قصص تاريخية

قصه العثور على حطام أكبر مأساة تابعة للبحرية الأمريكية

ADVERTISEMENT

بعد 72 عامًا تم العثور على حطام أكبر مأساة تابعة للبحرية الأمريكية ، ففي آب  أغسطس 2017م أعلن الباحثون أنهم عثروا على واحدة من أهم حطام السفن في التاريخ بعد أكثر من 72 عامًا من غرقها في يوليو عام 1995م  ، حيث تم اكتشاف مكان الاستراحة الأخير لسفينة  USS Indianapolis في المحيط الهادئ ، لكن هذا الحطام ليس مجرد اكتشاف بحري رائع بل إنه مقبرة .

لقد كان هذا الحطام أكبر خسارة على الإطلاق لقوات البحرية الأمريكية في البحر ، حيث أدى إلى مقتل المئات من البحارة ومئات آخرين وقعوا بين براثن أسماك القرش ، وظل الشعب الأمريكي في صدمه كبيره من حجم المأساة ، التي وقعت بالقرب من نهاية  الحرب العالمية الثانية قبل انغماسها في قاع المحيط الهادئ .

حيث لعبت انديانابوليس التي تحمل اسم عاصمة انديانا دورا حاسمًا في الحرب ، ففي عام 1951م غابت عن هجوم بيرل هاربور حين شاركت في التدريبات العسكرية على بعد بضعة المئات من الأميال ، وبعد ذلك وبقيادة الأدميرال تشارلز ب. مكافي الثالث دعمت حملات متعددة في جميع أنحاء المحيط الهادئ ، بما في ذلك المساعدة في توفير غطاء للهبوط  بايوا جيما في عام 1945م .

لكن مهمتها الأكثر شهرة كانت سرية للغاية مع اقتراب الحرب من نهايتها ، حيث تم تكليف إنديانا بوليس بإحضار أجزاء “ليتل بوي” ، القنبلة الذرية التي أسقطت على هيروشيما  من سان فرانسيسكو إلى جزر ماريانا ، وبعد الانتهاء من مهمتها وبعد توقف سريع في غوام  كانت السفينة متجهة نحو الفلبين ، وهي تحمل ما يقرب من 1200 من البحارة عندما وقعت كارثة في ليلة 30 يوليو 1945م .

جاء ذلك على شكل طوربيدين تم إطلاقهم عليها من طراز I-58 ، وهي غواصة يابانية بقيادة موتشيتسورا هاشيموتو حيث غرقت السفينة المشتعلة في 12 دقيقة فقط ، كان ذلك مجرد بداية المحنة لحوالي 900 بحار نجوا من الانفجار الأول ، وبقوا  لعدة أيام حيث طافوا على أجزاء من السفينة الحربية المدمرة ، وهم يعانون من الجوع والجفاف بالإضافة إلى بشرتهم التي احترقت من الشمس التي لا ترحم .

وفي هذه الأثناء انتشرت القروش وأكلت الموتى ، وفي النهاية هاجمت الرجال الباقين على قيد الحياة وكان هذا أسوا هجوم قرش بالتاريخ ، (و تلك الحادثة مشهورة ويشار إليها في فيلم Jaws ) ، ولم تأتِ المساعدة بسبب تجاهل نداءات السفينة المنكوبة وذلك بشكل مأساوي للغاية ، وعلى الرغم من أن المخابرات الأمريكية قد اعترضت على المحادثات ، إلا أن الجيش ظن أنها مصيدة يابانية وفشل في إنقاذ السفينة .

وبحلول الوقت رصد طيار حطام السفينه بعد ثلاثة أيام ونصف ، حيث كان الجنود الذين ما زالوا أحياء على وشك الهلاوس وقرب الموت ، وتم بدء عملية الانقاذ لكن كان الأوان قد فات بالنسبة لمئات الرجال ونجا فقط 317 جندي ، ويقول ديفيد أ. كونن ، مدير مركز جون ب. هاتيندورف للبحوث التاريخية البحرية في الكلية البحرية الأمريكية :” إنها ليست فقط مأساة كبيره جدًا بالنسبة لفقدان الأرواح ، بل لأن السفينة نفسها كانت مفضلة لدى البحرية الأمريكية بأكملها” .

كانت الكارثة كابوسًا في الشؤون العامة للبحرية كما يقول كونن ، لاسيما وأن أخبارها تسربت  للجمهور بعد  استسلام اليابانيين لقوات الحلفاء  مندهشًين من أنباء تفجير هيروشيما وناغازاكي ، لكنهم كانوا سعداء برؤية نهاية الحرب ولم يتمكن الجمهور من فهم كيف يمكن أن تحدث مأساة بهذا الحجم ، لسفينة حربية أمريكية قريبة جدًا من نهاية الحرب .

ومنذ ذلك الحين كان الحطام عبارة عن موضوع هام للمناقشات التاريخية حول كل شيء ، بدءً من تصرفات مكافي إلى تعامل القوات المسلحة مع الكارثة إلى موقع الحطام ذاته ، وكان مكافي مثار جدل في المحكمة العسكرية ، وألُقي باللائمة عليه في عدم محاولة التهرب من الطوربيدات اليابانية ، وعلى الرغم من حقيقة أن موشيتورا هاشيموتو نفسه شهد في دفاعه ، لم يتم تبرئة مكافي لدوره في قيادة السفينة المنكوبة إلا عام 2001م ، وجاء هذا بعد سنوات من انتحاره عام 1968م .

والمعلومات التي لم يتم اكتشافها من قبل حول الموقع المحتمل للحطام من سفينة مجاورة والتي رأت السفينة في اليوم الذي سقطت فيه ، ظهرت إلى الأضواء مؤخرًا لكن العثور على السفينة كان على مسافة 600 ميل مربع ، وكان هدف البحث الذي تم تحديده يشبه العثور على إبرة في كومة قش مائية .

وكما قال روبرت كرافت ، مدير العمليات البحرية ومدير البعثة البحثية في فولكان وهي شركة مملوكة من قبل المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت وPaul G. Allen ، لقد كان هناك العديد من التحديات التي كان علينا التغلب عليها خلال هذه المهمة ، وليس أقلها البيئة المعادية التي يبلغ ارتفاعها 5500 متر ، وتضاريس قاع البحر الشديدة” ،

وقد أثمر البحث عن العثور على حطام تحت أكثر من 18الف قدم عن سطح الأرض بمساعدة سفينة الأبحاث الخاصة بهم ، ومعدات خاصة تحت سطح البحر ولكن حتى الآن يظل هناك سرًا في مأساة USS Indianapolis  ، فعلى الرغم من أن الموقع معروف الآن لطاقم Petrel والأسطول الأمريكي ، إلا أنه سيبقى سريًا وسيتم التعامل مع بقايا السفينة كقبر حربي ، تمشيًا مع القانون الأمريكي ، فكما قال كرافت : “إن معرفة موقع الحطام يوفر مستوى من الإغلاق والسرية للناجين ونصبًا تذكاريًا عن أولئك الذين فقدوا يومها ” .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby