قصص تاريخية

قصة أقدم المكتبات في التاريخ

ADVERTISEMENT

انتشرت التكنولوجيا الحديثة بتطبيقاتها المختلفة عبر أنحاء العالم ، حتى أصبح هناك العديد من البرامج التي يستخدمها الناس ، ومن بينها برامج القراءة التي شكلّت مكتبات إلكترونية ، ولكن تبقى قراءة الكتب الورقية ذات طابع خاص جدًا ، إنها تحكي قصصًا مرتبطة بالورق الذي تفوح رائحته لتنتشي الصدور من عبق التاريخ ، ومهما بلغت التكنولوجيا ؛ فإن المكتبات وما تحمله بداخلها من كتب تظل هي الشعار الأول والأهم للقراءة ، وفيما يلي عرض لمجموعة من أقدم المكتبات التاريخية وقصصها .

مكتبة الإسكندرية القديمة :
تُعد من أشهر المكتبات الموجودة بجمهورية مصر العربية ، وقد اختلف المؤرخون حول الشخص الذي بناها ، فهناك مصادر تقول أن الإسكندر الأكبر هو الذي وضع تخطيطًا لها عند بناء مدينة الإسكندرية ، وهناك من يقول أن بطليموس الأول هو الذي قام ببنائها ، وهناك مصادر ترجح أن بطليموس الثاني هو الذي بناها أو بالأحرى هو الذي أتم بنائها بعد بطليموس الأول .

وقد قام يوليوس قيصر خلال عام 48 ق. م بحرق 101 من السفن التي كانت موجودة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ، وذلك بعد محاصرته من قِبل بطليموس الصغير وهو شقيق كليوباترا ، حيث كان يشعر بمناصرة قيصر لكيلوباترا ضده ، وقد امتدت ألسنة النيران إلى مكتبة الإسكندرية التي كانت تطل على مشهد حريق السفن آنذاك ، حتى حُرقت الكتب بالمكتبة ، وهناك اعتقاد بأن المكتبة قد دُمرت إثر هذه الحادثة .

مكتبة بيرغامس :
كانت واحدة من أبرز مكتبات العالم في التاريخ القديم ، وقد تم تأسيسها قبل العصر الهلنستي في مدينة بيرغامس أو بيرغامون ؛ والتي تُعتبر أهم مدينة في الإمبراطورية الرومانية القديمة ، والتي كانت واقعة في الأناضول (تركيا في الوقت الحالي) ، وقد أصبحت تابعة للدولة العثمانية بعد سقوط القسطنطينية.

كانت مكتبة بيرغامس تضم بين جدرانها 200.000 مجلد ، وهناك أسطورة تقول بأن مارك أنطونيو فد قام بإهداء 200.000 وحدة تخزين من تلك المكتبة إلى كليوباترا لتضعها في مكتبة الإسكندرية ، وتحكي المصادر التاريخية بأن المكتبة كانت تحتوي على غرفة رئيسية كبيرة خاصة بالقراءة ، وكان هناك تمثال معروف باسم “أثينا” يقف في وسطها ، وكان يوجد بالغرفة العديد من الرفوف والجدران التي تعمل على ترطيب الجو عن طريق تدوير الهواء .

مكتبة آشور بنيبال :
وهي مكتبة ملكية حيث أنها تنتمي إلى آخر ملوك الإمبراطورية الآشورية بالعراق ، وهو الملك الأشهر أشوربانيبال ، وكانت تلك المكتبة عبارة عن آلاف الألواح الطينية ، وكانت تضم العديد من النصوص المتنوعة التي تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد ، وكانت ملحمة جلجامش الشهيرة من بين مقتنياتها .

تم التعامل بشكل سيء مع مقتنيات تلك المكتبة ، كما أدى إلى تلف العديد من مواد النصوص الأصلية ، حتى أصبح من المستحيل أن يقوم العلماء بإعادة بنائها ، على الرغم من نجاة بعضها من التلف ، وقد عُثر على تلك المواد التاريخية داخل منطقة نينوي القديمة ، والتي كانت عاصمة آشور الواقعة شمال بلاد ما بين النهرين وهي العراق في الوقت الحالي .

مكتبة سيلسوس :
هي مكتبة رومانية قديمة كانت توجد في الأناضول ، وقد تم بنائها خلال عام 135م على شرف “تيبريوس يوليوس سيلسوس” ؛ وهو كان عضوًا بمجلس الشيوخ الروماني ، حيث تم بنائها لتحمل 12.000 مخطوطة ، وأصبحت تلك المكتبة مقبرة لسيلسوس بعد وفاته ، حيث دُفن في تابوت تحت المكتبة ، وقد دُمرت المكتبة بالكامل نتيجة للزلازل المتكررة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby