قصص امثال

قصة القلم أقوى من السيف

ADVERTISEMENT

للقلم قوة جبارة تختفي خلف وقع الكلمات ، فالكلمة قد ترفع شعوبًا وتخفض غيرها ، أما السيف فقوته وقتيه ومدمية ، وكثيرًا ما يأتي بنتائج عكسية ، أما القوة التي تحملها الكلمة المكتوبة هي أكثر تأثيرًا من قوة السيف بكثير .

ففي أحسن الأحوال يمكن أن يسبب السيف ضررًا جسديًا فقط ، في حين أن الكلمة المكتوبة يكون لديها القوة الكافية للتأثير على العديد من العقول في آن واحد ، وقد يمتد هذا التأثير إلى حد إحداث الثورات والاضطرابات ضد الحكم الجائر .

فالعديد من الأحداث الهامة التي وقعت في التاريخ كانت نتيجة بعض الكتابات القوية من قادة تلك الأوقات ، وعلى الرغم من أن سلاح حاد مثل السيف يبدو خطرًا ، إلا أن الضرر أو الجرح الناجم عنه يمكن أن يلتئم ، على عكس الكلمة المكتوبة التي  يمكن أن تخسف أو تزوج لسمعة شخص ما أو حتى مجتمع .

فبالكلمة يمكن بناء الحكومات أو إسقاطها ، ولا يمكن باستخدام الأسلحة أو القوة  أن تتغير عقول الناس ، فكل ما تستطيع فعله فقط هو أذية الشعب ، والأسوأ من ذلك أن تطبيق القوة والعنف سيصبح متأصلًا في أيدلوجية  الشعوب التي تطبق فيها .

قصة المثل :
أول من صاغ هذا المثل هو إدوارد بولور أيتون عام 1839م ، والمثل بالانجليزية يعني The Pen is Mightier than the Swor ؛ أي القلم أقوى كثيرًا من السيف ، وكلمة سورد هنا لا تعني حرفيًا السلاح الذي يستخدم ، ولكن هو مصطلح يشير إلى أي نوع من أنواع العنف أو استخدام القوة .

ففي الأيام الحديثة يتم استخدامه في سياق الحروب ، وتعد الكلمة في وقتنا الحالي هي لسان حال الشعوب ، وسلاحهم ضد أي محاولة للدكتاتورية أو الحكم الفاسد ، وكثيرًا ما يشار إلى الصحافة بأنها “الوكالة الديمقراطية” .

فعلى سبيل المثال حينما كان النضال من أجل الحرية ضد البريطانيين مشتعل في الهند ، كانت الكتابات القوية هي السلاح الذي يحارب بطش بريطانيا ، وكان معظم محاربي الاحتلال يؤثرون بكتاباتهم من خلف أسوار السجون .

فقائد عظيم مثل غاندي استطاع أن يعلي كلمة الهند وينبذ العنف ، ويحقق حلمه في حرية وطنه من خلال كتاباته الملهمة ، وشاعر عظيم مثل سوبرمانيا بهاراثي اعتمد على الكتابة لإشعال روح الحماسة عند الكثير من الناس المثبطة ، كما ألهم سويدساميتران من خلال كتاباته الجماهير لمحاربة البريطانيين .

وبالفعل نجحت كل تلك الكتابات في تحقيق استقلال الهند ، هذا بالإضافة إلى العديد من القادة السياسيين الذين أشعلوا فتيل الثورة لدى شعوبهم ليتصدوا لكل المواقف الخاطئة من حكوماتهم ، فبالكلمة تتحقق المعجزات .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby