قصص اسلامية

قصة الأعرابي الذي أقسم ألا يكلم زوجته

ADVERTISEMENT

هناك العديد من الخلافات التي تقع بين المرء وزوجه ، منها ما هو بسيط ويتم تلافيه بمرور الوقت ومنها ما قد يتطور وينجم عنه الانفصال والفرقة ، وهناك قصة في ذلك وقعت مع أعرابي أقسم ألا يكلم زوجته ، وحري بنا في ذلك الوقت أن نشير إلى أن هذا ما يسعد الشيطان ويجعله يحتفل معلنًا انتصاره ، في حين أن هذا ما يبغضه الله لذا علينا أن نتقي الله جميعًا في معاملة أزواجنا وزوجاتنا ، ولا نترك مساحة يدخل منها الشيطان ويزيد الوقيعة بين الزوجين .

يُحكى أن أعرابي دخل في يوم إلى المسجد وصلى خلف أبو بكر الصديق خليفة المسلمين ، ولما انتهت الصلاة سأل أبو بكر قائلًا : يا أبا بكر لقد أقسمت ألا أكلم زوجتي إلى حين ؟ فابتسم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال له : لا تكلمها إلا الليل ، فقام الرجل متجهًا إلى خارج المسجد وإذا بعمر بن الخطاب جالسٌ في طريقه فقرر أن يسأله .

فقال له : يا بن الخطاب أقسمت ألا أكلم زوجتي حينًا ، فقال له سيدنا عمر بن الخطاب : لا تكلمها حتى السنة القادمة فخرج الرجل من المسجد ، وبينما هو ينتعل حذاءه وجد سيدنا علي بن أبي طالب ينتعل حذاءه بالخارج ، فقال في نفسه لما لا أسأله ابن عم رسول الله فلعل رأيه الأصوب ؟

فقال له يا أبا الحسن لقد أقسمت ألا أكلم زوجتي حينًا ؟ فقال له سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا تكلمها حتى يوم القيامة ، فتعجب الرجل من اختلاف رد الصحابة وكيف يكون لكل منهم رأي مغاير ، فانتظر لما اجتمع بهم في صلاة الصبح ، وقال : يا أبا بكر سألتك سؤالًا بالأمس عن قطيعتي مع زوجتي فقلت لي ألا أكلمها لحين مناة الليل ، وسألت عمر فقال لي ألا أكلمها لحين السنة القادمة وسألت علي فقال لي لا تكلمها حتى يوم القيامة .

فقال أبو بكر لما سألتني خطر ببالي قول الله عزوجل : {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون}  ، أي أن الحين هنا 12 ساعة ، وقال سيدنا عمر : لما سألتني خطر ببالي قول الله عز وجل : {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} ، أي أن الحين هنا سنة كاملة ، وقال سيدنا علي : أما أنا فخطر ببالي قول الله عز وجل : {ولا تعلمن نبأه بعد حين} ، والحين هنا يقصد به يوم القيامة .

فقال الأعرابي : بالله عليكم برأي منه أستمسك فقال له الصحابة خذ برأي أبو بكر ، لأنه كان أخف الآراء وطأة وشدة ، وهنا يظهر سمت الصحابة وعدم تمسكهم على بآرائهم رغم أن كلها صحيحة ، ولكنهم فضلوا رأي أبو بكر الصديق رضي الله عنه على رأيهم لما له من مكانة وعلم ولأن رأيه كان سيضمن استمرار الزيجة وعدم وقوع الفرقة بين الزوج وزوجته .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby