قصص عالمية

قصة حقيقة حلم | قصص

ADVERTISEMENT

إن الكاتب خوان غونزاليس يُعتبر من مشاهير الكتاب ؛ والذي تألق في مجال تأليف القصص وهو يعمل كصحفي ، وُلد غونزاليس عام 1947م في بويرتي ريكو ، كان له عمود خاص للكتابة في جريدة الأخبار اليومية بنيويورك ؛ وذلك خلال الفترة من عام 1987م إلى عام 2016م ، طُبع لغونزاليس أربعة كتب ، وأبدع في كتابة القصة القصيرة ، ومن بين القصص التي كتبها قصة “حقيقة حلم”

القصة:
في صباح أحد الأيام بشهر مايو ؛ كانت الأشجار مليئة بالزهور الخلابة ؛ وكانت شمس الفجر متلألئة بضوئها الجذاب ، استيقظ الطفل شيفي فوجد نفسه وحيدًا ؛ فلم يجد أبيه أو أمه أو أي شخص من أفراد عائلته .

تساءل الطفل شيفي في تعجب : أين ذهبا بابا وماما ؟ ، كان يشعر بالوحدة ؛ ولكنه وجد نفسه في مكان جميل ؛ فقرر أن يمشي داخل ذلك المكان ؛ حتى يكتشف كل ما به من جمال وروعة ؛ كان كل شيء بعيدًا عنه ؛ ولكن كل شيء يجذبه ؛ فتساءل في حيرة : لماذا أنا هنا في هذا المكان ؟

في الوقت الذي كان متحيرًا من أمر ذلك المكان سمع صوتًا حنونًا يقول له : أتريد أن تعرف ما الذي يشتاق إليه قلبك في الحقيقة ؟ ، فتعجب سائلًا : لماذا أنا هنا في هذا المكان ؟ ؛ لا أعرف مَن يتحدث إليّ ، ثم أعاد السؤال بشكل أوضح قائلًا : أين أنا الآن ؟

لم يجد شيفي مَن يرد على سؤاله ؛ فتابع سيره في المكان ؛ فوجد على جانب الطريق البحر بشكله الرائع ؛ كان الهواء المُنعش يتطاير في أرجاء المكان من ناحية البحر ؛ الذي كان يعكس لونه الأزرق الرائع الذي استمتع به شيفي ، الذي فتح ذراعيه مستقبلًا الهواء ؛ ثم تنفس بعمق .

كان الهواء يلمس جلده بلطف ، وكان شيفي يتأمل المياه من حوله في كل اتجاه ؛ تلك المياه الممتدة التي تمد البشر بالحياة ؛ المياه التي تُشكل الأحلام والأمنيات ؛ تلك المياه الموجودة إلى الأبد .

مضى الطفل شيفي في طريقه دون أن يفهم ما يحدث له في ذلك المكان العجيب ؛ فسمع صوتًا أخر يحدثه قائلًا : الآن أنت لا تحتاج إلى أن تفهم أي شيء ؛ ولكن كل ما يجب عليك فعله هو أن تمضي إلى الأمام ولا تنظر إلى الخلف .

حينما سمع شيفي الصوت يأمره بأن يمشي إلى الأمام دون النظر إلى الوراء ؛ أطاعه وانتقل على ضفاف البحر في اتجاه أمامي ؛ وكانت أمواج البحر ترتفع لتسقط علي قدميه ؛ فتغسلهما من وقت إلى آخر ، وفجأة بدأ شيفي يجري بكل سرعته على طول الشاطئ .

كان شيفي يشعر بأنه قد سُجن ؛ وتذكر أنه كان في نفس المكان ؛ حينما كان يحلم في إحدى المرات ، ولكنه فجأة استيقظ ؛ وحينها فهم أنه كان مجرد حلم عميق وطويل أخذه من الواقع إلى مكان ساحر بعيد ؛ ولكنه كان يشعر فيه بالخوف والوحدة المتوحشة التي لا يستطيع أن يتحملها .

اكتشف شيفي حينما استيقظ ؛ أنه قد نام في أحد أماكن الاستراحة في طريق العودة من المدرسة إلى البيت ، وحينما نظر حوله وجد معظم الورود التي كانت مُعلقة على الفروع قد سقطت على الأرض .

كانت الزهور ذات الأشكال والألوان المختلفة قد ملأت جانبي الطريق ؛ حيث الورود الجميلة ذات الألوان الحمراء والبيضاء والصفراء ؛ وكأن الجو يُخبر بتساقط الجليد من السماء .

كان يشعر بالسعادة بأنه تواجد داخل ذلك الحلم ؛ حيث أنه كان مجرد حلم ؛ ثم حدثّ نفسه قائلًا : الآن سأذهب إلى بيتي الموجود في بلدتي الحبيبة ؛ والذي أقضي فيه أوقاتي ، سأعود إلى بيتي الذي ازداد حبه في قلبي بعد أن فقدته في ذلك الحلم الغريب .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby