قصص امثال

قصة طلب العلم خير من طلب المال

ADVERTISEMENT

تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتاج مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : طلب العلم خير من طلب المال .. قيل على لسان أحد الأغنياء في قديم الزمان ، وتدور أحداث قصة المثّل كالتالي .

قصة المثّل :
يحكي أنه في قديم الزمان ، كان لأحد الأغنياء ثلاثة أولاد ، فلمّا أحس بدنو قدره ، أحضرهم لديه جميعًا ، وقال لهم : قد دنا الأجل ، وانقطع من الحياة حبل الأمل ، فإذا مت !! فاعلموا هذا الدرس : أوصيكم يا أولادي أولاً بتعلم العلم ، والتمسك بالاستقامة والحلم ، واقتسموا مالي ، وحافظوا عليه ، ولا تسيئوا التصرف فيه ، وحافظوا على صحتكم وكرامتي وكرامتكم … فطلب العلم خير من طلب المال .. فصارت مثلاً .

بعد وفاة الوالد وجحود الأخوان الكبيران :
فلما توفيّ الوالد النصوح ، تنازع الكبيران مع الصغير ، واقتسما المال بينهما شطرين ، وأخبراه أنه سرق ، وتركوه صفر اليدين .

الأخ الصغير والعمل بالوصية :
فلم يهتم الصغير بذلك ، بل عمل بوصية الوالد ، وعلم أن المال فانِ ، والعلم خالد ، فتعلق بأذيال العلماء الأفاضل ، وشمّر عن ساعد الاجتهاد وسلك سبيل الرشاد ، حتى بلغ الرشد والمراد .

حال الأخوان الكبيران وفتنة المال :
أما الأخوان الكبيران ، فقد أغرقهما المال ، وحب المال ، وأوقعهما في أسوأ حال ، بل في أوحال ، حيث أساءا استعماله ، وانتهكا الحرمات ، وعصيا الملك الديان ، واتبعا خطوات الشيطان ، وكانت عاقبتهما الوبال والخسران !.

مسامحة الأخ الأصغر والعفو عن أخويه الكبيران :
فلما رأيا أخوهما الأصغر ، قد قام بوصية أبيه وأصبح رافلاً في حلل السعد ، متشحًا بوشاح السؤدد والمجد ، تقدما إليه وقبّلا يديه ، وطلبا منه العفو والسماح ، فقابلهما بكل ارتياح ، وغمرهم بعفوه ورضاه .

البيت الشعري المقابل للمثّل ومعناه ، وأنشد الأخ الأصغر يقول :

.. رضِينا بالعلومِ تكونُ فينا .. مُخَلدةً وللجُهّالِ مال ..
.. فإنّ المالَ يفني عن قريبٍ .. وإنّ العلمَ باقِ لا يُزال ..

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby