قصص منوعة

قصة سقوط الدولة العبيدية | قصص

ADVERTISEMENT

شهدت العديد من الإمبراطوريات والدول الإسلامية ، الكثير من النزاعات التي طفت على السطح ، مع تنامي الأطماع لدى الأطراف المتنازعة ، في الحصول على السلطة والانفراد بالحكم .

ومن بين من تنازعوا على السلطة هم العبيديون ، والذين أطلقوا على دولتهم اسم الدولة الفاطمية ، من باب التدليس والتزوير ، نسبة إلى السيدة فاطمة رضي الله عنها ، وهو من الزور والبهتان ، والعبيديون ليسوا بمسلمين ، بل فعلوا الفواحش وحاربوا أهل السنة ، وارتكبوا من الآثام ما تمكن به الكفار من المسلمين.

وكانت الدولة العبيدية قد تأسست في تونس عام 297هـ ، ثم انطلقت بعد ذلك صوب مصر ، بحلول عام 362هـ ، ليستقروا بها ويمدوا سلطانهم ، إلى أجزاء كثر أخرى ، مثل بلاد الشام ، والجزيرة العربية أيضًا .

كيفية نشأة الدولة العبيدية :
تُنسب الدولة العبيدية إلى عبيدالله المهدي ، أول من حكمها وهو ليس بهاشمي أو فاطمي ، وقد أجمع العلماء والفقهاء المسلمين ، أن عبيد الله كان يهودي الأصل في الأساس ، بل لقد أقر بعض الفقهاء أنه من القرامطة ، ذووا التاريخ السيئ مع المسلمين ، فهم من قاموا بسرفة الحجر الأسعد من الكعبة ، وقاموا أيضًا بسفك دماء ، حجاج بيت الله الحرام .

وقيل أن العبيديون قد سلكوا طريقة العباسيين ، في بناء دولتهم فقاموا بتمهيد طويل للفكر الشيعي أولاً ، وذلك في كل من المغرب ومصر ثم اليمن ، ليصبح لهم عقب فترة من الوقت ، أتباعًا في كل بلدة منهم .

ولم يتوقف العبيديون عند هذا الحد فقط ، بل استمروا في سياستهم فاستمالوا وزراء الأغالبة ، فكان أشهر دعاتهم رجلاً يسمى ؛ أبو عبد الله علي بن حوشب الشيعي ، والذي انطلق لنشر الدعوة الشيعية ، في بلاد المغرب العربي أولاً ، في عام 280هـ ، تلاها شمال أفريقية عام 289 هـ .

وذلك من خلال عدد من الحروب الشرسة ، ضد الأغالبة حشد فيها جيشًا قويًا وضخمًا ، ليحاربهم بشراسة على مدار خمس أعوام كاملة ، قضى خلالها على دولة الأغالبة ومحاها تمامًا ، ليمتد بذلك نفوذ العبيديين ، بين البلدان ويصبحوا هم القوة النافذة في أكبر أجزاء بالمغرب ، وحتى غرب مدينة القيروان .

كما قدمت لهم قبائل البربر ، الكثير من الدعم لمذهب الفاطميين ، حيث ادعوا أنهم ينتسبون للسيدة فاطمة الزهراء ، حتى يتمكنوا من السيطرة على بلاد المسلمين ، فقاموا بتأسيس أول دولة لهم ، وعاصمتها المهدية ، لتمتد بعد ذلك سيطرتهم على مصر ، في عهد المعز لدين الله الفاطمي ، والذي قام ببناء دولتهم في القاهرة ، عام 258هـ ، مستغل في هذا الوقت ، ما طال الخلافة العباسية آنذاك ، من ضعف واضح للنفوذ ، على المستويين العسكري والسياسي .

كيفية سقوط الدولة العبيدية :
نجحت الدولة العبيدية ، في بناء نفسها باستخدام التميز العرقي والديني ، فكان قاتدتها ووزرائها من الأرمن والصقالبة والأتراك ، هذا الخليط الذي ساعد الدولة العبيدية ، في الحصول على النفوذ والقوة والازدهار ، خلال فترة زمنية قصيرة ، ومنحها تثبيتًا لأركانها ، فكان هذا هو العهد الذهبي لها ، فعلى سبيل المثال ؛ كانت الدولة العبيدية في أقوى صورها ، في عهد العزيز بالله ، حيث بلغت قوة مساحة العبيدية ، أقصى اتساع جغرافي لها ، بداية من بلاد الشام ، وحتى بلاد المغرب ، وهذا قبل أن يصيبها الضعف وتفقد نفوذها وسيطرتها ، وتتصدع أركانها وتنهار تمامًا .

عوامل سقوط الدولة العبيدية :
ولعل من أهم أسباب سقوط الدولة العبيدية ؛ هو انتقال أمور السلطة وشؤونها أولاً ، إلى وزرائها الذين صاروا حكامًا فعليين بالدولة ، نظرًا لما كان تحت أيديهم من سلطات ، خاصة في عهد الوزير العبيدي بدر الدين الجمالي .

كذلك لعب انتشار الفساد وطغيانه ، دورًا بالغ القوة في سقوط الدولة العبيدية ، خاصة بعد أن ساد الفجور والمجون والترف ، والمغالاه في قصور الوزراء والحكام آنذاك ، في حين عانى الشعب من أقسى أنواع العذاب ، والتشريد والفقر ؛ وذلك تحت وطأة الكثير من الضرائب المفروضة عليهم .

أيضًا الأساس الديني للدولة العبيدية ، كان سببًا قويًا لسقوطها ، فقد كان المذهب الشيعي هو أساسها ، في حين تمت محاربة المذهب السني بكافة وأقسى الطرق ، فتم التضييق على كل من اعتنق المذهب السني .

وأخيرًا كان للتهديد الصليبي ، دورًا مهمًا في إسقاط الدولة العبيدية ، حيث اضطرت الخلافة العباسية ، إلى تجميع شتاتها لتستطيع مواجهة هذا الهجوم الصليبي ، ونجحت في ذلك تحت قيادة صلاح الديبن الأيوبي ، الذي أتى إلى مصر ، وأسقط الدولة العبيدية بها ، وأعاد نشر المذهب السني بها ، وكذلك في بلاد الشام ، وعمل على التصدي للعدوان الصليبي .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby