قصص اجتماعية

قصة عن مدمن مخدرات ادت الى تدمير حياته

ADVERTISEMENT

الحقيقة إن قصص الإدمان كلها متشابهة تقريبًا فهي تبدأ دائمًا بشاب يجرب، ويعتقد أنه أقوى من أن ينساق في هذا الطريق لكنه في النهاية يتحول لمدمن ثم تنتهي حياته بالحزن والدمار.

وفي الواقع فإن المدمن لا يدمر حياته الخاصة فقط، لكنه يدمر أيضًا أسرته، فكم من أباء انفطرت قلوبهم بسبب إدمان أبنائهم للمخدرات وهم ينظرون إليهم بأعينهم ولا يستطيعون فعل شيء لإيقافهم، أو يشاهدوا أبنائهم يموتون بجرعة مخدرات زائدة أو تنتهي حياتهم في السجن.

وقد نشر أحد الآباء ويدعى ريتشارد سميث في صحيفة التليجراف القصة التالية لابنه الذي كان يضع عليه آماله ثم في النهاية تحول لحطام إنسان، ليس له قيمة أو فائدة في الحياة.

يقول الأب إن ابنه كان طفلًا تبدو عليه علامات النبوغ من الطفولة، وقد حرص على إدخاله أفضل المدارس ومحاولة تأمين تعليم جيد له، وكان الابن يبلي بلاءًا حسنًا في بداية حياته الدراسية.

ولكن المشاكل بدأت عندما وصل ابنه لسن الرابعة عشرة، وحينها تناول أول سيجارة حشيش مع أصدقائه، وكان الأب في البداية يعتقد أنه يجرب مثل أصدقائه وأنه لن يستمر في هذا الطريق، ولكن الابن في الواقع كان منساق خلف أصدقائه، وخلال فترة قصيرة بدأ يتناول أنواع أخرى من العقاقير المخدرة.

وعندما بلغ الابن سن 19 عامًا أرسله والداه إلى مرفق إعادة التأهيل من الإدمان، وكلفتهم تلك المصحة 10 آلاف جنيه استرليني، وقد ساعده ذلك على التوقف عن الإدمان بالفعل، لكن للأسف كان ذلك لفترة مؤقتة فقط.

فبعد مغادرته للمصحة، أدخله والديه لكلية لتعلم الموسيقى لأن حبه الوحيد كان الموسيقى لذلك فكرا أن ممارسة هوايته المفضلة يمكن أن يساعده على الالتزام وعدم العودة لطريق الإدمان مرة أخرى.

وأيضًا لأنهم أرادوه أن يحصل على مؤهل دراسي، وبالفعل نجح فيها وحصل أيضًا على وظيفة معلم جيتار داخل المدرسة نفسها، وبدأ يستقل بحياته، وقد تركه والداه يعيش خارج المنزل ظنًا منهم أن الأيام السابقة لن تعود مرة أخرى.

لكنه للأسف في يومه الأول في الوظيفة وأثناء سيره في الشارع مر من أمام أحد تلك المتاجر المرخصة لبيع بعض أنواع المخدرات، فلم يستطيع أن يقاوم ودخل المتجر واشترى بعض أنواع المخدرات المصرح بها معتقدًا أنه سوف يتناولها لمرة واحدة فقط، وأن هذه المواد التي تباع في المتاجر لا تسبب درجات عالية من الإدمان، لذلك لا مشكلة من تناولها.

وللأسف بدأت المعاناة مرة أخرى، حيث لم يمض وقت طويل على هذا اليوم حتى عاد الابن لحالة الإدمان السيئة الأولى، وعاد لتعاطي عدة أنواع من المخدرات عالية الخطورة.

وبالطبع فقد وظيفته كمعلم في كلية الموسيقى بعد فترة وجيزة من شرائه المخدرات من المتجر،  وسرعان ما انحدرت حالة الابن حيث بدأت الديون تتراكم عليه وقام ببيع جميع ممتلكاته وبدأ يسحب على المكشوف من حسابه المصرفي من أجل شراء المواد المخدرة، وخلال تلك الفترة كان قد انضم إلى فرقة موسيقية، وعمل معهم كعازف جيتار، وبدأ في الذهاب بجولات موسيقية معهم.

وخلال إحدى جولاته مع الفرقة تناول جرعة زائدة من المخدر، وكان على وشك أن يفقد حياته، وأيضًا أوشك أن يدخل السجن.

فقرر والديه التدخل وإدخاله لمؤسسة إعادة تأهيله مرة أخرى بالرغم من تكاليفها المرتفعة، لكنهم وجدوا أن هذا الثمن لا يساوي حياة ابنهم.

حصل الابن على العلاج للمرة الثانية، وبعد مغادرة مركز إعادة التأهيل عاد للعمل بالفرقة التي كان عضوًا فيها مرة أخرى، ورتب والديه له أن يعيش في معهم في المنزل مرة أخرى حتى يكون تحت ملاحظتهما.

وكان يكسب رزقه من العمل مع الفرقة، ولفترة من الوقت كانت الأمور جيدة، لكنه لم يتمكن من البقاء متيقظًا لفترة طويلة، وعاد لشراء المخدرات لكن تلك المرة من مواقع تبيع المواد المخدرة عبر الإنترنت وهذه المواد التي تباع عبر الإنترنت تكون مواد شديدة الخطورة وليست مثل المواد التي تباع في المتاجر المرخصة.

وأثناء استلام الابن للطرد الذي يحتوي على المخدرات من البريد، تم القبض عليه مع المخدرات التي اشتراها عبر الإنترنت، وبالطبع تم طرده من الفرقة التي يعمل بها.

وقد بدأ الإدمان هذه المرة يؤثر على صحة الابن العقلية، وقد ظهرت عليه سلوكيات غريبة مثل الذهان والبارانويا وكان في بعض الأوقات يحاول إيذاء نفسه فكان يطرق رأسه في الجدران بقوة، ويهددهم بأنه سيقتل نفسه.

كما تسبب إدمان الابن أيضًا في مشاكل لوالديه، فبجانب الحزن الذي أصابهمها لما آل إليه حال طفلهم، بدأ الناس يتجنبوهما، وهذا جعلهم يشعرون بالغضب مما دفعهم ليتبرئا منه، وحاولوا تجنب الحديث عنه، وحتى أنهم شعروا بالخجل من طلب المساعدة من متخصصين لعلاج الابن، وحاولوا التأقلم على أن يكون الابن خارج حياتهم، لكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك.

وبعد أن وجدوا أن ابنهم قد وصل لمرحلة خطيرة في التعاطي، قرروا محاولة مساعدته مرة أخرى لكنهم تلك المرة حاولوا أن يبدأوا علاجه بأنفسهم، فكان الأب يقوم بشراء المخدرات بنفسه، وإعطائها لابنه لكن مع تقليل الجرعة التي يعطيها لابنه ببطء كل يوم، لكن تلك الطريقة لم تفلح أيضًا في جعله يقلع عن الإدمان.

وتمامًا مثل العديد من آباء الأطفال الذين يعانون من الإدمان، قام ريتشارد وزوجته لورا بدفع آلاف الجنيهات لمحاولة مساعدة ابنهما، دون جدوى، ويقول الوالد إنه دفع أكثر من 250 ألف جنيه إسترليني للحفاظ على سلامة ابنه وإنقاذه من حياة التشرد والإدمان، لكن دون فائدة.

وفي النهاية وبعد أن شعر الوالدين أن ابنهم قد استسلم تمامًا للإدمان وأنه يحاول أن ينهي حياته فعليًا، قرر الأب أن يدخل الأب إلى مصحة للعلاج مرة أخيرة، وبعد مرور أربعة أسابيع على دخوله يرى الأب أن الأمل ضعيف في علاجه، وأن ابنه الذي بلغ من العمر واحد وثلاثين عامًا، لن يعيش حياة طبيعية مرة أخرى.

وقرر الأب أن ينشر قصة ابنه في الصحيفة بالرغم من وصمة العار التي أصابت العائلة، لأنه أراد تحذير الآباء الأخرين من ترك أبنائهم دون رقابة في فترة المراهقة.

أيضًا فإن الأب الذي فقد الأمل تقريبًا في أن يتعافى ابنه من تلك الأزمة التي انهت حياته عمليًا، قرر أن ينضم للعمل بمؤسسة خيرية مهمتها الأساسية هي تحذير أطفال المدارس من مخاطر الإدمان، لأنه يريد أن يتأكد من أن مراهقين آخرين لن ينتهي بهم الحال كما انتهى بابنه.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby