قصص حروب

قصة معركة هاجوفا | قصص

ADVERTISEMENT

معركة هاجوفا أو كرزت هي من أكبر المعارك وأشدها وقعًا في تاريخ حروب أوروبا ، كانت أحداث المعركة تدور بين الدولة العثمانية بقيادة السلطان محمد الثالث وبين ألمانيا بقيادة ماكسيميليان وهو أخ لإمبراطور ألمانيا وقد ساندته بعض الدول الأوروبية .

أسبابها:
دخلت الدولة العثمانية في مرحله شديدة الضعف وذلك أعطى الفرصة للدول الأوروبية للتوسع على حساب أملاك الدولة العثمانية التي أنفق السلاطين العثمانيون كثيرًا من أرواح المسلمين في فتح تلك المناطق وإخضاعها لدولة الإسلام المتمثلة في الدولة العثمانية.

وفي وقت تولي السلطان العثماني محمد الثالث ، خسرت الدولة العثمانية الكثير من المواقع في أوروبا كالقلعة إستركون والتي ذهبت لصالح الألمان ، ونظرًا لهذه الأوضاع واستفحال الجيش الألماني الذي أصبح كثير الخطر على الدولة العثمانية ، قرر السلطان العثماني محمد الثالث الخروج للجهاد حيث كان السلطان محمد الثالث هو أول من خرج من السلاطين للجهاد بعد مرور 30 عام على وفاة أمير المؤمنين سليمان القانوني رحمه الله عليه .

مكان المعركة :
سار الجيش العثماني في اتجاه سهل الصليب والذي يدعى بالهاجوفا ومر بالكثير من المستنقعات والتقى الجيشان في سهول الهاجوفا وبدأت المعركة .

أحداث المعركة :
حدثت المعركة في عام 1596م واستمرت إلى حوالى ثلاثة أيام وبالرغم من أن القوات العثمانية كانت تقدر بحوالي 150 ألف مقاتل إلا أن القوات الأوروبية فاقتها بكثير وبدأت القوات العثمانية بالتقهقر ، ويقال أن القوات الأوروبية توغلت حتى كادت تصل إلى السلطان ، انتصر الجيش الأوروبي في بداية هجومه على الجيش العثماني وسقط 1100 جندي عثماني ودمر 42 مدفعًا .

معركه هاجوفا الكبرى :
بدأت معركة هاجوفا الكبرى بعد المعركة الأولى بأربعة أيام ويصفها المؤرخ يلماز أوزتونا ، ويقول أنها بدأت بهجوم الألمان واختراقهم للمراكز العثمانية في العمق ووصلوا بالقرب من مخيم السلطان .

ترجل السلطان محمد الثالت عن حصانه ودخل خيمته ووضع بردة الرسول عليه الصلاة والسلام على كتفيه ومسك بيده رمح الرسول وأخذ يدعو الله حتى دخل عليه الوزير الأعظم إبراهيم باشا وأخبر السلطان بضرورة الانسحاب .

استمع السلطان إلى حديثه وأمتطى جواده وقرر أن يعلن الانسحاب ولكن في هذه اللحظة دخل عليه مُربيه وشيخه خوجة سعد الدين وأمسك بلجام حصان السلطان وقال له : إن الجيش الذي لا يرى السلطان يتشتت ، وإن الحرب مستمرة وليس هناك هزيمة ، وإن روح الرسول تنظر إليهم  .

دبت هذه الكلمات الحماسة بداخل السلطان وخالف رأي الجميع وخرج به خوجه سعد الدين أمام الجنود وهو يقوده وقاد السلطان المعركة وبتقدمه مُعلمه ممسكًا له بلجام الحصان وبالفعل لم تتمالك القوات العثمانية أن تشاهد السلطان بينهم وقاتلوا قتالًا أدهش صفوف الأعداء الذين تقهقروا وبدؤوا بالتراجع .

نتائج المعركة :
تشتت صفوف الأعداء وقتل منهم 70 ألف حتى أن الجثث تكدست فوق بعضها البعض وأغتنم 100 مدفع ، وفر جنود الجيش النمساوي التراسلفاني وقد تعقبهم الجيش العثماني وأسرو البقية كما خسر الجيش العثماني آلاف قليلة من الشهداء .

عمت الفرحة في صفوف الجيش العثماني ووُزعت الحلوى بطرقات إسطنبول حتى أنهم أرسلوا لشراء ثلاث سفن محمله بالسكر من مصر .

لم يستغل العثمانيون هذا الانتصار في توسيع فتوحاتهم في أوروبا ولكن النصر قد أعاد للدولة العثمانية هيبتها ، ويعد انتصار العثمانيين في معركة هاجوفا هو أكبر انتصار على دول أوروبا حيث وصف البعض هذه المعركة بأنها الليلة التي بكت فيها أوروبا من شدة وقع الهزيمة بهم وأيقن الأوروبيون أنهم لن يستطيعوا القضاء على الدولة العثمانية وذلك في ظل العقيدة الإيمانية التى يستحضروها في كل معاركهم .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby