قصة حزب الفهود السود | قصص
نشأ هذا الحزب في ظل اضطهاد السود وكان شعارهم هو الحرية بأي وسيلة ضرورية ، وتأسس حزب الفهود السود في عام 1966م ، ووصل إلى ذروته بعد بضع سنوات فقط ، وعلى الرغم من أنه لم يتم حلّه حتى عام 1892م ولم يتم قصر فترة وجوده ، إلا أن تلك المجموعة أنشئت إرثًا دائمًا .
ورغم أنها كانت مثيرًة للجدل إلا إنه لم يكن لحملة الفهود من أجل المساواة الأمريكية الأفريقية تأثيرًا دائمًا على تمكين السود ، مثل تأثيرهم في الحركات الاجتماعية الحالية مثل Black Lives Matter ، كما ألهمت مجموعات الأقليات الأخرى على متابعة قضاياهم الخاصة ، ومع ذلك فإن دعم حزب الفهد الأسود للتمرد المسلح اجتذب الكثير من الانتقادات ، وكثيرًا ما قلل من إنجازات المنظمة ، وهناك بعض الشخصيات الرئيسية في الحزب .
هيوي ب. نيوتن :
لقد أصبح نيوتن متورطًا في النشاط كمراهق ، والذي ربما كان وجوده غير مفاجئ واسمه هو هوي لونج ، وهو حاكم لويزيانا الشعبي الذي اشتهر بإصلاحاته الاجتماعية ، حيث علم نيوتن نفسه القراءة وذهب إلى مدرسة الكليات والقانون في كاليفورنيا ، وخلال هذا الوقت التقى ببوبي سيل ، وفي عام 1966م أسس الاثنان المنظمة المعروفة في الأصل باسم حزب الفهود السود للدفاع عن النفس .
وفي حين كانت المساواة السوداء هي الهدف ، كان الكثير من تركيزهم الأول هو إنهاء وحشية الشرطة ، كما دافعوا عن النزعة العسكرية وذلك من خلال عمل نيوتن كوزير للدفاع في الحزب وفي عام 1966م أدين بتهمة القتل غير العمد بعد توقف مروري انتهى بموت ضابط شرطة .
وقد أدى سجنه إلى اندلاع الاحتجاجات وصيحة الحشد الشعبي “Free ،Huey” – ، وتم إلغاء الحكم في وقت لاحق على الاستئناف في عام 1975م ، وبعد أن تم إطلاق سراحه ركز نيوتن على مبادرات جماعة Panthers المجتمعية ، والتي شملت وجبات مجانية للأطفال والعيادات الصحية.
وقد خلق هذا التغيير في التركيز انشقاق داخل الحزب ، الذي ألقى باللائمة على البعض في حل المجموعة في نهاية المطاف ، وبالإضافة إلى ذلك استمرت مشاكل نيوتن القانونية بشكل ملحوظ ، ففي عام 1974م اتهم بقتل عاهرة وهرب من البلاد ولكنه قد عاد في وقت لاحق ، عندما انتهت القضية في هيئات المحلفين وظلت معلقة ، وفي عام 1989م أصيب نيوتن بالرصاص خلال نزاع المخدرات في أوكلاند بكاليفورنيا .
بوبي سيل :
لقد أصبح سيل متورطًا سياسياً بعد سماع مالكوم اكس يتحدث في مسيرة عام 1962م ، وبعد ذلك بأربع سنوات أسس هو ونيوتن حزب الفهود السود ، واعتمدوا شعار مالكولم إكس “الحرية بأي وسيلة ضرورية” ، وقد أصبح سيل رئيسًا للحزب الجديد في عام 1969م ، وتمت محاكمته باعتباره واحدًا من مجموعة من النشطاء الذين اتهموا بالتحريض على أعمال الشغب في المؤتمر الوطني الديمقراطي في العام السابق .
وتمت تبرئته من هذه الاتهامات لكنه احتجز في المحكمة بعد أن جادل مع القاضي ، بشأن التمثيل القانوني وفي مرحلة ما كان القاضي ملزم بإطلاق سراحه من السجن ، وواصل سيل صعوبات قانونية حيث وجه إليه في وقت لاحق تهمة قتل عام 1969م ، لنمر أسود كان يشتبه في كونه مخبرًا للشرطة ، لكن المحاكمة انتهت بهيئة محلفين عام 1975م .
وبعد ذلك نبذ سيل العنف وأعلن عزمه على العمل في إطار العملية السياسية ، وفي عام 1975م سعي أن يكون رئيسًا لبلدية أوكلاند لكنه خسر ، وفي العام التالي ترك سيل حزب الفهود ، رغم أنه ظل مشاركًا في النشاط ولاسيما العمل على تحسين الخدمات الاجتماعية في الأحياء السوداء .
أنجيلا ديفيس :
كان هناك بعض التساؤلات حول ما إذا كانت ديفيس عضوًا رسميًا في منظمة الفهود ، فقد كانت مرتبطة بشكل لا يمكن إنكاره مع المجموعة ، فهي محاضرة فلسفة في جامعة كاليفورنيا ولوس أنجلوس ، وقد درّست دروس التربية السياسية للحزب ودعمت نزوعها العسكري .
وفي ستينيات القرن الماضي أصبحت مدافعة عن السجينات السود ، مما أدى بها إلى التورط في قضية ثلاثة سجناء أميركيين من أصل أفريقي في سجن سوليداد ، اتُهموا بقتل حارس وكانت قريبة بشكل خاص من أحد السجناء ، وهو جورج جاكسون ، الذي حاول أخوه الأصغر جوناثان إطلاق سراحه .
وفي 7 أغسطس 1970م أخذ جوناثان رهائن في محكمة مقاطعة مارين ، وأدت تلك الحادثة إلى مقتل أربعة ، واتهمت ديفيس بالتواطؤ في الفرار الفاشل وهربت واختفت ، ودخلت لائحة الهاربين العشرة المطلوبين في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ، وأصبحت سببًا للمطالبة بحق اليسار الراديكالي ، وبعد حوالي ثمانية أسابيع تم القبض على ديفيس وتم تبرئتها من جميع التهم ، ثم عادت إلى التدريس وكتبت أيضًا عددًا من الكتب .
إلدريدج كليفر :
لقد قضى كلير الكثير من حياته المبكرة في مدارس كاليفورنيا الإصلاحية والسجون ، بتهم تتراوح بين السرقة والماريجوانا إلى الاعتداء والاغتصاب ، وقد اعترف لاحقاً بارتكاب العديد من حالات الاغتصاب ، والتي وصفها بأنها “عمل تمردي” جعله يشعر وكأنه “ينتقم”.
تم سجنه في عام 1958م وخلال هذا الوقت جاء للتعبير عن ندمه على جرائمه ، وقام بتأريخ هذه الهواجس إلى جانب وجهات نظره حول الغربة السوداء في سلسلة من المقالات التي تم نشرها فيما بعد في مذكرات Soul on Ice(1968) ، والتي تضمن العمل المؤثر تحت الشعار الشهير ” أنت إما جزءًا من المشكلة أو جزءًا من الحل” .
وبعد أن تم سجنه عام 1966م ، انضم إلى الفهود السود ليصبح وزيرًا للمعلومات وبدافع من دعمه القوي للتمرد المسلح ، وجه إلى كليفر إدانة من شخصيات عامة مختلفة ، بما في ذلك حاكم ولاية كاليفورنيا رونالد ريجان ، ورد كليفر من خلال وصفه بأنه خنزير ومهرج .
وفي عام 1966م تولى كليفر منصب رئيس الحزب وحصل على حوالي 30 ألف صوت ، لكن في وقت لاحق من ذلك العام هرب من البلاد بعد مواجهة مسلحة ، وتبادل إطلاق النار بين الفهود السود والشرطة ، وظل على اتصال مع الفهود السود ، لكن اندفاعه نحو نهج أكثر تشددًا أدى إلى طرده من المجموعة عام 1971م .
وأثناء زيارته لدول أجنبية مختلفة أصبح كليفر يعتقد أن “النظام السياسي الأمريكي هو الأكثر حرية والأكثر ديمقراطية في العالم” ، وفي عام 1975م عاد إلى الولايات المتحدة كمسيحي ولد من جديد وأصبح فيما بعد جمهوريًا ، وفي عام 1984م أيد إعادة انتخاب الرئيس ريغان .