قصص امثال

قصة فلان أكبر السختجي | قصص

ADVERTISEMENT

امتلأ التراث العربي بالعديد من الأمثال الشعبية ، والتي حملت في بعض الأحيان كلمات غير عربية الأصل ، وذلك نتيجة لتأثير الشعوب الأخرى على العرب نتيجة لاحتلال أو اختلاط ، ومن الأمثلة الشعبية المعروفة من التراث العراقي ” فلان أكبر السختجي” ، والذي يبدو غريبًا في شكله ، حيث أن كلمة السختجي ثقيلة على المسامع العربية ، فما هي قصة هذا المثل؟ وما هو معنى هذه الكلمة الغريبة .

قصة المثل :
تم استخدام كلمة “السختجي” في العراق منذ قديم الزمان ، حيث أن تاريخها يعود إلى فترة الحكم العثماني في العراق ، حيث أن أهل العراق وخاصةً أهل بغداد خلال مطلع القرن العشرين وإبان الحكم العثماني اكتشفوا وجود العديد من الموظفين الأتراك الذين اقتحموا الهيئات والدوائر الحكومية العثمانية .

قام هؤلاء الموظفين الأتراك بإثارة المتاعب لأهل بغداد ، حيث أنهم عُرفوا بنفاقهم وسوء تعاملهم مع المواطنين ، فقد كانوا يقولون ما لا يفعلون ، وهو ما جعل أهل العراق يعانون بشدة من ذلك النفاق ، وبدؤوا يسألون عن هؤلاء الذين اقتحموا هذه الوظائف ، فعلموا أنهم سختجية وهي كلمة جمع مفردها سختجي .

كانت هذه الكلمة ذات أصول تركية ، ولم يكن معظم أهل العراق يعرفون اللغة التركية ، وهو ما جعل لديهم انطباع أن هذه الكلمة تشير إلى الشخص المحتال الذي يعيش على النفاق والحيلة ، وهكذا انتشرت الكلمة بهذا المعنى ، حتى تم استخدامها للإشارة إلى الشخص الغشاش .

ومن هنا تولد المثل الشعبي العراقي “فلان أكبر السختجي” ، وفي حقيقة الأمر اتضح أن كلمة السختجي التي انتشرت على أنها محتال تعني في اللغة التركية “المحامي” ، وهكذا طبع سلوك الإنسان هذا المصطلح بمعنى آخر بعيد عن المعنى الحقيقي ، ولكن الأمثال الشعبية قد تكون وليدة اللحظة أو الموقف لتصبح تراثًا لا يمكن تغييره .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby