قصص اسلامية

قصة عروة بن الزبير بن العوام

ADVERTISEMENT

التابعي الجليل عروة بن الزبير بن العوام ، نشأ عروة في بيت لأسرة كريمة ومميزة ، فوالده هو الزبير بن العوام ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وأمه هي أسماء بنت أبي بكر الصديق ، وهنا يمكننا معرفة كيف نشأ عروة ، على طاعة رسول الله الكريم ، صلّ الله عليه وسلم ، حيث أحب العلم وتمنى الاستكثار منه ، وفي طلب العلم قصة لعروة بن الزبير .

عروة بن الزبير وطلب العلم :
قيل أن عروة كان يجلس برفقة ، مصعب بن الزبير وعبدالله بن عمر ، وعبدالله بن الزبير ، فقال عبدالله بن عمر تمنوا شيئًا ، فتمنى مصعب أن يجمع بين ، عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين ، وأن ينال إمرة العراق ، بينما تمنى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، المغفرة من المولى عزوجل ، وتمنى عبدالله بن الزبير أن ينال الخلافة ، في حين تمنى عروة أن يؤخذ على العلم ، وحقق المولى لهم جميعًا ما تمنوا ، وصار الناس يأتون إلى عروة بن الزبير ، يستمعون إلى حديثه.

كرم عروة بن الزبير :
اشتهر عروة بن الزبير بكرمه الشديد ، فإذا أثمر بستانه دعى الناس ، يأخذوا منه ما يشاءون ، ويأكلوا ويشربوا ما طاب لهم منه ، وكان يأتيه ناس من البدو يأكلون ويشربون ، ويحملون أيضًا من الثمرات ، فيدخل هو إلى بستانه مرددًا هذه الآية { وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا } سورة الكهف الآية 39.

امتحان عروة الصعب وصبره :
في أحد الأيام اصطحب عروة ابنه الأكبر محمد ، وذهب برفقته إلى الوليد بن الملك ، وقضيا بعض الوقت برفقته ، وتم استقبالهما بحفاوة بالغة ، ثم ذهب محمد إلى دار الدواب ، وفجأة نطحته دابة فخر محمد ميتًا ، فأتاه والده عروة ولكن أصابت قدمه الأكلة ، وظلت قدمه تتورم حتى وصل التورم إلى ساقه ، وهو يحمد الله على ما ابتلاه به ويصبر .

ولكن امتد الورم وأخذ في التصاعد ، حتى أمر الأطباء ببتر الساق ، وكان في هذا الوقت قد صار عروة ، شيخ كبير وضعيف ، وطلب من الأطباء حين أتوا لقطع ساقه ، بألا يخدروه وأنه سوف يستعين ، على الألم بذكر الله ، وبالفعل بدأ الطبيب في مباشرة عمله وقطع ساق عروة ، وظل الأخير يهلل ويسبح ويكبر .

حتى إذا ما انتهى الطبيب ، فقد عروة وعيه وكانت تلك هي أول ليلة ، لا يقرأ فيها عروة ربع القرآن أو يقوم به الليل ، كما اعتاد كل يوم وعندما استفاق ، حمد الله على ما ابتلاه ، وقال اللهم إن كان لي أربعة أطراف فأخذت واحدة وأبقت ثلاثة فلك الحمد ، وكان لي أربعة أبناء فأخذت واحدًا وأبقيت ثلاثة ، فلك الحمد فإنك إن أخذت القليل أبقيت الكثير ، وإنك كما أبليت فقد عافيت فلك الحمد .

وعُرف عن عروة بن الزبير ، أنه كان دائم الذكر والقراءة لكتاب الله الكريم ، فكان يقرأ كل يوم ربع القرآن كورد ثابت ، ويقوم به ليله فهو المتعبد ، المجتهد الذي وهبه المولى عزوجل ، أمنيته فكان قائمًا صائمًا ، واختبر في الطاعة والمحنة ، وحمد المولى وشكره. وتوفى عروة بن الزبير ، وهو يناهز سبع وستون عامًا ، رحمه الله .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby