قصة ليلة الحزن “La Noche Triste “
في 30 يونيو عام 1520م قامت القوات الإسبانية بقيادة إرنان كورتيس بتراجع دراماتيكي من عاصمة الأزتك ، تينوكتيتلان ، كان كورتيس “Cortes ” أحد أشهر الكونكيستدور الأسبان ( وهو لقب تم إطلاقه على الجنود والمستكشفين والمغامرين الأسبان) ، وقد وصل إلى الأمريكتين في عام 1504م وبعد أن انتخب مرتين رئيسًا لبلدية سانتياغو ، عاصمة المستعمرة الإسبانية هيسبانيولا ، وقاد كورتس بعثة استكشافية للبر الرئيسي لأمريكا الجنوبية في عام 1518م .
قاد كورتيس قوته العسكرية الكبيرة إلى تاباسكو بخليج كامبيتشي في المكسيك ، ودخل في معارك مع السكان الأصليين للمنطقة وفاز فيها ، وأعطيت لكورتيس أنثى رقيق تُدعى مارينا أصبحت عشيقته وأنجبت ابنه ، وستصبح مارينا قادرة على التحدث بطلاقة وتصبح كمترجم ل لكورتيس .
ثم انتقل كورتيس وقواته إلى الساحل المكسيكي وأسس فيراكروز ” Veracruz ” ، مما أتاح له التحرر من سلطة دييغو فيلازكويز ” Diego Velazquez ” وجعل نفسه مسؤولًا بشكل مباشر أمام الملك تشارلز الخامس ملك إسبانيا ، من هناك قاد كورتيس قواته في عمق المناطق الداخلية المكسيكية ، نحو المنطقة التي يحكمها الأزتيك ” Aztecs “.
النظم الزراعية المتقدمة جنبا إلى جنب مع القوة العسكرية قد سمحت للأزتيك بالسيطرة على وسط المكسيك بحلول بداية القرن السادس عشر ، تمتد إلى الجنوب مثل نيكاراغوا الحديثة ، وقد تم تمويلها بدفع الجزية لها من المدن المحيطة بها ، وكان قائدها Montezuma II ، وأدت هيمنة الأزتيك المستمرة لخلق أعداء لها في المنطقة .
وكان كورتيس مصمماً على احتلال إمبراطورية الأزتيك ، وأدرك أن الاستياء على الأزتيك لم يتم إلا بالتحالف القوي فسعى لإيجاد الحلفاء القيّمين ، فتم إنشاء تحالف بين قوات كورتيس وقبيلة تلاكسكالان ” Tlaxcalan “، وقد تم تسهيل ذلك بواسطة قدرات زوجته كمترجم فوري له .
مع حلفائه الجدد حاصر كورتيس مدينة تينوختيتلان Tenochtitlan ، أرسل مونتيزوما ، اعتقادًا منه بأن القوات الإسبانية يمكن أن تكون تحقيقًا لنبوءة تتعلق بعودة بآلة الأزتيك مبعوثين للترحيب بقوات كورتيس في مدينتهم ، ولكن بدأ التمرد في تينوختيتلان عندما قاد كورتيس قواته للخروج من المدينة لمواجهة جيش بقيادة فيلازكويز ، والذي كان يلاحق كورتيس عبر وسط المكسيك ، تم ترك ثمانون جنديًا في عاصمة الأزتيك تحت قيادة بيدرو دي ألفريدو .
هاجمت قوات ألفاريدو المحتفلين الأزتيك ، في المهرجان أو العيد القومي لهم ، وتحول المهرجان إلى مجزرة مرعبة ، مع بعض التقديرات التي تدعي أن ما يصل إلى 10،000 من الأزتيك قد قتلوا ، وعندما انتشرت أخبار المجزرة ، هاجم محاربو الأزتيك المدينة وحاصروا الجنود الأسبان ، وتمكن ألفاريدو من التوصل لحل مع كورتيس ، وعادت قواته بسرعة إلى تينوختيتلان .
وبمجرد دخوله ، أدرك كورتيس أنه ارتكب خطأ مكلفًا ، ازاح الازتيك ، الذين يفوق عدد القوات الاسبانية بشكل كبير ، ما هو أكثر من ذلك ، فقد ولاء الأزتيك لقائده ، وترك كورتيس لتهدئة الثورة الغاضبة ، في ليلة 30 يونيو / حزيران ، مع انخفاض منسوب المياه والغذاء ، جمع كورتس قواته ونهب مدينة الأزتيك ، وأمرهم بالهروب ، ولكن تم اكتشاف الفارين وهم يحاولون عبور قناة Mixcoatechialtitlan ، وأعقبت ذلك معركة وحشية ، مع مئات من الإسبانية ورجال القبيلة وغرق معظمهم في القناة .
كانت ليلة مأساوية على الأسبان أسموها باسم لا نوش تريست La Noche Triste (ليلة الحزن) ، وفر كورتيس وقواته غربًا وبعد أن وصلوا بأمان لتلاكسكالان ، بعد خمسة أيام من بدء الهروب ، تقول الأسطورة أن كورتيس كان مدمرًا جدًا بسبب فقدان المدينة حيث جلس تحت شجرة وبكى بعد الفرار .
وقتل قائده في تلك الليلة وفي النهاية تبين أن La Noche Triste كان نقطة تحول مهمة في تاريخ الاستعمار الإسباني للمكسيك ، سيعود كورتيس إلى تينوختيتلان في عام 1421م ، وهذه المرة عاد بوحشية مروعة إلى المدينة وكان السقوط الثاني للمدينة هو نهاية إمبراطورية الأزتيك.