إن القرآن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده المؤمنين ، فهو منهج الله في أرضه ، وشريعته المهداة ونبراس حياة المؤمنين ، وسبيلهم للعيش سعداء في الدنيا والجزاء الحسن في جنة الله عز وجل .
ومن رحمة الله تعالى أن خصّ أمة محمد بنبي هو خاتم الأنبياء ، وبرسالة هي أعظم الرسالات السماوية ، لذلك وجب على كل مسلم أن يجعل القرآن الكريم في موضعه الصحيح من الرعاية والاهتمام لنيل رضا الديان لجنة ملئ الأرض والسماء .
إذا نظرنا في آيات القرآن الكريم وسوره وجدناه يعالج كل أمور الحياة ، ويضع حلولا لكل العقبات ، فما من حكم إلا وقد أبانه ، وما من معاملة إلا وقد بينها ، ومن المعجز في القرآن أنه ما ترك شيئا إلا وقد تناوله ، فنجده يربت على يد الحزين ، ويشحذ همة الكسول ، ويدعو للصبر في أغلب المواقف
الأمر الأكثر إعجازا أنه قد اختصت بعض السور فيه بتفريج الهموم وكشف الكروب والحنو على الحزين وصاحب الغم ومن تلك السور سورة الشرح وسورة البقرة وسورة الفاتحة وسورة الإخلاص والفلق والناس ، ولقد دعانا النبي صلَ الله عليه وسلم إلى تعاهد القرآن لما فيه من العلاج لكل المواقف التي يتعرض لها المسلم حين قال صلَ الله عليه وسلم ( عليكم بالقرآن فإنه شفاء النافع ، والدواء المبارك ، وعصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن تبعه ، لا يعوج فيقوم ، ولا يزيغ فيشعب ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق على كثرة الرد . …إلى آخر الحديث ) .
سورة الفاتحة
بها افتتح كتاب الله ، وبها نبدأ كل ركعة في الصلاة ، استخدمها الصحابة في التشافي من الأسقام والرقية ، وجد في قراءتها كل مسلم ضالته ، حتى أنها سميت سورة الكنز ، قال عنها الرسول الكريم صل الله عليه وسلم لسعيد بن المعلي ” لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لأعلمنَّك أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ، قَالَ: نَعَمْ (الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي”
سورة الشرح
هي سورة نزلت بعد سورة الضحى عدد آياتها ثمانية آيات ، نزلت على سيدنا محمد صلَ الله عليه وسلم حين عير الكفار المسلمين بفقرهم وعوزهم ، خاطب الله بها نبيه الحبيب المصطفى صلَ الله عليه وسلم ليطمأنه ويبشره بالفرج له ولكل المسلمين ، واعداً إياه بالخروج من كل ضيق وهم وتذكره بفضل الله عليه ونعمه .
فوائد سورة الشرح
- انشراح صدور المؤمنين عند قراءتها .
- تطمئن المسلمين وتبشرهم بالنصر على أعدائهم ، وتبين لهم أن فرج الله قريب .
- يشعر المؤمن بعد قراءة سورة الشرح بالتحسن والراحة النفسية .
- تجديد طاقة المؤمن ودفعه لمواصلة العبادة .
- تملأ صدر المؤمنين رضا وانشراحاً .
- تطهر نفس المؤمن وتزكيه .
- نيل الأجر والثواب من الله بسبب قراءتها .
- تزيل الهم والغم عن كل أصحاب المنزل .
- تجلب الخير والرزق والسعادة .
- تجعل المؤمن مقبولاً بين الناس .
سورة البقرة
إن سورة البقرة من السور الطوال التي توضح قصص السابقين لأخذ العظة والعبرة ، وكذلك تسلية للنبي صلَ الله عليه وسلم في بعض المواقف ، وقد خصها النبي محمد صلَ الله عليه وسلم بالذكر والحث على تلاوتها ودراستها فقال ( اقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة ) .
فوائد سورة البقرة
- كشف الهموم والكروب عن المكروبين والمهمومين .
- قراءتها بركة في الرزق والصحة والولد .
- تركها حسرة .
- لا يستطيع السحرة الاقتراب من قارئ سورة البقرة لأنها تحمي قارئها من المس والسحر والعين .
- علاج لمن كان به أذى من مس أو عين أو سحر .
سور الاخلاص والفلق والناس
اختتم الله بها قرآنه وتعتبر بمثابة أفضل سور الكتب السماوية .
فضل السور
- تفريج الهموم وكشف الكروب لما فيها من التجاء إلى جناب الله سبحانه وتعالى وهرباً إلى رحمته .
- عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلَ الله عليه وسلم ” ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس” .
- تعظ المرء من شر الشيطان ومن شرور النفس ومن الشرور التي تحدث في الليل أو من السحر أو من عيون الإنس والجان .
