شخصيات اسلامية

هارون الرشيد – انستا عربي

ADVERTISEMENT

الحديث عن الشخصيات التي أثرت في التاريخ ، لا يمكن أن يمر من دون ذكر هارون الرشيد ، ذلك الخليفة العباس الذي أثر تأثيراً كبيراً في الدولة العباسية ، وفي التاريخ الإسلامي بصفة عامة ، اليوم سنتعرف بشكل أكبر على هارون الرشيد ، وعن صفاته وحياته وكذلك عن صراعه مع البرامكة .

لماذا سمي هارون الرشيد بالرشيد

كان هارون الرشيد رجلاً قوياً يتسم بالشجاعة والحكمة في آن واحد ، فقد قام بقيادة الجيش في عمر العشرين فقط ، وهذا بالتأكيد ما منحه الثقة بالنفس وصفات الحكماء في عمر صغير ، وقد أكدت كتب التاريخ العباسي أن هارون الرشيد لم يكون اسم والده هو ” الرشيد ” ، بل كان مجرد لقب أطلق عليه من قبل والده ، وظل هذا اللقب معه حتى وفاته .

سر تسمية هارون الرشيد بالرشيد يعود إلى ترأسه لحملة الجيش على بلاد الروم ، فقد دفعته الشجاعة إلى الوصول للقسطنطينية بقيادة جيش يقرب من مائة ألف جندي ، وعندما كان هارون وجيشه يحاربون بكل قوة و بروح باسلة ؛ قامت ملكة الروم في ذلك الوقت بطلب الصلح من هارون الرشيد ، واتفقا على دفع 70 ألف دينار بكل عام لمدة 3 سنوات ، بشرط عدم التقريب من حدود القسطنطينية.

وافق الرشيد على هذا الاتفاق وعاد منتصراً بجيشه إلى أبيه ، الذي أطلق عليه منذ ذلك الحين ” هارون الرشيد ” .

صفات هارون الرشيد

  • الشجاعة : اكتسب هارون الرشيد شجاعة كبيرة منذ طفولته ، نتيجة لحرص والده على تعليمه الفروسية ، وبالفعل أصبح هارون الرشيد فارساً ، وهذا ما هيئه ليكون قائداً للجيش ، شجاعته جعلته يحقق الكثير من الانتصارات في عمر صغير ، فقد كانت صفة متأصلة بداخله منذ الصغر .
  • الحكمة : لم يكن لقب الرشيد قد أطلق عليه من فراغ ، بل كانت حكمته سر تلقبه بهذا اللقب ، الجدير بالذكر أن حكمته هي التي جعلته يفوز على الروم من دون خسائر ، بل ويحصل على جزية سنوية بمقدار سبعين ألف دينار ، بالإضافة إلى دوره في تحجيم السلطة المطلقة للبرامكة .
  • حب الجهاد : كان هارون الرشيد محباً للجهاد في سبيل الله ، وفي سبيل استمرارية حكم الدولة العباسية ، وقد كان يكتب على القلنسوة الخاصة به عبارة ” غازٍ وحاج ” .
  • الشغف للعلم : شغف هارون الرشيد للعلم جعله ينشئ بيت الحكمة ، ذلك القصر الذي يجتمع بداخله العلماء من كل مكان بالعالم ، كذلك جمع بيت الحكمة مجموعة لا حصر لها من المؤلفات في مختلف الأقسام العلمية .
  • التدين : قيل أن هارون الرشيد كان رجلاً متديناً تقياً ، يقوم بآداء ما يقرب من مائة ركعة في اليوم الواحد ، هذا بالإضافة إلى تصدقه اليومي في سبيل الله عز وجلّ .

انجازات هارون الرشيد

  • تأسيس بيت الحكمة : كانت خطوة من أهم خطوات هارون الرشيد للاهتمام بالعلم النافع في البلاد ، فقد قام بإنشاء بيت الحكمة ليجمع مجموعة ضخمة من الكتب والمؤلفات في مختلف مجالات العلم ، لذا تم إطلاق مسمى ” عصر النهضة ” على فترة حكمه بالدولة العباسية .
  • العفو عن المسجونين كان أحد الإنجازات التي قام بها الخليفة العباسي هارون الرشيد ، ذلك القرار الذي زاد من شعبيته في الدولة .
  • بناء مجموعة ضخمة من المساجد ، بل والقصور الغنية بملامح التراث العباسي .
  • اتخاء مدينة الرقة عاصمة للدولة .
  • تأمين الدولة من الهجمات الخارجية ، والقيام بمجموعة من الفتوحات التي انتصر فيها وقام بتوسيع رقعة دولته .
  • تحجيم البرامكة وسجنهم بسبب أطماعم في بسط النفوذ والسلطة .

هارون الرشيد والبرامكة

كانت للبرامكة نفوذاً عظيماً في الدولة العباسية ، خاصةً بالعهد الخامس وهو عهد ” هارون الرشيد ” ، هذا النفوذ الذي جعلهم يبسطون النفوذ في الدولة ، ويشعلون الفتنة بين الأمين والمأمون ، بسبب رغبتهم الأولى في تولي الأمين للخلافة ، من ثم قيامهم بإعادة النظر في الأمر واستبدال الأمين بالمأمون ، بسبب زيادة نفوذ الأمين ووالدته ونقمهما على البرامكة .

الخلاف بين الأمين والمأمون هو ما دفع الرشيد إلى التخلص منها ، من خلال القبض عليهم والتحفظ على أموالهم ، ومنع شعراء العصر العباسي من رثاء البرامكة ، وذلك ما عرف فيما بعد باسم ” نكبة البرامكة ” .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby