئ القيس ، هو الحارث بن أبي شمر الغساني وأنه جاء بنفسه إلى السموأل ، فامتنع السموأل عن إعطاء الأدرع والمال وتحصن بحصونه ، وكان له ابن قد يفع فخرج إلى القنص ، فلما رجع أخذه أحد الحارثين ، ثم قال للسموأل : أتعرف هذا ؟ قال : نعم انه ابني ، فقال : إما أن تسلم ما قِبلك وإما أن أقتله ، فقال : شأنك به فإني لا أخفر ذمتي ، ولا أسلم مال جاري ، فضرب الحارث وسط الغلام فسقط نصفين وهو ينظر ثم انصرف عنه !!.

وفاء السموأل :
ثم ان السموأل وافى الموسم بما كان معه من الدروع والمال ، فأسلمه إلى ورثة امرئ القيس ، وقال ذلك : .. وفيت بأدرع الكندي إني .. إذا ماخان أقوام وفيت ..

وأوصى عاديا يومًا بأن لا .. تهدم يا سموأل ما بنيت ..
.. وقالوا إنه كنز عظيم .. ولا والله أغدر ما حييت ..
.. بنى لي عاديا حصنًا حصينًا .. وماءً كلما شئت استقيت..

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby