قصص نجاح

قصة لويزا ماي ألكوت الطفلة الكاتبة

ADVERTISEMENT

قبل أكثر من سبعين عاما وفي مدينة بوسطن ، عاشت هناك فتاة صغيرة كانت لديها عادة شريرة وهي الفرار ، وفي صباح أحد أيام شهر نيسان / أبريل ، وبمجرد أن انتهت والدتها من لبس ثوبها ، انزلقت لويزا ماي ألكوت من المنزل وصعدت الى الشارع بأسرع ما تستطيع أقدامها حمله ، وتسللت لويزا من خلال زقاق ضيق وعبرت عدة شوارع .

كان يومًا جميلاً ولم تكن تهتم كثيرًا بالقدر الذي ذهبت إليه ، طالما كانت هناك مغامرة قادمة وفجأة وجدت بعض الأطفال ، الذين قالوا إنهم ذاهبون إلى كومة رماد طويلة جميلة للعب ، وطلبوا منها الانضمام إليهم وكانت لدي لويزا بعض الرفيقات ، التي كانت تشترك معهم في أكل بعض البطاطس الباردة ، وقشور الخبز في مأدبة الغداء بغرفة طعام والدتها ، ولكن في النزهة في الهواء الطلق والطعام مع الآخرين كان جيدًا أيضًا .

وعندما سئمت لويزا من اللعب بكومة الرماد تركت الأطفال بهدوء ، وشكرتهم على لطفهم وقفزت مسرعة وتجولت طوال ساعات ثم أرادت العودة إلى المنزل ، لقد أرادت دميتها كيتي وأمها! كان تخاف عندما لا تتمكن من العثور على أي شارع طبيعي ومعروف بالنسبة لها ، فقد كانت جائعة ومتعبة أيضًا وعندما وصلت بالقرب من المنزل ألقت بنفسها على بعد خطوات غير بعيدة من الباب لكي ترتاح .

وفي هذه اللحظة جاء كلب كبير وقبل وجهها ويديها ثم جلس إلى جانبها بنظرة واقعية في عينيه ، كما لو كان يفكر ويقول : “أعتقد ، يا فتاة صغيرة ، أنت بحاجة إلى شخص ليهتم بك! استندت لويزا المتعبة إلى عنقه ونامت بسرعة أكثر من أي وقت من الأوقات ، والكلب لا يزال كذلك فيبدو أنه كان لا يريد أن يوقظها .

وبعد وقت قريب وفي بلدتها كان هناك رجلًا يدق جرسًا ، ويقرأ بصوت عالٍ من ورقة في يده ويصف طفلة مفقودة ، لقد كان هذا الرجل هو  الذي أرسله والد ووالدة لويزا اللذان لم يجداها مبكرًا في الضحى ، وكانوا يبحثون عنها في كل مكان يمكن أن يفكروا فيه ، وبعد كل ساعة كانوا يشعرون بالقلق أكثر ، وعند الغروب قرروا استئجار هذا الرجل للبحث في المدينة .

عندما استيقظت الهاربة وسمعت الرجل يصرخ “فقدت ، فقدت طفلة صغيرة ، عمرها ست سنوات ، في ثوب وردي وقبعة بيضاء وحذاء أخضر جديد ، قالت متعجبة : لماذا هذا انا ؟ حينما رأها الناس أخذوها وقادوها الى منزلها ، وكان لدى السيد والسيدة ألكوت الكثير من القلق حول لويزا ، فعندما كان عمرها عامين فقط وكانوا يسافرون معها على متن قارب بخاري اندفعت بعيدًا ، في لحظة عندما لم يكن أحد يلاحظها وزحفت إلى غرفة المحرك لمشاهدة الآلات .

بالطبع امتلأت ملابسها كلها بالشحوم والأوساخ ، وربما كانت عالقة في الآلات وفي اليوم التالي بعد عودة لويزا ، تأكد والدا لويزا من أنها لن تغادر المنزل  ثانية ، في الواقع لقد قاموا بربطها في ساق الأريكة الكبيرة لمدة يوم كامل! وباستثناء هذا الخطأ الوحيد ، كانت لويزا طفلة جيدة ، لانها شعرت بالخجل الشديد من أنها تسببت لأمها وأبيها اللذان كانا يحبونها بشدة ، بالكثير من القلق .

وبينما كان تجلس هناك وهي مربوطة بالأريكة ، فكرت في أنها لن تخيفهما مرة أخرى وأنها ستعالج نفسها من تلك العادة الجريئة ، وبعد ذلك اليوم كانت كلما شعرت بأقل رغبة في الخروج من المنزل دون طلب إذن ، سارعت إلى غرفتها الصغيرة وأغلقت الباب لكي تحافظ على عقلها من الخطط السيئة ، وكانت تغلق عينيها وتصنع قصصًا وتفكر بها كلها بنفسها .

وعندما بدا أن بعض القصص تبدو جيدة كانت تكتبهم ، حتى لا تنساهم ومن خلال ذلك وجدت أنها تحب صنع القصص بشكل أفضل من أي شيء قامت به في حياتها ، وتساءلت والدتها في بعض الأحيان لماذا أصبحتي يا لويزا مغرمة بالبقاء في حجرتك الصغيرة على رأس مكتبك فجأة ؟ ولكن بالطبع كان هذا كان من دواعي سرور والدتها ، فالطفلة التي اعتادت الهرب قد تغيرت إلى مثل هذا الهدوء وأثرت البقاء في المنزل .

مرت فترة طويلة قبل أن تتجرأ لويزا على ذكر القصص والقوافي التي أخفتها في مكتبها ، ولكنها أخبرت والدتها في النهاية ، وعندما قرأت السيدة ألكوت نصحتها بمواصلة الكتابة  ففعلت لويزا ذلك وأصبحت واحدة من أفضل رواة القصص الأمريكيين ، وكتبت عددًا من الكتب وإذا بدأت بمكتبة لولو ، فستحتاج إلى قراءة كتاب Little Men and Little Women وجميع الكتب التي كتبتها Louisa Alcott على الإطلاق .

وفي البداية حصلت لويزا على مبالغ صغيرة مقابل كتاباتها ، وعندما كانت عائلة ألكوت فقيرة قامت بالتدريس بالمدرسة و الخياطة أو رعاية الأطفال ، أو عملت في أي شيء ودائمًا كانت تقوم بعملها بابتسامة مرحة ، طالما أنها توفر وسائل الراحة التي تحبها ، وعندما اندلعت الحرب الأهلية كانت لويزا حريصة على القيام بشيء للمساعدة .

لذلك ذهبت  إلى إحدى مستشفيات الاتحاد كممرضة ، وعملت بجهد كبير حتى أصبحت مريضة للغاية ، وكان على والدها أن يلاحقها ويعيدها إلى منزلها ، ويحكي أحد كتبها عن حياتها في المستشفى ، وبعد فترة وجيزة من عودتها إلى المنزل بدأت كتبها في البيع بشكل جيد حتى وجدت نفسها  ولأول مرة في حياتها مع قدر كبير من المال .

وكان هناك ما يكفي لشراء الكماليات لعائلة ألكوت ، وكان هناك ما يكفي لها للسفر وبلا شك أنها قد حصلت على مزيد من السعادة في السفر أكثر من بعض الناس ، لأنها وجدت الفتيان والفتيات في إنجلترا وفرنسا وألمانيا ، وهم يقرؤون الكتب نفسها التي كتبتها لويزا ماي ألكوت ، ثم أيضًا وفي سن الخمسين استمتعت بالمغامرة في أماكن جديدة تمامًا ، مثلما كانت تفعل في صباح كل يوم وهي طفلة تنطلق بحذائها الأخضر الجديد !

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby