قصص تاريخية

قصة تاريخ مرض الكوليرا | قصص

ADVERTISEMENT

على الرغم من تواجد الكوليرا من قبل قرون ولكن المرض برز في القرن التاسع عشر الميلادي عندما حدث التفشي الكبير له بالهند ومنذ ذلك الحين وتفشت العديد من الأوبئة في العالم ، تصيب الكوليرا سنويًا من 1.3 إلى 4 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ويموت من 21 ألف إلى 143 ألف شخص كل عام وفقًا لمنظمة الصحة العالمية .

والكوليرا مرض معد ينتج عن بكتيريا تسمى ضمة الكوليرا  Vibrio cholerae والتي تعيش عادة في المياة المالحة والدافئة المتواجدة في مصبات الأنهار والبرك والمستنقعات والمناطق الساحلية ويصاب الناس بمرض الكوليرا بسبب تناول السوائل أو الأطعمة الملوثة بالبكتيريا ، وهنالك مئات السلالات من بكتيريا الكوليرا و V. cholerae serogroups O1 and O139 هما السلالتان الوحيدتان للبكتيريا التي تتسبب في تفشي الأوبئة .

تصيب البكتيريا الخلايا المبطنة للأمعاء من أجل إطلاق كميات من الماء بشكل متزايد مما يؤدي إلى الإصابة بالإسهال وفقدان السوائل بسرعة ، ليس من الواضح متى حدثت الكوليرا لأول مرة في العالم ، تصف النصوص القديمة في الهند لـ Sushruta Samhita في القرن الخامس قبل الميلاد ونصوص أبقراط في اليونان من القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي الحالات المعزولة للأمراض الشبيهة بمرض الكوليرا .

تأتي واحدة من أوائل التقارير التفصيلية لوباء الكوليرا في نصوص المؤرخ البرتغالي غاسبار كوريا Gaspar Correa ، مؤلف كتاب الهند الأسطورية يصف تفشي المرض في ربيع عام 1543م في دلتا الغانج يقع في جنوب آسيا في بنغلاديش والهند ويصف موت السكان في غضون 8 ساعات من ظهور الأعراض وكان معدل الوفيات مرتفع جدًا ، وإشارات التقارير عن انتشار الكوليرا على طول الساحل الغربي للهند .

خرج وباء الكوليرا الأول من دلنا نهر الغانج ، وظهر تفشي في جيسور بالهند عام 1817م وكان ذلك نابغ من الأطعمة والماء الملوث وسرعان ما انتشر الماء في معظم أنحاء الهند في ميانمار وسري لانكا وانتقل لأوروبا عبر التجارة وبحلول عام 1820م انتشرت الكوليرا في تايلند واندونيسيا وأدت لوفاة 100 ألف شخص في جزيرة جاوة والفلبين وثم شق المرض طريقه للصين في نفس العام ووصل اليابان عام 1822م بواسطة الأشخاص المصابين العاملين على السفن .

في عام 1821م انتشر المرض بشكل أوسع فقد جلبته القوات البريطانية من الهند إلى الخليج العربي وشق المرض طريقه للأراضي الأوروبية بعد وصوله للدولة العثمانية وسوريا وجنوب روسيا ، انحصر الوباء بعد ستة سنوات بسبب الشتاء 1823- 1824م والذي ربما أدى لقتل البكتيريا التي كانت تعيش في إمدادات المياه .

بدأ وباء الكوليرا الثاني عام 1829م على غرار ما حدث في الوباء الأول ظهر في الهند وانتشر على طول الطرق التجارية والعسكرية لشرق ووسط آسيا والشرق الأوسط ، وبحلول خريف عام 1830م وصلت الكوليرا موسكو وتباطأ انتشار المرض بشكل مؤقت في فصل الشتاء وعاد في ربيع عام 1831م ووصل لألمانيا وفنلندا والمجر وانتشر بعد ذلك في جميع أنحاء أوروبا .

وصل المرض لبريطانيا العظمى لأول مرة عبر ميناء سندرلايد في أواخر عام 1831م ووصل لندن في ربيع عام 1832م قامت بريطانيا بعدة إجراءات للمساعدة في الحد من انتشار المرض وتطبيق سياسية الحجر الصحي ، ولكن أدت التقارير الصحفية غير المتوازنة إلى اعتقاد الناس أن الضحايا الذين ماتوا في المستشفيات بسبب الأطباء وظهرت مظاهرات الكوليرا في ليفربول ، وفي عام 1832م وصلت الكوليرا لأمريكتين ، وفي يونيو من نفس العام شهدت 1000 حالة وفاة وسرعان ما انتشر المرض على طول نهر سانت لورانس وروافده .

ظهرت الكوليرا في نيويورك وفيلادلفيا ووصلت لأمريكا اللاتينية لكوبا والمكسيك وفي عام 1833م اختفى الوباء وانحصر لما يقرب من عقدين ، وما بين عامي 1852م- 1923م عاد المرض مرة أخرى وكان الوباء الثالث والأكثر دموية دمر آسيا وأمريكا الشمالية وإفريقيا مما أسفر عن مقتل 23000 شخص في بريطانيا وكان الوباء الأسوأ في عام 1854م قام الطبيب البريطاني جون سنو أحد آباء علم الأوبئة الحديث بالتعرف على مصدر المرض المياه الملوثة وحدثت أوبئة الكوليرا الرابعة والخامسة ما بين أعوام 1863-1875م و1881-1896م على التوالي .

حدثت الأوبئة بشكل أكثر حدة عانت المجر من 190 ألف حالة وفاة وفقدت هامبورج 1.5% من سكانها ، وفي عام 1883م درس عالم الميكروبيولوجي الألماني روبرت كوخ مؤسس علم الجراثيم الحديث الكوليرا في مصر ، ووصف المرض وتقنية النمو وتبين من وجود البكتيريا في الأمعاء وحدد عالم الأحياء المجهرية الإيطالية فيليبو باكيني البكتيريا وأطلق عليها اسم الكوليريوليوم .

وخلال الوباء الخامس تحسنت خدمات المياه في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وتحسنت إجراءات الحجر الصحي ، لم يؤثر وباء الكوليرا السادس 1899م- 1923م على أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية بسبب التقدم الصحي ولكنه دمر شمال إفريقيا وروسيا والشرق الأوسط  .

بدأ الوباء السابع في اندونيسيا عام 1961م وانتشر في الشرق الأوسط وجميع أنحاء أسيا ووصل لأفريقيا عام 1971م وفي عام 1990م كان 90% من حالات المرض في أفريقيا ، عام 1991م ظهرت في بيرو ، واليوم ينتشر الكوليرا في البلدان الفقيرة فقط ، ومازال وباء الكوليرا من أكبر الأوبئة التي حدثت في العالم ومازال يهدد حياة الملايين من البشر ..

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby