قصص حروب

قصة الهولوكوست حول العالم | قصص

ADVERTISEMENT

الهولوكوست الأول لألمانيا: قامت ألمانيا باستعمار ناميبيا أو هيريرو كما كانت تُسمى في هذا الوقت ، على مدار عشرون عامًا متواصلة ، وبحلول عام 1904م وقف شعب ناميبيا على الساحل الغربي لبلادهم يطالبون بالحرية .

فما كان من الجنرال الألماني لوثا فون تروثا ، سوى أن قام بنفي عشرات الآلاف من الشعب الناميبي إلى صحراء كالاهاري ، وحرمهم من الطعام والشراب ، حيث قام بتسميم الآبار التي يحصلون منها على المياه العذبة ، وذلك حتى يموتوا جوعًا وعطشًا ، وذلك بتركهم في تلك الصحراء لفترات دامت لشهور عدة .

أما من لم يتم نفيه فقد تم نقله إلى معسكرات الألمان في مدينة لودريتز ، في ظروف سيئة للغاية وتحت وطأة التعذيب مما أدى إلى وفاة نصفهم على الأقل جراء هذا التعذيب .

لم تكن تلك الموقعة الخاصة بناميبيا هي الممارسة الوحيدة لألمانيا الاستعمارية ، في عمليات الإبادة الجماعية لشعوب الدول الأخرى ، مما خلق جدالاً واسعًا في المجتمع الألماني بشأن تلك العمليات ، فبينما تستنكر العديد من الطوائف الألمانية تلك العمليات البشعة ، نجد ثمة مدن تحتفل وتحيي كل عام ذكرى الممارسات النازية بحق ضحايا الاستعمار الألماني .

فنجد تمثال ألفيل المنصب في بريمن ، والذي صنعه النحات الألماني فيرتز باهن في عام 1931م ، كأحد رموز مناهضة الاستعمار الألماني لأفريقيا ، وفي عام 1988م عمل اتحاد صانعي المعادن بصناعة علامة معدنية بجوار رمز الفيل .

في إشارة منهم لمناهضة العنصرية التي مارستها حكومة الأبارتيد في جنوب أفريقيا ، ومع استقلال ناميبيا عن جنوب أفريقيا في عام 1990م ، أطلق المناهضون للعنصرية على تمثال بريمن تمثال مناهضة الاستعمار ، في إشارة إلى مناهضة الاستعمار على مستوى العالم أجمع وليس استعمار ألمانيا لجنوب أفريقيا فقط .

وفي مقابل تلك الأصوات المرتفعة لتناهض الاستعمار الألماني ، رفض القادة الألمان الاعتراف بتلك العمليات التي قاموا بها في جنوب أفريقيا وأشاروا إلى أنها لم تكن عمليات إبادة جماعية ، بل أصدر وزير الخارجية الألماني عام 2015م ، بيانًا أشار فيه إلى أن ما حدث في ناميبيا لم يكن إبادة جماعية ، وأن التعويضات المالية لأقارب شعب الهيريرو ليست في الحسبان من الجانب الألماني ، فما حدث للشعب الناميبي لا يضاهي ما حدث مع اليهود!

تلك التصريحات التي تسببت في غضب قادة شعب الهيريرو ، مما دفع قائدهم الأعلى ويدعى فيكوي روكورو ، إلى الرد على تلك التصريحات بأنهم يعلمون ما تقصده الحكومة الألمانية ، فهي تريد الاعتذار بدون أية تعويضات تذكر لأهالي ضحايا الإبادة الجماعية التي كانت قد حدثت ، مما يمثل إهانة للناميبيين وأحفادهم ، بل وإهانة للأفارقة والإنسانية بوجه عام ، مما يوضح موقف الدول المعتدية غير الإنساني على الإطلاق .

مذبحة الخمير الحمر في كمبوديا :
سيطر الخمير الحمر على كمبوديا في عام 1975م ، ونهبوا وقتلوا كافة أفراد الشعب بها ، وتعرض المثقفون والمتعلمون منهم إلى إبادة جماعية غاية في القسوة ، وتم إجلاء كافة السكان المحليون إلى مزارع واسعة من أجل العمل بها ليلاً ونهارًا بدون راحة أو طعام جيد ، مما تسبب في قتل نصفهم .

حيث أشارت التقديرات إلى وفاة أكثر من مليون ونصف كمبودي خلال تلك الفترة التي سيطر فيها الخمير الحمر على كمبوديا ، هذا الحكم الذي ظل لأربعة أعوام متتالية ، ولم يلق صدى في أرجاء المجتمع الدولي آنذاك .

استخدم الخمير الحمر أسلوب التجويع لأفراد الشعب إبان فترة حكمهم ، ولم يلجئوا للقتل المباشر سوى عقب أن تزايدت أعداد الأفراد داخل السجون ، فكان يتم التقل المباشر لمن لا يستطيع العمل في حقول الزراعة ، وبالتالي قُتل الآلاف من كبار السن والنساء والأطفال والمعاقين والمرضى ، رميًا بالرصاص.

وبحلول عام 1979م ، قام الفيتناميون بغزو كمبوديا مما أطاح بالخمير الحمر ، وتم تأسيس حكومة ضمنت عددًا من الفيتناميين وبعض المنشقين عن حكومة الخمير الحمر ، بينما فر الباقون إلى الغابات والأدغال خوفًا من التربص بهم وقتلهم.

ثم سحبت فيتنام قواتها في عام 1989م عقب فرض الولايات المتحدة لعقوبات اقتصادية على كمبوديا ، مما منع عنها العديد من المساعدات خاصة تلك التي كانت تأتيها من الاتحاد السوفيتي.

وما أن حل عام 1991م حتى تم توقيع اتفاقية بين كافة الأطراف المتنازعة ، وتم إجراء انتخابات كانت نتيجتها انتخاب الملك سيهانوك لرئاسة الوزراء .

وفي عام 2003م ، تمت الموافقة من جانب الحكومة الكمبودية على تأسيس محكمة بموافقة الأمم المتحدة ، لمحاكمة من ارتكبوا مجازر بحق الشعب الكمبودي في الفترة الواقعة من أعوام 1975م وحتى 1979م ، ولكن من المؤسف أن أغلب الخمير الحمر ممن ارتكبوا جرائم ضد الشعب الكمبودي قد ماتوا أو لم يتم التمكن من ملاحقتهم قضائيًا .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby