قصص بوليسية

قصة مذكرات سيكوباث (خبز الأموات)

ADVERTISEMENT

من المثير أن نخوض في حياة القتلة والمجرمين ، ونعرف كيف يفكرون أثناء تنفيذهم للجريمة ، وكيف يشعرون حينذاك ، فمن المؤسف أن يلقى شخص ما حتفه ، وهو لا يدري ما الذنب الذي اقترفه ، وهل حقًا يكون الأمر مجرد شهوة نحو القتل ؟ تلك هي مذكرات أحد القتلة يروي فيها قصته .

القصة :
لا يدري الراوي وهو أحد السفاحين ، أي شيء بشأن والديه أو ما كان عليه من قبل ، فكل ما يعرفه هو أنه قد ولد في عام 1980م ، ثم وجد نفسه طفلاً لقيطًا مشردًا بين مجموعة كبيرة ، من الأطفال الذين يشبهونه ، لا هوية لهم ولا يحمل سوى اسم ريغوريس ، وهو اسم يحمل الكثير من المعاني القاسية ، وريغوريس كان قاسيًا بالفعل .

نشأ ريغوريس بين عدد من الأطفال المشردين ، لدى أحد الأشخاص يدعى باد هاند ، كان متزعمًا لعصابة ما كل مهمتها أن تسرق وتستولي على ما ليس لها ، وكان الأطفال هم الطُعم الذي يلقيه على الأشخاص ، فيطلقهم للشارع ليأتونه بالمال حتى إن وصل الأمر إلى السرقة ، وإذا فشل الطفل في مهمته فإنه يتذوق كافة ألوان العذاب والألم ، ويُحرم من المأكل والمأوى وينام عاريًا حتى يأتي بالنقود !

عاش ريغوريس حياة قاسية في طفولته ، وعند بلوغه سن المراهقة كان قد صار أكثر كفاءة ، في سرقة الأموال من الناس ، وطوّر قدراته ليصبح شخصًا مقربًا من باد هاند ، ولكنه عندما صار شابًا عشرينيًا قرر أن يفر من هذا المصير .

وتلك الحياة المليئة بالعذاب والسرقة والنهب ، ليعيش لنفسه فقط ، فهرب من قبضة باد هاند ، ليذهب إلى مدينة أخرى ، لا يعرفه بها أحد ، وكانت مدينة نيويورك تلك المدينة الساحرة التي لا يوجد بها سوى الأثرياء والفقراء ، لا مجال لأي حياة وسطية فيها ، وعاش فيها ريغوريس يجمع المال ، رويدًا رويدا من تجارة المخدرات وجلبها لأبناء الأثرياء ، الذين يدفعون فيها أموالاً باهظة ، فصار من الأثرياء في فترة قصيرة .

قام ريغوريس بشراء منزلاً به قبو ، وقرر أن يجعله مخبزًا يصنع فيه الخبز ويبيعه ، وبالفعل بدأ ريغوريس مشروعه ، وبدأ الناس يتعاملون معه ، وعاش فترة من الوقت كان راضيًا فيها عن حاله ، إلا أنه وأثناء تجواله بالشارع لمح باد هاند في المدينة التي يعيش بها ، كان قد صار عجوزًا طاعنًا في السن ، انحنى ظهره وظهرت عليه علامات الشيب الغزير ، شعر ريغوريس بامتعاض وكراهية شديدة تجاه باد هاند سرت في جسده ، وظل فكره مشغولاً طوال اليوم ، وهو يتخيل نفسه يقتله !

نعم فكر ريغوريس في القتل بمجرد رؤيته لباد هاند ، وتذكر طفولته الشريدة وكيف تعلم كافة الموبقات لدى هذا الرجل ، وراوده التفكير في قتل هذا الرجل طويلاً ، حتى قرر أن يذهب إليه وينفذ ما جال بخاطره .

ذهب ريغوريس إلى المدينة القديمة حيث يقطن باد هاند ، وطرق الباب ليفتح له العجوز وأخذ يتأمل ريغوريس فلم يعرفه ، هنا دفعه ريغوريس بقسوة إلى الداخل وقام بضربه ضربًا مبرحًا ، ثم طعنه بالسكين عدة طعنات وأخذ يتأمله وهو يفارق الحياة ببطء ، لم يكتف ريغوريس بما حدث ، بل حمل جثة باد هاند معه في العربة واتجه نحو منزله ، أخذه إلى قبو المنزل حيث يضع منضدة العجين الخاصة بالخبز ، وبدأ يفكر فيما سوف يفعل .

قطع ريغوريس جثة العجوز إلى أشلاء ، وشعر بنشوة شديدة للغاية لم يشعر بمثلها من قبل ، عندما انطلقن نافورة الدماء من باد هاند ، بعدما فصل ريغوريس رأسه عن جسده ، بعدما انتهى ريغوريس من تقطيع الجثة ، أخذها وألقاها في الفرن لتتحول إلى رماد ، وضع منه البعض على عجين لخبز ، ولم لا؟ أليس من المفترض أن يتذوق هو والناس طعم الفوز والنصر ، هو الآن يشعر بنشوة شديدة ويرغب في تذوق لحم من آذاه .

مرت الأيام سريعًا وريغوريس يفكر في القتل ، لم يرتوِ من قتل باد هاند فقط لأنه آذاه ، وإنما اكتشف تلك النشوة ف ي نفسه ، فبدأ في اختطاف بعض الضحايا من رجال العصابات ، وكان ينتقيهم ممن ليس لهم دور حيوي ، حتى لا يبحث عنهم أحد ، وصل عدد ضحاياه إلى أكثر من ستين ضحية ، كلهم بلا هوية ومن أماكن متفرقة ، وانتقى أول كل شهر ليأخذ ضحية جديدة .

يقول ريغوريس في مذكراته ، غريب أن يكون لكل الضحايا نفس التساؤلات والتوسلات والآثام ، أنا الآن حر طليق ، أقتل وأتلذذ بمتعة القتل والسلخ والتقطيع ، فالأمر له نشوة ليس لها مثيل ، أنا الآن حر طليق فإذا وجدتني فإما أن تشاركني لذتي ، أو تكون أنت التالي على المنضدة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby