قصص امثال

قصة سعيت فأكديت ورجعت فرزقت

ADVERTISEMENT

يضرب هذا المثل في حسن التوكل على الله ، وعدم التفكير في هم الرزق ، فهو معلق بيد الله سبحانه وتعالى ، يمنحه لعباده وقتما شاء ، والمثل للشاعر عروة بن آذينه ، واسمه يحيى بن مالك الليثي الكناني بن الحارث ابن عمرو بن عبد الله بن زحل بن يعمر ، أما آذينه فلقبه ، وقد عاش في المدينة المنورة خلال حكم الدولة الأموية ، وهو شاعر ضالع في الغزل ، وكان أسلوبه في الغزل رقيقًا وعذبًا ، فهو القائل :

إذا وجدت أوار الحبِّ في كبدي . . . أقبلت نحو سقاء الماء أبتردُ
هبني بردتُ ببرد الماء طاهره . . . فمن لنار على الأحشاء تتقدُ

قصة المثل :
كان عروة بن آذينه رجل قانع ، وقد عبر عن هذه الخصلة كثيرًا في أشعاره ، وفي مرة من المرات وفد عروة على هشام بن عبد الملك ، وهو في جماعة من الشعراء ، فلما دخل عليه عروة عرفه ، وقال له : ألست القائل

لقد علمت وما الإسراف من خلقي . . . أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعييني تطلبه . . . ولو قعدت أتاني ليس يعييني

وقال بن عبد الملك : ورغم أبياتك هذه ، إلا أنى أرى أنك قدمت من الحجاز إلى الشام طلبًا للرزق الذي قلت أنه سوف يأتيك ، فقال له عروة : يا أمير المؤمنين زادك الله بسطه في العلم والجسد ، لقد وعظت فأبلغت ، وذكرتني بما أنسانيه الدهر ، وبعدها خرج وركب ناقته عائدا إلى الحجاز متيقنا أن رزق الله سوف يأتيه ، فانشغل عن أمره هشام بن عبد الملك طيلة اليوم ، ولما حل الليل عليه استيقظ من نومه متذكرًا عروة ، وقال هذا رجل من قريش وفد إلي وقال حكمه ، وقد رددته خائبًا ، وهو شاعر لا آمن ما قد يقول.

ولما حل الصباح سأل عنه ، فأخبروه أنه ارتحل ، فقال : لا جرم فسوف يأتيه الرزق ، ودعا خادما له ، وأعطاه ألفي دينار ليلحق بهم عروة ويعطيهم له ، وبالفعل انطلق الغلام في أثر بن آذينه ، ولما وصل إلى بيته ، قرع الباب ، وحينما فتح آذينه أعطاه المال الذي أمر به بن عبد الملك .

فقال له عروة : أبلغ أمير المؤمنين قولي سعيت ، فأكدت ، ورجعت إلى بيتي فأتاني رزقي ، ومن يومها ، وصارت هذه المقولة مثلا يضرب عند ذكر الرزق والتوكل على الله سبحانه وتعالى.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby