قصص حروب

قصة معركة السوم | قصص

ADVERTISEMENT

نشبت عدة معارك منفصلة أثناء قيام الحرب العالمية الأولى ، وتُعتبر معركة السوم واحدة من تلك المعارك التي اندلعت بين قوات الحلفاء والجيش الألماني خلال الفترة من 1 يوليو وحتى 18 نوفمبر من عام 1916م ، وكانت نهايتها مؤسفة للطرفين ، حيث الكثير من الخسائر قد لحقت بهما .

كانت فرنسا هي موقع معركة السوم ؛ حيث وقعت على ضفتي نهر السوم ؛ والذي انتسبت إليه اسم المعركة ، قامت قوات الحلفاء المتألفة من القوات الفرنسية والبريطانية بشن هجمات ضد القوات الألمانية ؛ حيث أن ألمانيا قد احتلت مساحات شاسعة من فرنسا منذ غزوها في أغسطس من عام 1914م .

تُعد معركة السوم إحدى أكبر المعارك التي حدثت خلال الحرب العالمية الأولى ؛ نتيجة للقتال الذي استمر لفترات طويلة ؛ وقد خلفّ إصابات تُقدر بأكثر من مليون ونصف إصابة في الجهتين المتنازعين ، ومن الجدير بالذكر أن تلك المعركة كانت من أكثر المعارك العسكرية دموية في تاريخ النزاعات المسلحة .

قامت قوات الحلفاء بتطوير خطة الهجوم ؛ بعد قيام العديد من المناقشات الاستراتيجية بشانتيلي في ديسمبر من عام 1915م ، قام القائد العام للقوات المسلحة بالجيش الفرنسي الجنرال جوزيف جوفر بالاتفاق مع ممثلي قوات الحلفاء على شن هجمات مُنظمة ضد القوات المركزية الألمانية خلال عام 1916م ؛ من قِبل القوات الفرنسية بمساعدة القوات البريطانية والروسية والإيطالية .

كانت هجمات معركة السوم تهدف إلى خلق زعزعة داخل قوات الجيش الألماني ؛ والذي كان من الممكن أن يؤدي إلى توجيه الضربة العسكرية القاضية والحاسمة ، ولكن اضطرت قوات الحلفاء أن تقوم بتغيير خططها ؛ بعد أن قامت القوات الألمانية بشن هجوم على فردان موجودان على نهر ميوز خلال شهر فبراير من عام 1916م .

كانت القوات البريطانية هي التي بادرت بشن الهجوم على نهر السوم بمساعدة كبيرة من القوات الفرنسية ، وقد عانت القوات البريطانية من الخسائر الفادحة التي لحقت بها خلال اليوم الأول من المعركة وهو يوم 1 يوليو عام 1916م ؛ حيث اقترب عدد المصابين من 60.000 جريح .

كانت المرحلة الأولى من المعركة بالنسبة للقوات البريطانية ؛ تعتمد بشكل أساسي على قوة المتطوعين مع انضمام العديد من الرجال الموجودين بمناطق محلية معينة إلى كتائب القتال ، وقد تسببت تلك الخسائر للجيش البريطاني بتأثيرات نفسية شديدة العمق داخل صفوف الجيش ؛ كما كان لها أثارًا تاريخية قوية ، وقد تركت تلك المعركة إرثًا ثقافيًا قويًا داخل بريطانيا ويبدو ذلك واضحًا في منطقتي نيوفنلند ودومينيون ؛ وذلك بسبب فقدان عدد هائل من المتطوعين في أول أيام المعركة من هاتين المنطقتين بالتحديد .

كانت معركة السوم تشهد استخدام الدبابات كنوع جديد من آلات الحرب ، تسببت تلك المعركة في جدل تاريخي كبير ؛ نتيجة للخسائر العظيمة التي لحقت بالطرفين ، وتم انتقاد كبار القادة في الجيوش المتنازعة أمثال الجنرال دوغلاس هبغ ؛ ورولينسون هنري قائد قوات مشاة بريطانية ؛ والقائد بالجيش الرابع ، وذلك بسبب سوء إدارة تلك المعركة والتي تسببت في كل تلك الخسائر الفادحة ، وكذلك من أجل الفشل في الوصول إلى تحقيق الأهداف الإقليمية .

قام بعض المؤرخين الآخرين بوصف المعركة على أنها باكورة هزيمة القوات الألمانية ، وتقوم القوات البريطانية بتدريس تلك المعركة داخل الجيش ؛ بسبب ما تحتويه من دروس تشغيلية وتكتيكية في الفنون الحربية .

بحلول نهاية معركة السوم ؛ قامت القوات الفرنسية والبريطانية باختراق ستة أميال داخل الأراضي التي احتلتها ألمانيا ، ومع ذلك لم تستطيع القوات استرداد أي مدينة فرنسية تم احتلالها ، ولم يتم تحقيق أي هدف من الذي سعت إليه قوات الحلفاء .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby