قصص نجاح

قصة نجاح عظماء رغم الفشل

ADVERTISEMENT

لا قيمة للنجاح المبهر ، سوى بتجربة فشل بسيطة ، تدفع الشخص للانحلال منها ، والتمسك بالفكر والعمل ، وليس الفشل علامة الضعف ، بل هو أول طريق النجاح ، خاصة وأن المثابرة لا تعد فشلاً ، وإنما كلها عناصر تجتمع لتولد النجاح ، ويشهد على ذلك ، قصص لبعض العظماء الذين ، فشلوا قبل أن يحققوا نجاحهم المبهر ، وتصل إنجازاتهم إلينا .

نجاح بيب روث أسطورة البيسبول الأمريكية :
يعد البطل بيب روث ، هو أكثر الأبطال نجاحًا من بين رواد لعبة البيسبول ، حيث تربع بيب على عرش اللعبة بعد أن حقق عدد انتصارات بلغ أكثر من 714 انتصارًا ، ولكن لن ينسى له التاريخ تعثره وحصوله على أكبر عدد للضربات الخاطئة على مدار ثلاث عقود ، وذلك بمعدل 1330 ضربة خاطئة ، وذلك حتى حطم هذا الرقم بعض اللاعبين من بعده .

ولد روث وتربى في أحد الأحياء الفقيرة ، وكان هو الطفل الثامن بين أشقائه ، وتوفى أشقائه ولم يتبق سوى هو وشقيق آخر له ، وعرف بيب بأنه طفل مشاكس ومثير للمتاعب ، حتى أن والديه قد قررا عندما بلغ سن السابعة من عمره ، أن يودعاه دارًا للأيتام ، ملحق بها إصلاحية حتى يتم تأديبه ، خاصة عندما ظل على حاله حتى بلوغه سن الثانية عشر ، وبدأ في تعاطي المخدرات والقيام بعمليات سطو وسرقة ، واجه خلالها رجال الشرطة .

في تلك الفترة التقى روث ببعض الرهبان ، داخل الإصلاحية ونصحوه بممارسة رياضة البيسبول ، حيث أبدى فيها مهارة ملحوظة ، وبالفعل جذب بيب أنظار مدربيه ، وأصحاب الفرق الرياضية ، الذين التفتوا إليه لتصبح رياضة البيسبول ، هي رياضته الأولى .

وعلى الرغم من فشل بيب في إحدى المباريات ، وقيامه بحصاد أكبر عدد من الضربات الخاطئة ، حيث بلغت 94 ضربة خاطئة ، إلا أن من أتوا من بعده قد حطموا هذا الرقم ، كليًا لدرجة أن هذا النوع من الأخطاء ، لم يعد ينظر إليه أحد أنه رمزًا للفشل ، بل صار أمرًا عاديًا خاصة وأن أساطير تلك الرياضة ، قد ارتكبوا أخطاء أكثر مما حقق روث .

ولكن في الوقت الذي لمع فيه روث ، كان الجميع يعتبر لنجاح طريقًا واحدًا كاملاً ، لا مجال فيه للخطأ أو الضربات الخاطئة ، لذلك كانت تلك الضربات في تاريخه ، ليست سوى فشلا واضحًا يشهد عليه .

نجاح ريتشارد بوكمينستر فولر الحائز 47 دكتوراه فخرية وفصلته هارفارد:
ريتشارد فولر هو أحد الشخصيات الرائدة ، التي برزت بقوة في القرن العشرين ، هذا الرجل الذي عمل مخترعًا ومعماريًا وأستاذًا جامعيًا ، وكان فولر قد تم فصله من جامعة هارفارد ، في عام 1914م ، وليس مرة واحدة بل اثنين ، وذلك بحجة أنه ينقصه الطموح .

عقب فصله اتجه فولر للعمل بأحد مصانع تعبئة اللحوم ، لينتقل بعدها إلى البحرية الأميركية ، وكان فولر قد رزق بابنته ألكساندرا عام 1918م ، ولكن الصغيرة أصيبت بالتهاب السحايا ، وتوفيت بحلول عام 1922م ، مما جعل فولر يعيش في مأساة حقيقية ، وحالة نفسية سيئة للغاية .

بعد ذلك بدأ فولر في التعاون مع والد زوجته ، جيمس مونرو لإنتاج المباني الخرسانية ، باستخدام تقنيات جديدة بالطوب المضغوط عام 1927م ، وذلك للحفاظ على قوة المباني ، إلا أن المشروع فشل فشلاً ذريعًا ، ولم تحقق الشركة أية أرباح تذكر ، فتم بيعها لشركة أخرى ، قام رئيسها بطرد فولر من عمله بصفته رئيسًا لها .

بالطبع رجل مثل فولر ، أدرك في هذا الوقت أنه إنسان فاشل حقًا ، فقرر الانتحار ، ولكنه قبيل التنفيذ قرر أنه يجب أن يخدم الآخرين بخبراته ، ليدخل في عزلة لمدة عامين ، من أجل تحقيق ذلك الهدف .

في عام 1933م قام فولر بتأسيس أول شركة له ، لعمل تغيير في طرق البناء بشكل قوي  ، فأسماها ديماكسيون ، وكانت الشركة تستهدف بناء منازل رخيصة الثمن ، ولكنها تشبه في شكلها الخارجي ، الطبق الطائر يمكن فكها وتركيبها بسهولة .

ليلحق بها نماذج أكثر حداثة ، لتصميم السيارات وشارك بها في معرض شيكاغو عام 1935م ، إلا أن الأخيرة تمت مقابلتها بردود فعل غير متوقعة وسيئة للغاية ، خاصة بعد أن تعرضت لحادث مفاجئ .

إلا أن ما تم إنجازه من منازل ، حاز بها فولر على 25 براءة اختراع ، لينطلق بعدها فولر ويقدم للعالم ، القبة الجيوديسية عام 1948م ، والتي كانت تتصف بخفة الوزن ، والقدرة على تحمل الظروف القاسية .

حاز فولر على العديد من الجوائز في مجالات الصناعة والتصميم والهندسة ، وفي عام 1983م حصل على الوسام الرئاسي للحرية ، وهو أعلى وسام يقدم للمدنيين ، ليحوز فولر على أكثر من 47 دكتوراه فخرية من جامعات أمريكية ، وخارجها أيضًا بعد أن كان طالبًا فاشلاً طردته هارفارد .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby