قصص اطفال

قصة عازف الكمان وحورية البحر

ADVERTISEMENT

قبل سنوات طويلة خططت فرقة الرقص في براستا ، وهي قرية بمقاطعة ستورا ميلوسا بالسويد ، لإقامة احتفال ضخم بمناسبة عيد الميلاد ، وقد توافد إلى القرية في اليوم المحدد لتلك المناسبة الكبار والصغار من أقاصي البلاد وأدانيها ، بعد أن علموا أن سيكتسون وكانت ابن نوربياس ، سيشارك فيه مع كمانه مما سيجعلهم يتمتعون بمرح صاخب ، ويروى أن كانت لم يكن عازفًا عاديًا ، وكان فخورًا جدًا بمهاراته ، ومستعدًا عند سماع كلمة إطراء بسيطة ، أن يعظم نفسه ويرفعها إلى السماء.

عمت في تلك الليلة أقصى درجات المرح والمتعة ، وقال أحد الحضور إن ما من أحد استطاع مجاراة الأب كانت ، عندما أطلق العنان للقوس ليتراقص فوق الأوتار ، وأخذ يعزف بأربعة أصوات ، على حد وصفه.

فقد كان كانت مستعدًا دائمًا ليبدأ عندما ينتهي الآخرون ، ولذا فقد قال إن الشيطان المعروف بمهارته في العزف ، لا يستطيع منافسته في موسيقى الفالس ، التي سمعت تلك الليلة.

ولكن هذا التبجح كلف كانت كثيرًا ، فعندما وقف الرقص وانطلق عائدًا إلى منزله ليلاً ، قابل بالقرب من هضبة بجورباكا امرأة شابة ترتدي ثيابًا بيضاء ، وألقت عليه التحية وخاطبته قائلة : إذا عزفت لي موسيقى البولكا أيها الأب فسأرقص لك.

وكان ذلك ، حيث جلس الأب كانت على صخرة ، ووضع القوس فوق أوتار آلته ، ولكنه سرعان ما فقد السيطرة على نفسه ، فموسيقى البولكا التي كانت تصدر من كمانه ، لم يكن يتوقع أن يسمعها ، فما بالك بأن يعزفها.

وبدت النغمات تخرج دون إرادته ، فقد كان القوس يتحرك على الأوتار وكانت يده مجبرة على اللحاق به ، وهكذا تعاقبت الألحان الواحد تلو الآخر ، وقد شعر بالخدر في ذراعه ، ولكن الموسيقى تواصلت بالطريقة الجامحة نفسها.

عندها أدرك كانت أن هناك خطأ ما ، وأخيرًا انفجر وقلبه ينفطر حزنًا وصرخ : يارب اغفر لي أنا الخاطيء المسكين ، ما الذي جلبته على نفسي؟

في تلك اللحظات تفرقت أوتار الكمان ، وسمع كانت ضحكة مدوية من الغدير في أسفل الهضبة ، أسرع كانت عائدًا إلى منزله وقلبه مثقل ، واعترف في قرارة نفسه ، بأن الشيطان في النهاية أقوى منه ، وظل بعد ذلك بفترة طويلة عاجزًا عن العودة إلى كمانه.

ولكن في النهاية أذعن للأمر ، واكتشف أن إحدى مقطوعات موسيقى الفالس ، التي عزفها في تلك الليلة الحافلة قد رسخت عميقًا في ذاكرته ، وتمكن بعد ذلك من إعادة أمجاده كعازف كمان ذي شهرة أوسع من ذي قبل.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby