بوح القصيد

الغزل في الشعر الاندلسي – انستا عربي

ADVERTISEMENT

يعد الشعر من أهم الألوان الأدبية على الإطلاق ، لا سيما لدى العرب ، فقد نال الشعر العربي ، تدوينًا واهتماما كبيرا ، من قبل فئة كبيرة للغاية ، لدى أبناء الأمة العربية كافة ، سواء أكان ذلك الاهتمام ، والشغف ، في العصر الجاهلي ، أو في غيره من عصور النهضة الإسلامية ، والعربية ، وقد كان الشعر قديمًا أهم الوسائل الإعلامية ، التي من خلالها ، يتم تناقل الحكايات ، والأخبار ، وقد تعددت أغراض الشعر العربي ، من مدح ، ورثاء ، وهجاء ، وفخر ، وغزل ، إلى أخر الأغراض ، وفيما يلي نتناول الغزل في الشعر الأندلسي .

الغزل في الشعر الأندلسي ، من أبرز ، وأهم أنواع الغزل ، التي شاعت في ذلك الوقت بالذات ، فقد انتشر حينها بدرجة كبيرة ، فكثيرًا ما كانت موضوعات القصائد الشعرية ، في العصر الجاهلي ، تدور حول وصف المحبوبة ، والتغزل بمفاتنها ، والاشتياق ، والحنين إليها ، كان مثل هذا الغزل ، يتمثل في عدة أبيات من القصائد الشعرية ، إلا أنه في العديد من القصائد ، وجد أن القصيدة بالكامل ، تدور حول الغزل ، لا شيء آخر .

اسباب شيوع الغزل في العصر الاندلسي

شيوع ، وانتشار الغزل في الشعر الأندلسي ، أكثر بكثير من ذي قبل ، كان نتيجة لمجموعة من الأسباب ، التي أدت إلى ذلك ، وتتمثل هذه الأسباب ، فيما يلي :

  • المناظر الطبيعية الخلابة في العصر الأندلسي ، وجمال الطبيعة الساحر ، المتمثل في العديد من المظاهر ، كالهواء العليل ، والخضرة الراقية ، فقد كانت الطبيعة حول الشاعر ، تفيض بالعديد من الهدوء ، والراحة ، والسكينة ، والجمال ، مما ساعدت الشعراء الأندلسيين ، على أن ينعموا بقسط وفير من الرومانسية المتكاملة ، والطبيعة البديعة .
  • تعامل الأندلسيين ، واحتكاكهم مع غيرهم من النصارى ، والإسبانيين ، بالإضافة إلى وجود عدد لا بأس به ، من النساء ، والجواري السبايا ، في بلادهم .
  • كان لاختلافات الثقافات دور مهم في ذلك ، حيث تعددت ثقافات تلك البلاد ، ما بين ثقافة سكان البلاد الأصليين ، وثقافة المسلمين ، وغيرهم من المجتمعات ، والثقافات المتعددة الأخرى ، وهو ما نتج عنه قسطًا وافرًا من الحرية ، وكذلك التحرر من كثير من قيود المجتمع ، الذي كانوا يعيشون بصدده ، وبالأخص ما كان منها يحدد إطار العلاقة بين الرجل والمرأة .

فيما يلي بعض من مقتطفات الغزل في الشعر الأندلسي :

جادك الغيث إذا الغيث همى . . . يا زمان الوصل بالأندلس لم
يكن وصلك إلا حلما في . . . الكرى أو خلسة المختلس إذ
يقود الدهر أشتات المنى . . . تنقل الخطو على ما يرسم
زفرا بين فرادى وثنى مثلما . . . يدعو الوفود الموسم
والحيا قد جلل الروض سنا . . . فثغور الزهر فيه تبسم وروى
النعمان عن ماء السما . . . كيف يروي مالك عن أنسِ فكساه
الحسن ثوبا معلما . . . يزدهي منه بأبهى ملبس

***

يا شقيق الروح من جسدي
أهوى بي منك أم لمم ؟
ضعت بين العذل والعذل وأنا وحدي
على خبل ما أرى قلبي بمحتمل
ما يريد البين من خلدي
وهو لا خصم ولا حكم
أيها الظّبي الذي شردا
تركتني مقلتاك سدى
زعموا أني أراك غدا
وأظن الموت دون غد أين مني اليوم ما زعموا ؟

***

أحين علمت حظك من ودادي . . . ولم تجهل محلك من فؤادي وقادني الهوى                                                      فانقدت طوعا وما مكنت غيرك . . . من قيادي رضيت لي السقام لباس جسم                                                      كحلت الطرف منه بالسهاد أجل عينيك في أسطار كتبي . . . تجد دمعي مزاجا للمداد فديتك !                                  إنني قد ذاب قلبي . . . من الشكوى إلى قلب جماد

***

أنت دائي وفي يديك دوائي . . . يا شفائي من الجوى وبلائي                                                                            إن قلبي يحب من لا أسمي . . . في عناء ، أعظم به من عناء !                                                                        كيف لا ؟ كيف أن ألذ بعيش ؟ . . . مات صبري به ، ومات عزائي ؟                                                                      أيها اللائمون ماذا عليكم ؟         أن تعيشوا ؟ وأن أموت بدائي ؟

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby