قصص اسلامية

قصة الخشبة والألف دينار | قصص

ADVERTISEMENT

سمى الله سبحانه وتعالى نفسه الحافظ ، فهو يحفظ عباده المخلصين ، ويحفظ أموالهم ، وأهليهم ، وكل ما يخشى عليه المرء من الضياع ، وهذه القصة توضح العظمة الإلهية ، والإرادة التي تحرك الكون يمنة ويساراً ، فسبحان العلي القدير صانع المعجزات .

والقصة لرجل من بني إسرائيل أراد أن يستلف من أخيه في الدين مبلغًا من المال ، فقال له : أتقرضني ألف دينار ، فرد عليه الرجل التقي قائلًا : لا بأس ولكن ائتني بشهود ، فأجابه الرجل : الله شاهدي ، فهو لم يكن معه أحد سوى الله عزوجل .

ثم قال الأخر : ائتني بكفيل ، فقال صاحب الدين ، الله كفيلي ، فرد عليه الرجل : ونعم الكفيل ، ونعم الشهيد ، وحدد الموعد والزمن الذي يُرد فيه الدين إلى صاحبه ، وقد كان كل منهما يعيش على حافة البحر في الجهة المقابلة للأخر.

وتمر الأيام والسنين ، ويأتي الموعد المحدد لرد الدين ، ويخرج صاحب الدين لينتظر مركبًا يصله بالطرف الأخر من البحر ، ولكن لم تأتي مركب واحدة على عكس كل يوم ، فلم يجد أمامه خيار سوى أن يرسل الدين في موعده ، ويدعو الله أن يصل ، فأخذ خشبة ونقرها ، ووضع فيها الألف دينار ومعها رسالة من الجلد كتب فيها :

هذه رسالة من فلان إلى فلان أرجع فيها الدين ، واستعين بالله ، ظل الرجل الثاني ينتظر وينتظر على الجانب الأخر من البحر ، حتى تيقن أن صاحب الدين لم يأتي ، فقرر جمع بعض الحطب ؛ ليعود به إلى أهله ، وأخذ منه قطعة الخشب التي رماها الله على شاطئ البحر ، ولما وصل إلى المنزل ، أخذ يكسر الحطب واحدة تلو الأخرى ، و فجأة يخرج من داخل الخشبة  سره بها ألف دينار ، ومعها رسالة من الرجل المدين  يرد فيها دينه .

وبعد فترة  جمع صاحب الدين ألفا أخرى خوفًا من أن يكون الدين لم يصل صاحبه ، وركب مركبا لأخيه في الشاطئ المقابل ليرد له الدين ، وقابله وأخذ يلتمس منه السماح على تأخيره ، ومد يده بالألف دينار الأخرى ، فسأله الرجل : ألم ترسل لي شيء من قبل ؟

فقال الأخر : بلى ولكني خفت ألا يصل الدين إليك ، فقال الرجل : خذ مالك ، فقد وصل دينك في الموعد المحدد ، واستلمت رسالتك ، فسبحان العلي القدير الذي سخر الماء ليحمل دين لم يستطع صاحبه النوم ، وهو في رقبته ، ليصل إلى صاحبه في الوقت والمعاد الذي حدد ، وسبحان من جعل الرجل يحتطب ليأخذ خشبة الدين من ضمن حطبه ، فيجد ماله بعد أن فقد الأمل .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  أَنَّهُ قال :«إنّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ . فَقَالَ : ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ . فَقَالَ : كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا .

قَالَ : فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ . قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا . قَالَ : صَدَقْتَ . فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ، فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا ، فَأَخَذَ خَشَبَةً ، فَنَقَرَهَا ، فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ ، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا ، ثُمَّ أَتَى بِهَا إِلَى الْبَحْرِ .

فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ ، فَسَأَلَنِي كَفِيلَا فَقُلْتُ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا فَرَضِيَ بِكَ ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا فَقُلْتُ : كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا فَرَضِيَ بِكَ ، وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا ، فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ ثُمَّ انْصَرَفَ ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ . فَخَرَج الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ ، فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا ، فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ .

ثُمَّ قَدِمَ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ فَأَتَى بِالْأَلْفِ دِينَارٍ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ . قَالَ : هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ ؟ قَالَ : أُخْبِرُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جِئْتُ فِيهِ . قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ فِي الْخَشَبَةِ فَانْصَرِفْ بِالْأَلْفِ الدِّينَارِ رَاشِدًا».

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby