قصص تاريخية

قصة سفينة أكلي لحوم البشر

ADVERTISEMENT

إن وفاة 128 فرد من طاقم بعثة فرانكلين مازال يحير العلماء والباحثين حتى الآن ، فالبحث مستمر لحين العثور على الحقيقة ، ويعتبر جون تورينغتون هو أحد أعضاء الطاقم في بعثة فرانكلين ، وقد تم الحفاظ على جثته بشكل تام في الجليد القطبي الشمالي عام 1984م ، وهناك بحث جديد ومستمر يدور حول حطام سفينة فرانكلين إكسبيديشن الشائنة والمميتة .

ويسلط الضوء على كيفيه فقد طاقمها البالغ عددهم 128 شخصًا حياتهم قبل أكثر من 170 عامًا ، و يظن العلماء أن التسمم بالرصاص هو أحد الأسباب التي أدت إلى موت الطاقم ، لكنه رغم ذلك لم يلعب دورًا محوريًا في وفاة البحارة ، وعلى مر السنين ساعدت بعض الاكتشافات الباحثين على البدء في تجميع كيفية وصول أعضاء الطاقم لأهدافهم المفاجئة ، إلا أن الكثير عن هذه الرحلة المشئومة لا يزال مجهولًا .

ما هي بعثة فرانكلين :
في صيف عام 1845م غادرت سفينتان بريطانيتان هما إتش إم إس إيريبوس وإم إس آي آر جرينهيت إنجلترا إلى أمريكا الشمالية ، على أمل العثور على الممر الشمالي الغربي الأسطوري ، وكان يقود هذه البعثة المستكشف ذو الخبرة السير جون فرانكلين ، والتي كنت تتكون من السفينتين و 134 رجل عرفوا باسم بعثة فرانكلين ، وبدئوا رحلتهم المليئة بمخصصات تكفيهم لثلاث سنوات ، ومع ذلك وعلى الرغم من إعدادهم لكل شيء كانت رحلة تلك السفن قاتلة .

القرائن والأدلة بعد غرق سفينة فرانكلين إكسبيديشين :
وبعد بضعة أشهر من الرحلة عاد بعض الرجال وأُرسلوا إلى منازلهم في إجازة مرضية ، وما حدث بالضبط للرجال الباقيين لا يزال لغزًا  محيرًا بعد 175 عامًا ، فلقد تقطعت بهم السبل في النهاية في الجليد في منطقة تسمى فيكتوريا ، حيث تقع في منتصف القطب الشمالي الكندي ، وجميع أفراد الطاقم لقوا حتفهم في نهاية المطاف ، ولقد تم العثور على بعض القرائن بعد فترة وجيزة من الكارثة .

ففي عام 1850م تم العثور على ثلاثة قبور لبحارة فرانكلين إكسبيديشن ، وفي عام 1854م التقى المستكشف الاسكتلندي جون راي مع سكان الإنويت الذين كانوا يملكون بعض الأشياء التي تعود لأفراد الطاقم ، والذين قاموا بإبلاغ راي عن أكوام من العظام البشرية الموجودة في المنطقة ، مما أدى إلى شائعات بأن رجال فرانكلين ربما لجئوا إلى أكل لحوم البشر في أيامهم الأخيرة اليائسة .

وربما كان أبرز اكتشاف في حالة فرانكلين إكسبيديشن هو اكتشاف عضو الطاقم الذي تم الحفاظ عليه بشكل استثنائي ؛جون تورينغتون حيث وجدت جثته في عام 1984م ، وتم فحص جثة تورينغتون وجمع القرائن ، وبعد تحليل عينات العظام والأنسجة وجدوا أن مستويات قاتلة من الرصاص كانت موجودة في المعدة ، وربما يرجع ذلك إلى إمدادات الغذاء سيئة التغذية المقدمة للطاقم .

ووفقاً لجيزمو كشفت دراسات سابقة عن عينات من العظام والشعر والأنسجة من الأجسام المسترجعة ، لأعضاء طاقم السفن أنها ماتت من مجموعة كبيرة من الأسباب ، لكن التسمم بالرصاص على وجه الخصوص كان أحد الأسباب الرئيسية ، لكن كان هناك نتائج جديدة تدحض الفرضيات السابقة .

فقد أثبتت الدراسة التي تم نشرها مؤخرًا أن هذه النظرية التي تم اعتقادها منذ زمن بعيد ، هي في معظمها زائفة حيث شكل فريق الباحثين ثلاث فرضيات ، لاختبار نظرية التسمم بالرصاص ، وقد افترضت الفرضيات الثلاثة أنه إذا كان التسمم بالرصاص هو السبب الرئيسي للوفاة ، فإن هؤلاء البحارة الذين عاشوا فترة أطول سيكون لديهم كميات أكبر من الرصاص في أنظمتهم وعظامهم وأنسجتهم .

وبكميات أعلى بشكل عام من البحارة الآخرين الذين ماتوا قبل ذلك الوقت ، ومن أجل اختبار ذلك استخدم الباحثون صور الأشعة السينية عالية التقنية لفحص العظام ، ووجدوا أن مستويات الرصاص فيها لم تدعم في النهاية الفرضيات الأولى والثالثة ، ولم تدعم سوى الجزء الثاني ، ولذلك لا يمكن اعتبار التسمم بالرصاص السبب الرئيسي لوفاة بحارة فرانكلين إكسبيديشن .

وتقول تامارا فارني وهي عضوه في قسم الأنثروبولوجيا في جامعة ليكهيد : أنه على الرغم من أن النظرية الثانية حصلت على بعض الدعم ، إلا أنها لم تكن مؤكدة حيث أنها لم تكن متناسقة حقاً ، فقد كان هناك هياكل عظمية بالقرب من وقت الوفاة ظهر فيها بشكل واضح تعرضهم للرصاص ، ولكن بعد ذلك كان هناك عددًا من الجثث التي لم يظهر فيها تعرضهم للرصاص ، وهذا لا يدعم فكرة أنهم يستوعبون الكثير من الرصاص في نهاية حياتهم .

لكن على الرغم من أن التسمم بالرصاص قد تم استبعاده ، إلا أن الباحثين ما زالوا غير متأكدين فيما يتعلق بمن قتل هؤلاء البحارة الباقون ، وقالت فارني أظن أن مشاكلهم ربما تضاعفت مع مرور الوقت فكان طعامهم محدودًا وكانوا يتضورون جوعًا ، و لديهم نقص في التغذية وأي مشاكل صحية أخرى لم تكن واضحة أثناء دخولهم في الرحلة ، ولكني أتخيل أنها مع الوقت صارت أكثر تضخمًا وأكثر وضوحًا .

ويستمر الباحثون ببطء في محاولة العثور على إجابة حول كيفية فقد أعضاء بعثة فرانكلين حياتهم ، لكن في الوقت الحالي يظل مقتل 128 شخصًا محاطًا بالغموض ، وسنبقى في وضع الانتظار لمزيدٍ من المعلومات عن تلك الرحلة الغامضة والمميتة ، والتي لم يستطع أحد فك لغزها حتى الآن .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby