قصص حروب

قصة معركة ذات الصواري | قصص

ADVERTISEMENT

ذات الصواري معركة بحرية وقعت في عام 35هـ ، الموافق لعام 655م ، بين جيش المسلمين والإمبراطورية البيزنطية ، وتعتبر ذات الصواري أول المعارك البحرية للمسلمين وانتهت بنصر المسلمين ، ومثلت هذه المعركة نهاية سيطرة الدولة البيزنطية على البحر الأبيض المتوسط .

كان قائد المسلمون هو عبد الله بن سعد بن أبي السرح رضي الله عنه ، أما البيزنطيون فكانوا تحت قيادة قسطنطين الثاني ابن أخي هرقل ، وثبت المسلمون في هذه المعركة ثباتًا عظيمًا ، وأبلوا بلاء حسنًا ، حتى منحهم الله النصر المؤزر على أعدائهم ، وكانت المعركة في عهد خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه .

سبب للتسمية :
وسميت هذه الغزوة بذات الصواري لكثرة المراكب وصواريها ، وكان ذلك في سنة 34 للهجرة ، وفي قول أخر أن ذات الصواري اسم المكان الذي وقعت فيه المعركة .

أسباب المعركة :
كان للبيزنطيين اليد العليا في البحر المتوسط ، وكان أسطولهم الضخم يسيطر على معظم موانئ البحر المتوسط ، مما جعلهم يسيطرون على التجارة في هذا البحر ، فلا تمر إلا بإذنهم ، وكان معاوية بن أبي سفيان والي الشام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يخشى منهم على شواطئ الشام فاقترح إنشاء أسطول إسلامي ، وبدأ بناء الأسطول الإسلامي في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه .

خشى قسطنطين بن قسطنطين بن أخو هرقل من أسطول المسلمين فجمع قرابة ألف سفينة واتجه لغزو المسلمين ، لما علم الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بخروج قنسطنطين بعث إلى عبد الله بن أبي السرح والي مصر ، ومعاوية بن أبي سفيان أن يخرج مع أهل مصر ، وبعث إلى معاوية بن أبي سفيان فخرج مع أهل الشام ، وتجمع أسطول المسلمين في قرابة مئتي سفينة .

أحداث المعركة :
في البداية أرسل عبد الله بن أبي السرح نصف قواته بقيادة بسر بن أبي أرطأة إلى البر لاستطلاع أخبار العدو ، فأبلغوه أن قسنطنطين خرج لملاقاته بألف مركب ، وقف عبد الله بن السرح وقال لمن معه إن هرقل أقبل عليكم بألف سفينة فماذا أنتم فاعلون ؟ فسكت المسلمون فانتظر قليلًا وسألهم مجددًا فسكتوا فانتظر قليلًا وسالهم مرة ثالثة فأجابه رجل من المسلمين يا أمير (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) فسار عبد الله بالجيش حتى تقابل مع البيزنطيين .

وأرسل معاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن أبي السرح إلى البيزنطيين رسالة قال فيها : (إن شئتم خرجنا نحن وأنتم إلى الساحل ، حتى يموت الأعجز منا ومنكم) ، فرد البيزنطيين : (بل البحر بيننا وبينكم) ، وكانت الريح في هذه الليلة شديدة ، ولما هدأت الريح بات المسلمون ليلتهم يتلون القرآن ويتضرعون إلى الله ، أما البيزنطيين فقد باتوا يشربون الخمر وينفخون في الصفارات .

لما بدأت المعركة تراشق الجيشان بالسهام أولًا ، فلما نفذت تراشقوا بالحجارة وكان على صاري كل مركب صندوق للحجارة يختبيء خلفه المحاربون من الحجارة فلما نفذت أقتربت سفن المسلمين والبيزنطيين وبدأت المعركة .

وربط المسلمون سفنهم بسفن البيزنطين وبدأوا القتال بالسيوف وكان القتال شديد حتى أحمر ماء البحر ووصلت الدماء إلى الشاطئ ، وملئت الجثث البحر ، وقد سقط من المسلمين في تلك المعركة عدد كبير من الشهداء ، كما قتل عدد لا يحصى من البيزنطيين وأصيب قنسطنطين في تلك المعركة اصابات شديدة.

وأنهزم الروم وفر قنسطنطين بمركبه إلى صقلية ، ولما علم أهلها بهزيمته وتدمير الأسطول البيزنطي قتلوه لما ألحقه بهم من خسائر ، وهبت الريح على مراكب البيزنطيين ففرقت ما بقى منهم ، ورجعت مراكب المسلمين إلى الساحل ، فأُرسيت بعكا ، وبعث عبد الله بن سعد ومعاوية إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه برسالة ليخبرانه بهزيمة الكفار ، ففرح عثمان بذلك ، وانتهت السيادة البيزنطية على البحر المتوسط .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby