قصص اجتماعية

قصة حدثت في السعودية | قصص

ADVERTISEMENT

يقول تعالى في سورة الرحمن: ” وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان”، فالمسلم الذي يخاف ربه ويحسن عمله في الدنيا ويطيع ربه يحسن الله عز وجل إليه في الدنيا قبل الآخرة، فمن يعمل خيرًا يجزى خيرًا ليسممن أحسن إليه، ولكن من رب العباد عز وجل، فالله يسخر لك بإحسانك من يحسن إليك دون حتى أن تعرف.

كما روي عن أبو هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه”.

وفي الحديث السابق عدة فوائد أولها أن إعانة المسلم لأخيه المسلم طريق يصل به المسلم للعون من المولى عز وجل، ولعل أهم ما يميز أمة الإسلام، أنهم كالبنيان يشد بعضه بعضًا.

والقصة التالية حدثت بالفعل في المملكة العربية السعودية وهي عن فضل الإحسان والسعي في قضاء حوائج الناس وتفريج هم المسلم.

يقول أحد الرجال الأفاضل أنه في يوم من الأيام كان مسافر مع عائلته من الطائف إلى الرياض، وبينما هو في منتصف الطريق بين البلدين تعطلت سيارته.

وظل الرجل ومعه أسرته تحت الشمس الحارقة لا يعرف ماذا يفعل أو كيف يتصرف وهو في تلك المنطقة وقد ذهب لأحد المحطات الموجودة على الطريق وطلب من أحد الموجودين إصلاح سيارته لكنه أخبره أن هذا الضرر لا يمكن إصلاحه إلا في الرياض أو الطائف أو في مركز إصلاح كبير.

فظل الرجل ومعه أسرته في الطريق على بعد حوالي400 كيلومتر من الرياض،  وحاول أن يشير لأحد السيارات لتوصيله للطائف أو للرياض، لكن معظم المسافرين كانوا مع أسرهم ولم يتمكنوا من حمله هو وأسرته.

وظل الرجل هكذا حتى توقف له أحد المسافرين وكان مسافر بسيارته وبمفرده، فلما رأى أن الرجل معه عائلته توقف وقال له اسمع يا أخي أنا بمفردي أما أنت فمعك عائلتك، فخذ سيارتي ووصل عائلتك للرياض، وأنا سأبقى في تلك المحطة أشرب بعض الشاي، وعندما تصل للرياض أرسل لي سيارة تنقلني أو عد إلى مرة أخرى.

فتعجب الرجل وقال له كيف تعطيني سيارتك وأنت لا تعرفني، قال له توكل على الله ولا تقلق فسيارتك هنا معي، سأصلي وأتناول بعض الطعام وأنت أذهب.

وبالفعل أخذ الرجل سيارة المسافر وأوصل لمنزلهم بالرياض وكان الوقت كان قد تأخر، لكنه عاد للرجل وعندما وصلا الرياض كانوا في اليوم التالي، وقد شكره شكرًا جزيًلا على منحه السيارة لتوصيل عائلته وتعطيل نفسه والبقاء على الطريق كل تلك المدة، وطلب منه رقم هاتفه، وسلم عليه وافترقا.

وفي أحد الأيام جلس الرجل الذي تعطلت سيارته مع أصحابه وتحدثوا عن صنائع المعروف، فذكر لهم قصة الرجل الذي ترك له السيارة وكيف أنه ساعده دون أن يعرفه، ثم فكر أن عليه أن يتصل به ليطمئن عليه.

وبالفعل اتصل فردت زوجة الرجل ولما سأل عليه قالت له أنه في السجن، فسألها عن سبب سجنه فقالت له أن عليه الكثير من الديون، وكل يوم يتصل بها بعض من أصحاب الدين وهي لا تملك شيء وزوجها مسجون الآن.

فقرر الرجل رد الجميل واتجه للسجن الموجود به الرجل، وذهب للضابط المسئول بالسجن وقال له هذه مائة ألف ريال أريد أن أسدد بها ديون فلان، لكن لا تخبره من دفع له هذا المال، فقد أخرجه في سبيل الله وقل له فاعل خير دفع لك ديونك.

فأرسل مسئول السجن للرجل وقال له هذه مائة ألف ريال لتسدد بها ديونك وتخرج من السجن، وعندما سأله من أرسل هذه الأموال أخبره أنه فاعل خير لا يعرفه، لكن الرجل قال للضابط أشكر لك صنيعك لكن هذه الأموال لن تنفعني، فسأله مدير السجن عن السبب فعرف أن ديونه أكبر من ذلك بكثير فهي تتخطى الثلاثة مليون ريال، حيث أنه دخل في تجارة لكنه  خسر كل أمواله وأصبح عليه الكثير من الديون، وحتى إذا دفع المائة ألف لن تفيده ولن يخرج من السجن.

لكن الرجل طلب الرجل من مدير السجن أن يجمع بعض المساجين ممن عليهم ديون قليلة مثل عشرون ألف أو عشرة ألاف أو مثل ذلك، ويدفع عنهم ليصبحوا أحرارًا.

تعجب مدير السجن من فعل هذا الرجل، فبدلًا من أن يرسل تلك الأموال لأولاده اختار أن يدفع ديون مساجين آخرين لا يعرفهم، وبالفعل قام الضابط بسداد الدين عن مساجين آخرين وقال أن هذه الأموال قد فكت كرب 7 أنفس وأخلي سبيلهم وأصبحوا أحرارًا.

ويقول الرجل صاحب الحكاية أنه بعد أسبوعين اتصل مرة أخرى بمنزل الرجل ليسأله عنه ويطمئن على حاله بعد خروجه من السجين، لكنه تفاجأ عندما أخبرته زوجته أن زوجها مازال مسجونًا.

فقرر الذهاب للسجن مرة أخرى وذهب للضابط وسأله لماذا لم يدفع دين الرجال، فقال له الرجل والله يا أخي لم أرى تصرف أو صنيع أعجب من صنيعك وإحسانك إلا صنيع هذا المسجون، فأنت دفعت له الأموال ثم عدت لتطمئن على حاله وكان يمكن أن تكتفي بالدفع وتذهب، أما هو فقد وجد أن هذه الأموال لن تسد ديونه فقرر أن يتبرع بها لمساجين آخرين وكان السبب في تحرر سبعة أنفس من السجن وكان يمكن أن يحتفظ بها لأولاده.

فصعق الرجل صاحب القصة وقال لمسئول السجن هل يمكن أن تعطيني ما يثبت أن هذا الرجل عليه ثلاثة ملايين، فأعطاه مدير السجن ورقة تثبت ذلك.

وكان صاحب القصة رجل ميسور وله معارف من الأمراء والأغنياء فاتصل بهم وفي خلال ثلاثة أشهر كان قد جمع مبلغ الثلاثة ملايين من أهل الخير ودفع دين الرجل، وخرج الرجل من السجن دون أن يسعى لذلك لكنه كان من المحسنين.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby