قصص منوعة

قصه لماذا خان بنديكت أرنولد أمريكا

ADVERTISEMENT

لقد كان أرنولد ضابطًا بالجيش الأمريكي منذ عام 1741م  إلى 1801م  ، وخلال الحرب الأمريكية تفاوض أرنولد سرًا مع الضابط البريطاني جون أندريه ، لتسليم ويست بوينت إلى الجيش البريطاني ، وفي نهاية المطاف تحول رسميًا وانضم إلى البريطانيين ، لقد كان بنديكت أرنولد في يوم من الأيام بطلاً حربيًا وطنيًا لدى جورج واشنطن وكان يعجب به رجاله ، لكن اسمه الآن أصبح مرادفًا للخائن .

ما الذي كان يمكن أن يجعل أرنولد يدمر تاريخه بخيانة زملائه الأمريكيين أثناء الحرب الثورية ؟ لقد عرض الاستيلاء البريطاني على الحصن العسكري في ويست بوينت بنيويورك ، مقابل 10 آلاف جنيه ولجنة عسكرية بريطانية ، وما أدى إلى تلك اللحظة من الخيانة كان أكثر تعقيدًا وأقل سياسية مما يتم تدريسه في كثير من الأحيان ، لقد كان أرنولد ضحية لحملة تشويه السمعة .

ويقول البعض إن المحفز وراء ذلك كان رئيس المجلس التنفيذي الأعلى في ولاية بنسلفانيا جوزيف ريد ، لقد أدى كرهه الشخصي لأرنولد في عام 1779م ، إلى مقاضاته على سلسلة من اتهامات بالخيانة ، تراوحت بين شراء بضائع غير قانونية إلى تفضيل شركة من الموالين للبريطانيين  ،وفي إطار قضيته كان ريد معروفًا بنشر إشاعات حول أرنولد دون تقديم دليل على مزاعمه ، والأمر الآخر هو زوجة أرنولد التي شجعته على الخيانة .

كان أرنولد مديونًا بمبالغ كبيرة ومتزوج حديثًا من امرأه طموحة ، لقد كانت زوجته بيغي ابنة عائلة بارزة في فيلادلفيا ، وكانت مؤيدة  للبريطانيين وقد اعتادت بيغي على مستوى معيشي معين ، ويعتقد بعض المؤرخين أن بيغي قادت أرنولد إلى البريطانيين من أجل الحفاظ على نمط الحياة هذا ، وذلك بأن تجلب له الأموال من البريطانيين .

وتشير الرسائل إلى أن آرنولد كان لديه مشاكل في الشخصية ، ولكن كان هناك الكثير من الأسباب الأخرى أيضًا ، حيث يشير إيريك ليمان مؤلف كتاب ” الإرهاب المحلي” إلى أن آخرين في ذلك الوقت كان لديهم ظروف مشابهة ، ولكنهم لا يخونون بلدهم حيث قضى ليمان الوقت في الاطلاع على رسائل أرنولد وحسابات أخرى مباشرة .

وكان  البعض يشير إلى أنه كان يفتقر إلى الإحساس الاجتماعي ، لكن آخرين أظهروا أنه كان لديه الكثير من المشاعر ، لكنه لم يتمكن من التحكم في مزاجه والشيء الأول الذي وجدوه في كل هذه الأمور هو طموحه الأناني ، الذي جاء من افتقار عميق إلى تقدير الذات كطفل وشاب ، وتم تدريس قصة أرنولد لما بها الكثير من الشر .

وفي الآونة الأخيرة يشير ليمان إلى أن الاتجاه السائد ، كان تصوير أرنولد على أنه شخصية بطولية يساء فهمها ، ولكن يقول ليمان : “كلا التبسيط خطأ من وجهة نظري” ، من المؤكد أنه أسيء فهمه في البداية ، وكان بطلاً في السنوات الأولى من الحرب و جب أن يكون هذا جزءًا  من قصته دائمًا ، لكنه خان أيضا أصدقائه المقربين .

وكان على استعداد للسماح بقتل الرفاق السابقين وقتلهم بالفعل ، وحصل على اسم” خائن “من كل من الصديق والعدو ، وإذا تركنا ذلك فإننا نبسط القصة عن طريق الإغفال هذا إذا لم نتمكن من الاحتفاظ بهاتين الفكرتين في رأسنا في نفس الوقت ، فحتى البريطانيين أساءوا لأرنولد ، ويعتقد ليمان أن من المهم أن تذكر قصة أرنولد بأكملها .

فخيانته لم تكن مجرد خيانة بسيطة ، خاصة بعد أن وجد البريطانيون يتحولون جانبًا منه رغم المكاسب التي نالوها من وراءه بحجة أنه غير شريف أو جدير بالثقة ، ويشير ليمان إلى أن الشيء الوحيد الذي تم استبعاده من العديد من القصص عن قصة أرنولد ، هو أنه لم يتوقف بعد اكتشاف خيانة ويست بوينت له ، وذهب إلى مهاجمة ولاية فرجينيا وأسر توماس جيفرسون ثم مهاجمة كونكتكت ، مسقط رأسه.

لقد كان التجسس والخيانة شيئًا واحدًا ، لكن استعداده لتغيير طبيعته وانتماءه في وسط نزاع مسلح ، والقتال ضد الرجال الذين كانوا يقاتلون من قبل بجواره في العام الماضي ، كان أمرًا لا يمكن أن يفهمه الناس أبدا  في ذلك الوقت  ، ولكنها تحت أي ظرف تعتبر خيانه بكل معنى الكلمة من أجل المال .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby