قصص اسلامية

قصة السيدة زينب رضي الله عنها

ADVERTISEMENT

تزوجت السيدة زينب من أبو العاص بن ربيع ، الذي قال لها لن أؤمن بأبيك ولا برسالته ، فبكت السيدة زينب كثيرًا عقب انصرافه ، وأسلمت عندما ذهب مع تجارته في الشام ، وهي تثق بأنه لو كان موجودًا لسبقها إلى الإسلام ، ورغم دعوة رسول الله الكريم صلّ الله عليه سلم له بأن يدخل إلى الإسلام ، فما منعه كان خشيته أن يقول من حوله بأنه انصاع لأوامر زوجته .

خشيت زينب أن يطلقها زوجها مثلما فعل زوجي أختيها رقية وأم كلثوم ، في حين وقف أبو العاص أمام الكعبة ، يتذكر ما مضى من شوق وحب لزوجته عندما كان طفلين ، وذهابه الدائم لمنزل خالته السيدة خديجة رضي الله عنها ، لرؤية زينب وكيف غار منه شباب قريش عندما وافق النبي عليه الصلاة والسلام على تزويجه السيدة زينب ، وهنا اتخذ قراره بعدم الانصياع لضغوط قريش بترك بنات محمد ، وقال في نفسه والله لا أفارق صاحبتي ولا يعوضني عنها أن لي أفضل امرأة من قريش .

بدر :
لاحت بشائر حرب بدر بين المسلمين وأهل قريش ، نظرًا لرغبة المسلمون في استرداد أموالهم التي سلبتها منهم قريش ، فقاموا بمهاجمة قافلة كانت في طريقها نحو مكة وآتية من الشام ، واشتعل الغضب بينهما عندما ذاع الخبر بمكة.

فقامت قريش بإعداد جيشًا قويًا ومخيفًا لمواجهة المسلمين ، وعندما علمت زينب بالأمر ظنت أن جيوش المسلمين يقودها والدها في حين يقود جيش الكفار زوجها ، فنظرت لابنتها أمامة وقالت لها أنهما لن ينجوا من هذا الأمر ، ودعت الله عزوجل بالحماية.

دخلت عليها عمتها عاتكة تبشّرها بخبر انتصار أبيها ، ولكن بالنسبة لزوجها فقد تم أسره ، وهنا ارتاحت زينب لأن أمر الأسر سوف تستطيع التعامل معه ، فكانت النتيجة مرضية لها بشدة ، ولم يكن آل بيت العاص يفتقرون إلى الأموال التي سوف تخلّص أبو العاص ، ولكن زينب أرادت أن تخلّصه بطريقتها.

زينب وأبيها وزوجها :
ذهب شقيق ابن العاص إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وجلس إلى جواره وقال له أن زينب أرسلت فداء لزوجها ، ثم أخرج صرة ففتحها النبيّ فوجد فيها ، قلادة خديجة رضي الله عنها التي كان قد أهداها النبيّ إياها ، ومن ثم أهدتها هي إلى ابنتها حين تم عرسها ، فارتعش قلب النبيّ الكريم وانتفض .

كان مقصد زينب من خلف إرسال تلك القلادة له ، أنها رغبت في تذكيره بالحب الذي كان بينه وبين خديجة رضي الله عنها ، وذلك حتى يتم السر خلف رغبة ابنته في الشفاعة لزوجها ، شفاعة بنت النبيّ الكريم لزوجها وهو واحد من كفار قريش ، وكانت القلادة لتذكره أن اعف عن أبي العاص فهي ليست قلادتها وحدها ، وإنما قلادة أمها أيضًا ، وكان الصمت شديدًا حتى أن دموع الصحابة من حول الرسول الكريم ، قد سالت فأشاحوا بوجوههم بعيدًا .

حتى قال النبيّ صل الله عليه وسلم ، إن أردتم أن تطلقوا سراح زوجها وتعيدوا إليها فديتها ، فافعلوا ، ففعلوا ، وعاشت السيدة زينب رضي الله عنها بالمدينة على أمل أن يهدي الله زوجها للإسلام ، وفي أحد الأيام وعقب انتهاء الرسول الكريم من صلاة الفجر ، سمع صوتًا يقول ؛ أيها الناس لقد عتقت أبا العاص بن ربيع ، وما أن التفت النبي حتى وجدها زينب ابنته .

فقد خرج أبو العاص مع قافلة من قريش ، وهاجموا تجار المسلمين ونهبوا ما لديهم ثم ذهب واختبأ في خيمة زينب زوجته ، وما أن رأته حتى ظنته قد أسلم ، ولكنه روى لها ما حدث من أمر السرية ، وعندما ذهب إلى رسول الله  نادمًا ، قام برد المال الذي نهبه إلى أهله ، ثم أسلم أبو العاص ، وزوجه النبي الكريم ابنته من جديد وعاشا معًا عام آخر ـ حتى توفت زينب على إثر سقوط حملها .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby