قصص منوعة

قصة أميرة الكرملين | قصص

ADVERTISEMENT

نشر أحد المواقع الأمريكية ، والذي يدعى بوليتيكو ، مقالاً ضم بعض الأسرار بشأن أميرة الكرملين ، سفيتلانا ستالين ، إبنة الديكتاتور الروسي جوزيف ستالين ، وكان مصدر المعلومات التي وردت بالمقال ، هي السيدة جريس كينان ، ابنة الدبلوماسي الأمريكي جورج فورست كينان ، والتي تحدثت عن أميرة الكرملين وكيفية خروجها من الاتحاد السوفييتي ، هربًا إلى أمريكا .

تروي جريس أنها قد تلقت اتصالاً هاتفيًا من والدها ، في مارس عام 1976م أخبرها فيه ، أنه ذاهب إلى مهمة سرية بسويسرا ، لإنقاذ سيدة تدعى أنها ابنة ، جوزيف ستالين .

وكان كينان متقاعدًا في هذا التوقيت عن العمل ، ووقع الاختيار عليه نظرًا لمعرفته القوية ، بعائلة ستالين منذ أمد بعيد ، فانطلق في رحلته وعاد باليوم التالي ، برفقة سيدة في بداية العقد الرابع من عمرها ، وكان في غاية السعادة أنه أتم مهمته بنجاح .

وتروي جريس أن استقبال سفيتلانا كان حارًا ، ورحبت بها الولايات المتحدة كثيرًا آنذاك ، حيث تم استقبالها بشكل رسمي في المطار ، وتوزع رجال الأمن فوق الأسطح ، وحول المطار من كافة الاتجاهات أيضًا ، وكانت لأول مرة ترى سفيتلانا ، وهي سيدة لها شعر أحمر اللون ، تحركت بدبلوماسية شديدة وتحدثت في ميكروفون المطار ، وعبرت عن سعادتها لوصولها الولايات المتحدة .

بالطبع اهتمت الصحف الأمريكية بخبر وصول سفيتلانا إلى نيويورك ، فانشقاقها عن الاتحاد السوفيتي ، وهجرتها له وترك طفليها المراهقين بها ، أثار الكثير من علامات التعجب حولها ، إلا أنها آثرت الصمت ورفضت مقابلة الصحفيين ، وكانت قد خططت للإقامة برفقة مساعدتها ، إلا أنها فجأة أعلنت انفصالهما ، وأنها لن تقيم برفقتها في نيويورك ، فطلب منها السيد كينان ، أن تقيم لدى ابنته جوني ، ريثما يعود هو زوجته من النرويج ، فانتقلت سيفتلانا للإقامة برفقة جوني وزوجها ، وأطفالهما في نيوجيرسي .

انتقلت سيفتلانا برفقة جوني وزوجها ، وأقامت لديهما لفترة ستة أسابيع متصلة ، وخلال تلك الفترة اصطحبها لاري زوج جوني ، في عدة رحلات بينما اعتنت جوني ، بمأكلها ونظافتها بل لقد ابتاعت لها ملابسًا جديدة ، فرحت بها سيفتلانا بشدة ، خاصة وأنها قد رأت من جوني اهتمامًا بها ، فأصبحت صديقتها المقربة ، تجالسها لقراءة بريدها الالكتروني ، وتساعدها في الانتهاء من كتابها الجديد .

لم يمض الكثير من الوقت ، حتى اضطرت جوني وزوجها ، إلى السفر للمشاركة في أحد برامج السلام التطوعي ، واضطرا لترك طفليهما لدى جريس ، فضلاً عن انتقال سيفتلانا للإقامة برفقتها أيضًا ، إلى جانب أطفال جريس بالمنزل !

لشدة حماس جريس لم تدرك صعوبة الأمر ، فلقد أخبرها والدها بأن الاستخبارات الروسية قد يبحثون عن سيفتلانا ، من أجل اختطافها لذلك يجب إبقاء الأمر سريًا ، فاضطرت جريس بالفعل لإخفاء الأمر ، إلا أن العناية بخمسة أطفال ، وسيدة أمر بالغ الصعوبة ، فلم يكن المنزل مجهزًا بغسالة ملابس ، في المزرعة التي تقطن بها جريس ، وحملت إليها سيفتلانا لإخفائها بها بعيدًا عن الأعين .

فكانت تضطر جريس إلى حمل ملابس سبعة أشخاص ، والوصول إلى أقرب مغسلة بالبلدة بنفسها ، فلم يكن الأمر يحتمل أن تأتي بأحدهم ، ويعلم بوجود سيفتلانا .

ولم تكن تلك العقبة الوحيدة ، فقد كانت سيفتلانا نباتية وبالطبع ، لم تكن تتناول الطعام مع الأطفال ، الذين لا ينفكون عن تناول اللحوم والهامبرجر ، فكانت جريس تضطر للمكوث بالمطبخ فترات طويلة ، في إعداد الطعام ، حتى أنها لم تكن تجد الوقت الكافي ، للتحدث مع سيفتلانا ، وتبادل النقاش حول حياتها ، فتحطمت آمال جريس في معرفة أية أسرار بشأن سيفتلانا .

ولم تقف معاناة جريس ، وضياع وقتها الثمين برفقة سيفتلانا ، عند هذا الحد بل انتقل المترجم المكسيكي الخاص بسيفتلانا ، ماكس هايوارد إلى المزرعة ، ليستطيع العمل برفقة سيفتلانا ، ثم حضر زوج جريس إلى المنزل ، فأصبحت جريس تقضي يومها كاملاً بالمطبخ ، في إعداد الطعام لتسعة أشخاص ، يتناولون الطعام طيلة اليوم .

هنا توقفت جريس عما تفعل ، ودعت إبنة إحدى صديقاتها للحضور إلى المزرعة ، والعناية بالأطفال الخمسة فالأمر كان كارثيًا ، إلا أنها حرصت على جلب فتاة ، لا تتبادل الحديث كثيرًا مع أحد ، وبالطبع كانت هي أيضًا ، شخصًا إضافيًا بالمنزل المزدحم .

كانت سيفتلانا تجلس لتروي لجريس ، بعضًا من حياتها الشخصية ، وكانت تلك هي الفرص المتاحة لجريس ، من أجل سبر كينونة تلك المرأة الغريبة ، فعلمت منها أن والدتها قد قتلت برصاصة ، وكانت سيفتلانا في السادسة فقط من عمرها حينذاك ، وقد تم تسجيل الحادث بأنه انتحارًا ، في حين تشكك البعض بأنها قتلت ، بأمر من ستالين نفسه ، ولكن ظل حديثها الأغلب عن والدها وليس والدتها .

وقد ألقت سيفتلانا باللوم في ما كان يحدث ، من وحشية وديكتاتورية داخل الاتحاد ، إلى لافرينتي بيريا ، والذي كان يعمل رئيسًا ، لجهاز الشرطة السوفيتية السرية ، وهو من تولى مسؤلية تلك الفظائع ، التي نجح في نسبها إلى ستالين نفسه .

وعلى الرغم من تلك الأحاديث ، إلا أن جريس روت بأنها فشلت في الحصول على القدر الكافي من المعلومات ، والقصص من سيفتلانا ، حيث كانت تشعر بالنعاس والإنهاك الشديد ، عندما يحين وقت الجلوس برفقة سيفتلانا ، وتبادل الحديث معها .

عقب رحيل سيفتلانا عن المرزعة ، وصدور كتابها الذي كانت تعمل عليه ، تحمست جريس لقراءة ما خطته يدي سيفتلانا ، عن تلك الفترة التي قضتها برفقتها ، هي بالطبع لم تكن صديقتها المقربة ، وإنما أرادت جريس معرفة ما كُتب ، وسرعان ما أصابتها الدهشة ، حيث لم تجد سيفتلانا قد تحدثت بشأنها قط ، وفقط من كان لديها هما جوني وزوجها لاري فقط .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby