قصص اجتماعية

قصة البعض يرونها خائنة | قصص

ADVERTISEMENT

أخذت تتصفح تلك الأوراق القديمة التي وضعتها ، داخل صندوق خشبي ، والتي تعودت أن تفتحه كل يوم وهي لم تمل تلك الذكريات المنسية ، التي تمر أمام عينيها المحبطتين والتي هجرها النوم منذ عشرة أعوام .

علقن أحلامهن بالزواج وشباك الخيبة :
أتى من أتى ورحل من رحل ، وهي مازالت تعيش سجينة الحب والفراق ، ترتوي من عذاب الشوق وخيبة الأمل ، فلم يعد أمامها سوى الآهات والتي تكاد تخنق أنفاسها … تبكي كلما كانت وحيدة هكذا بدون أسباب ، فأحيانا تبكي بدون سبب حقيقي غير أن كل ما حولنا يزعجنا ، تتذكر كيف كانت غبية تمامًا كمثيلاتها من الفتيات الشرقيات ، اللاتي علقن أحلامهن بالزواج فعلقن في شباك الخيبة .

رجلا جبانا :
كيف ارتضت يومًا أن تتزوج رجلا اختارت له أمه امرأته ! وهي التي كانت مؤمنة بكلمات نزار قباني : الحب للشجعان ، الجبناء تزوجهم أمهاتهم ..كيف ارتضت جبانًا ؟ تعرف أنها أخطأت بالتأكيد ، حينما صدقت كلمات مهترئة بأن الحب دائما يأتي بعد الزواج وكل ما قبل ذلك ، لم يكن حبًا ، بل مجرد علاقات عابرة كتب لها أن تكون منسية .

حب مثل الموت والولادة :
هي ربما لم تصدق ، ولكن لم يعطها أحد حق إبداء الرأي واقتنعت سلفًا ، بأن رأيها لا قيمة له ، فلماذا البوح إذن ؟ وطن تكمم فيه أفواه الرجال فكيف بنسائه ؟! لكنها لم تكن تعلم أن حبه مثل الموت والولادة صعب أن يعاد مرتين ، كانت تعشق كلمات نزار مثلما تعشقه .

عاشت فقط من أجل هذه اللحظة :
وبينما هي هائمة دق جرس الهاتف ، تحركت بصعوبة لترد ، رفعت السماعة لتطرب أذنيها بصوت طالما حلمت أن تسمعه ثانية ، إنه الماضي الذي لم يغادر حاضرها ، أخذ يسألها عن أحوالها وأخبارها وهي شريدة التفكير تشعر وكأن الحروف تهرب من بين شفتيها ، تمالكت أعصابها لتخبره أنها عاشت فقط ، من أجل هذه اللحظة فأدرك أن فتاته الأولى تنتظره .

فأنت مع الشخص الخطأ :
قال لها مندهشًا : لا أصدق أيعقل ، هذا وبعد كل هذه السنين ، لقد ترددت كثيرًا في محادثتك ، لعلمي بزوجك الذي لا تشوبه شائبة أسمع مديحًا ، عنه هنا وهناك .. سكتت لحظات ثم قالت : إذا لم تجعلك العلاقة مع من تحب شخصًا أفضل ، فأنت مع الشخص الخطأ ، وأنا لست بأفضل أبدًا ، لكني لم أعهد قرائك لأنيس منصور يومًا .

علها تخفي تجاعيدها المحفورة :
لقد تغيرت كثيرًا عما كنت ، أحببت أشياء كرهتها وكرهت أشياء أحببتها ، إحساسي بكل شيء تقريبا تغير إلا بك أنت ، أعلن سعادته العارمه وبادر بطلب مقابلتها ، وما كان منها إلا أن وافقت فورًا ، أسرعت لتختار أجمل ما في خزائنها ، ووضعت تلك المساحيق المزيفة ، علها تخفي تجاعيدها المحفورة ، والتي بدت واضحة على ملامح وجهها .

أمي هل تحبينني :
تأهبت للخروج هاربة من تقبيل ابنها الصغير ، ووداعه على غير العادة ، لحق بها صغيرها ليعطيها خاتمها ، والتي تظاهرت أمامه بأنه سقط منها سهوًا ، قال لها بهدوء وبصوت دافئ: أمي هل تحبينني ؟

السعادة الخفية :
صمتت لثوان .. وما الداعي لهذا السؤال الآن ؟ .. رد ضاحكًا : لقد نسيتي تقبيلي ، فما الذي يمكن أن ينسيك طفلك المدلل ، ثم قفز قفزة طفولية يحتضنها ، ويقبل جبينها وقدماه تتأرجح يمينًا ويسارًا ، وهي مبتسمة تداعب شعره لترتشف السعادة الخفية ، والتي لم تنتبه لها يومًا .

اعتذار وإصرار :
دق جرس الهاتف لتذهب نحوه ، وهي تحاول أن تستوعب تلك الروح التي دبت في أجزائها من جديد ، رفعت السماعة فإذا به يسألها عن سبب تأخيرها ، فترد بسرعة وقبل أن يكمل حديثه وتعتذرعن الحضور فيصر ، أن تحدد له ميعاداً آخر ، لكن موقفها لم يتغير ..

البعض يرونها خائنة :
حدثها مندهشًا ما الذي تغير في تلك الساعة ، لم ترفضين الآن ، أجابته : استطعت أن أكون زوجة خائنة ! لعشر سنوات .. ولم أستطع أن أكون أمًا خائنة لعشر دقائق !.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby