قصص تاريخية

قصة السر وراء قتل هنري الثامن لزوجته

ADVERTISEMENT

بدأت القصة في عام 1536م حينما اتهم الملك هنري الثامن ملك إنجلترا زوجته الثانية آن بولين ، التي توجت ملكة في 1533م بتهم تتضمن الزنا وسفاح المحارم والتآمر ضد الملك ، وخلال محاكمتها تم إدانتها وفي 19 مايو عام 1536م تم نقلها إلى برج جرين في لندن ، حيث قطعت رأسها من قبل المبارز الفرنسي ، بدلًا من الجلاد المعتمد على الفأس .

ويعتقد المؤرخون أن الاتهامات الموجهة ضدها كانت خاطئة ، ولكن أصدرها هنري الثامن لإزالة بولين زوجته وتمكينه من الزواج من زوجته الثالثة وهي جين سيمور ، وهذا على أمل الحصول على وريث ذكر خاصة بعد أن فشلت آن بولين في إنجاب الوريث .

من كانت آن بولين قبل أن تصبح ملكة؟
كانت بولين عضوًا في محكمة هنري الثامن ، حيث كانت تعمل كخادمة شرف لزوجته الأولى كاترين أراغون ، والتي تزوجها من عام 1509م إلى عام 1533م ، ولقد أحبها الملك  وطاردها لكنها رفضت أن تصبح له عشيقة ، وخدمت آن بولين التي جاءت من أسرة أرستقراطية في محاكم العائلة المالكة الأوروبية الأخرى .

وقد كانت متعلمة وماهرة في عمليات التحول من شخصيه لأخرى غير متوقعة ، من عضو في المحكمة إلى شخصيه مهتمه بالرقص والغناء وفن المغازلة ، ولكنها كانت لها أيضًا وظائف سياسية في المحكمة مثل والدها  الدبلوماسي ، فلعبت آن دورًا في تحية الشخصيات الأجنبية البارزة ، وكان لها بعض التأثير على الشؤون الدولية .

وبهذه الصفة انخرطت مع القادة السياسيين ، بمن فيهم توماس كرومويل السياسي الذي صعد ليصبح رئيس وزراء هنري الثامن في عام 1532م ، ولعبت آن بولين دورًا مهمًا في تاريخ اللغة الإنجليزية وإنشاء كنيسة إنجلترا ، فلكي يتزوج هنري الثامن من آن بولين ، كان يجب لزواجه من كاثرين أراغون أن ينتهي .

ووجد الملك ملاذًا جديدًا في آن ، وهو الذي كان يأمل أن يكون له ابن يرثه من كاثرين ولكن  لم يحدث ، ورفضت أن بولين أن تكون عشيقته فحملته على الزواج منها ، وعلى الرغم من عدم السماح بالطلاق بموجب الكنيسة الكاثوليكية ، إلا أن هنري الثامن استمر في البحث عن حل : أولاً جادل البابا كليمنت السابع بأنه يمكن إلغاء زواجه من كاثرين لأنها كانت متزوجة من أخيه آرثر الذي توفي بعد فترة قصيرة من زواجهما .

بنى هنري هذه الحجة على أساس الكتاب المقدس في اللاويين ، والذي يدين الزواج بين رجل وزوجة أخيه ، ولذلك ادعى هنري أن البابا الذي منح الزواج كان خطأ في المقام الأول ، وعندما رفض البابا كليمنت السابع إلغاء الزواج ، اتخذ هنري الثامن خطوة من شأنها تغيير مسار تاريخ العالم والدين أيضًا ، ومع مساعدة ومناورة توماس كرومويل قطع هنري الثامن العلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية في روما ، مؤكدًا وجهة نظر الملك بأن الكنيسة لا ينبغي أن يكون لها سلطة على سيادة انجلترا .

فتزوج الملك آن بولين سرًا في يناير 1533م ، مما تسبب في طرد هنري ورئيس أساقفة كانتربري في ذلك الوقت توماس كرانمر من الكنيسة الكاثوليكية ، مما أدى هذا بدوره إلى تأسيس كنيسة إنجلترا ، وهي خطوة كبيرة في  الإصلاح الذي أضافت إنجلترا إلى قائمة الدول البروتستانتية .

هل قاد توماس كرومويل مؤامرة ضد آن بولين؟
سقطت آن بولين من حسابات هنري الثامن عندما فشلت في ولادة الوريث الذكر ، ففي عام 1533م ولدت له طفلة ، وهي الملكة إليزابيث الأولى لكن آن عانت الإجهاض بعد ذلك ،  ونزل ولدها الذكر الوحيد ميتًا في يناير 1536م ، وعند هذه النقطة قرر هنري إجراء تغيير شامل ، فقد كان لديه علاقات مع اثنين من خادمات الملكة الشرفيين ، وهم مادج شيلتون وجين سيمور .

وفي هذه الأثناء كانت بولين وكرومويل يتصادمان حول مسائل السياسة الخارجية ومالية الملك ، وينقسم المؤرخون حول مدى دوافع كرومويل وراء تسهيل زوال بولين ، ولكنه في وضع التهم ضدها كان بالتأكيد ينفذ رغبات الملك ، فقد كان كرومويل جزءًا من لجنة سرية  للتحقيق في مخالفاتها ، ولم يكن هناك شيء يمكن أن تفعله خاصة بعد أن اتهمت بولين بممارسات جنسية مع أعضاء ذكور في المحكمة ، والذين تعرضوا في بعض الحالات للتعذيب حتى يدلون بتلك الاعترافات .

و بالإضافة إلى ذلك تم اتهامها بسفاح المحارم مع شقيقها ، واستخدام السحر ضد الملك وتم إرسال بولين إلى الحجز في برج لندن ، وأُجريت محاكمتها في 15 مايو 1536م  وتم إدانتها من قبل هيئة محلفين ، شملت عمها وخطيبها السابق ومن من خلال إرسال آن بولين إلى الموت ، قام هنري الثامن بإفساح الطريق للزواج من سيمور ، وهو ما فعله في 20 مايو بعد يوم واحد من قطع رأس بولين .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby