قصص تاريخية

قصة حياة الملكة حتشبوسوت | قصص

ADVERTISEMENT

الملكة حتشبسوت هي الابنة الكبرى لملك الأسرة الثامنة عشر وهو الملك تحتمس الأول وزوجته أحمس، وقد تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، والذي بعد وفاة ثلاثة من أخواته الأكبر سنًا في مرحلة شبابهم أصبح تحتمس الثاني الوريث لعرش والده في حوالي عام 1492 ما قبل الميلاد،  أنجبت حتشبسوت ابنة واحدة هي نفرورع ، لكن لم تنجب ابناء من الذكور.

قصة حكم الملكة حتشبوسوت

كانت الملكة حتشبسوت ابنة الملك تحتمس الأول هي الملكة لمصر حين تزوجت من الملك تحتمس الثاني، وكانت بسن الثانية عشرة تقريبًا، وحين توفى زوجها، بدأت تأخذ دور الواصي على ابن زوجها الرضيع وأسمه تحتمس الثالث، لكنه فيما بعد أستولى تحتمس الثالث على الحكم، وأمتلك السلطة الكاملة لفرعون، ومن ثم أضحت  حتشبسوت  تعتبر حاكمًا مشاركًا لمصر في حوالي عام 1473 قبل الميلاد كونها مماثلة لفرعون.

وقد أستطاعت حتشبسوت أن تكبر من قدر التجارة المصرية وقامت بالإشراف على مشاريع بناء كبيرة وهامة، ومن أبرزها هو معبد دير البحري، وهو موجود في غرب مدينة طيبة القديمة “الأقصر حالياً”، حيث تم دفنها هناك، وتوجد نقوش للملكة حتشبسوت قد رسمت بناء على أوامرها الخاصة، كما تظهر رسوم للملكة حتشبسوت في شكل الصور والمنحوتات المعاصرة، وظلت هذه النقوش غير معروفة إلى العلماء وصولاً للقرن التاسع عشر، وتعتبر شحضية الملكة حتشبسوت واحدة من القلائل والأكثر شهرة من ملكات فراعنة مصر.

قد أظهر إنتزاع حتشبسوت للسلطة جدالاً كثيراً ومثيرًا إلى حد كبير، لذا حاولت حتشبسوت بشتى الطرق أن تدافع عن شرعيتها للحكم، مستندة في هذا على نسبها الملكي وقد أدعت أمراً أن والدها قد عينها خليفة له، ومن هنا أتت فكرة تغيير شكلها أو هيئتها في صورتا المنحوتة، وقد ظهر هذا في التماثيل واللوحات التابعة لذلك الوقت، فقد أصدرت حتشبسوت أوامر بتصويرها على أنها فرعون ذكر، ويمتلك لحية وعضلات ضخمة، كما لها بعض الصور الأخرى وقد ظهرت فيها مرتدية الملابس النسائية الفرعونية التقليدية، وقد أستطاعت أن تحيط حتشبسوت نفسها بمؤيدين من أصحاب المراتب الهامة والرئيسية في الحكومة، بما فيهم  سننموت والذي كان رئيس وزرائها، وقد يقول البعض أن سننموت ربما كان لديه مشاعر حب تجاه حتشبسوت، ولكن لا يوجد دليل كاف لدعم هذا الأمر.

حين أعتبرت حتشبسوت نفسها فرعونًا، أعدت الكثير من المشاريع الطموحة، والتي كان أغلبها في المنطقة المحيطة بطيبة، كان أبرز إنجاز معبدها بالدير البحري، الذي يعد من أحد العجائب المعمارية في مصر الفرعونية، كان الإنجاز الأكبر والآخر في عهدها هو الحملة التجارية التي من خلالها قامت بإعادة ثروات ضخمة وقد أشتملت هذه الكنوز على كل من  العاج والخشب الأبنوس وكذلك الذهب وجلود النمور والكثير من البخور ووصلت هذه الثروات لمصر من أرض بعيدة تُعرف باسم بونت وهي التي قد تكون إريتريا الحديثة.

قد توفت الملكة حتشبسوت تقريباً في عام 1458 قبل الميلاد، وقد كان عمرها  في ذلك الوقت في منتصف الأربعينيات تقريباً، وقد دفنت في وادي الملوك وهو مكان دفن توت عنخ آمون أيضًا، وهو متواجد في منطقة التلال خلف معبد الدير البحري، ومن خلال محاولة أخرى لحتشبسوت لإثبات الشرعية في حكمها، فقد قامت قبل وفاتها بإعادة دفن تابوت والدها بداخل قبرها حتى يكونا مدفونان معًا في الموت.

وقد بقى تحتمس الثالث في الحكم لما يقرب من  30 عامًا أخرى، وهو ثبت أنه ملك طموح وكان يسير على خطى زوجة أبيه حتشبسوت، كما كان محارب عظيم، في الفترة الأخيرة من عهده، كان تحتمس الثالث يريد طمس كل الأدلة تقريبًا أنه كان لحكم حتشبسوت أي إنجازات أو تأثير، وهذا كان بسبب وجود صور لها كونها الملكة فوق جدار المعابد والآثار التي قامت بتشيدها، ولكنه قام تم القضاء عليها جميعاً، وكان هدفه هو محو أنه كانت مسيطرة وقوية بتلك الحقبة، أو حتى يقفل فجوة في سلسة خلافة الذكور في الأسرة، وبسبب هذا لم يعرف علماء مصر الفرعونية سوى القليل عن فترة حكم حتشبسوت حتى عام 1822، حتى استطاعوا أن يفكوا رموز الكتابة الهيروغليفية على جدران دير البحري وتم قراءتها.

وفي عام 1903، قام عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر بأكتشاف تابوت حتشبسوت والذي يعتبر واحد من ثلاثة توابيت قد أعدته من قبل لكنهم كانوا فارغين، وهذا على غرار جميع المقابر تقريبًا بداخل وادي الملوك، وبعد إطلاق عملية بحث جديدة في عام 2005، قام فريق من علماء الآثار بأكتشاف مومياءها في عام 2007 هذه المومياء موجودة الآن في المتحف المصري بالقاهرة، كما يوجد تمثال بالحجم الحقيقي للملكة حتشبسوت جالسة قد نجى من دمار تحتمس الثالث وهو معروض جالياً في متحف متروبوليتان في مدينة نيويورك.

قصة معبد حتشبسوت أو الدير البحري

الدير البحري هو مكان وضعت به المومياوات، والتي تعتبر مجموعة من جثث الفراعنة التي تم تحنطها في زمن الفراعنة، والتي تم وضعهم من مقابرهم خلال الأسرة الحادية والعشرين للمملكة الحديثة، وقد ظهر سرقة ونهب المقابر الفرعونية، ونتيجة لهذا، قام الكاهنان بينودجم الأول ولدي في 1070 وتوفى في 1037 قبل الميلاد وبينودجم الثاني المولود في 990 ومتوفي في 969 قبل الميلاد بفتح المقابر القديمة، وعمل حصر المومياوات بأفضل وأدق الطرق، وقد إعاد لف المومياوات ووضعها مرة أخرى بالمقابر.

وقد أحتوى معبد دير البحري على مومياوات لملوك من الأسرة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة ومنهم: أمنحتب الأول، تحتمس الأول والثاني والثالث، رمسيس الأول،الثاني ، والبطريرك ستي الأول، وتضم ايضاً مقبرة كل من تحتمس الرابع ورمسيس الرابع ورمسيس الخامس ورمسيس السادس وأمنوفيس الثالث ومرنبتاح، كما يوجد يوجد مومياوات مجهولة في كل مقبرة، تم وضع بعضها في توابيت غير مميزة أو مكدسة داخل الممرات، كما يوجد توابيت لبعض الحكام مثل توت عنخ آمون لم يتمكن الكهنة من إيجاده.

تم اكتشاف مقبرة المومياء في دير البحري في عام 1875 وتم التنقيب عنه في السنوات القليلة الأتية من خلال عالم الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو، وهو مدير مصلحة الآثار المصرية، ثم نُقلت المومياوات إلى المتحف المصري بالقاهرة، بدء أعمال التنقيب في المعبد من قبل صندوق الاستكشاف المصري في تسعينيات القرن التاسع عشر بقيادة عالم الآثار الفرنسي إدوارد نافيل في الفترة من 1844 إلى 1926 كذلك العالم هوارد كارتر  أشتهرت بأعمال في مقبرة توت عنخ آمون وقد تم ذلك في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، في عام 1911، حصل نافيل على امتياز دخول دير البحري وقد أعطي له أحقية الحفار الوحيد.

في بداية القرن العشرين، قام عالم التشريح الأسترالي جرافتون إليوت سميث بعمل بحث تشريحي على المومياوات وقام بأخذ صورًا مفصلة وأظهر تفاصيل تشريحية مذهلة في كتالوج المومياوات الملكية لعام 1912، كان سميث مبهوراً بالتغييرات التي حدثت على الجثث المحنطة مع مرور الزمان، وقد قام بدراسة كل أوجه التشابه الجسدية بين الأسر الفرعونية، وأهتم بالأخص بأجساد الملوك والملكات في الأسرة الثامنة عشر حيث أشتهروا أن لهم رؤوسهم طويلة، ولهم وجوه رقيقة ونحيلة، والأسنان العلوية كانت بارزة.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby