قصص حروب

قصة معركة نوارين البحرية | قصص

ADVERTISEMENT

معركة نوارين البحرية أو معركة نافارين تعد واحدة من أضخم المعارك التي قادتها الدول الأوروبية الثلاث روسيا وانجلترا وفرنسا ضد الدولة العثمانية ، لتقليم أظافر الرجل القوي محمد علي باشا بعد أن نجح في القضاء على الثورة في الحجاز ومن بعدها ثورة اليونان .

وحتى يتم منح اليونان حكمًا ذاتيًا مع تبعيته للدولة العثمانية ، ولكن مع تحطم الأسطول العثماني تمامًا تغيرت الخطة ، وتم المطالبة باستقلال اليونان كليًا ، وتدور أحداث تلك المعركة في العهد العثماني ، حينما اندلعت الثورة اليونانية رفضًا للحكم العثماني .

فكلف السلطان محمود الثاني والي مصر محمد علي باشا بالقضاء على الثورة المتأججة باليونان ، ووعده أن تكون اليونان تابعة له نظيرًا لذلك ، فعلى الفور قام محمد علي بتكليف ابنه الكبير إبراهيم باشا ، بالتوجه إلى اليونان بأسطول كبير للقضاء على الثورة الموجودة بها .

وفي عام 1239 هجرية نجح إبراهيم باشا في القضاء على الثورة اليونانية ، الأمر الذي أجج الغضب الروسي حيث كانت روسيا ترى في الثورة اليونانية فرصة لإضعاف الدولة العثمانية ، وتعزم على قتال القوات التابعة للحكم العثماني باليونان ، واتفقت فعليًا مع انجلترا وفرنسا على قتالهم .

لأنهم كان يخشون من الزحف العثماني الذي وصل لحدود فينا ، بالإضافة لانتشار الإسلام في منطقة القوقاز وهذا هو السبب غير المعلن ، أما عن السبب الظاهري فقد اتخذوا من اتفاقية لندن 6 يونيو 1827م ذريعة للتدخل ، لأن بموجب تلك الاتفاقية كانت القوات المتحالفة ، هي الضامنة للحكم الذاتي لليونانيين مع التبعية للدولة العثمانية .

ولكن رفض إبراهيم باشا تنفيذها خاصة بعد قدرته على إخماد الثورة اليونانية ، فاستعدت لذلك الأساطيل وعدت القوات المتحالفة جيشها وعتادها ، حيث كان من المقرر إرسال أسطول بحري تابع للقوات المتحالفة بقيادة ادوارد كدرنكتون ، لإجبار إبراهيم باشا علي إخلاء بيلوبينير في الحال .

وبالفعل أرسلت القوات المتحالفة لإبراهيم باشا ، تعرض عليه شروط الإخلاء ولكن إبراهيم باشا رفض تلك الشروط ، وعزم على إتمام ما جاء من أجله  وأخبرهم أنه لا يتلقى الأوامر ، إلا من أبيه الوالي أو الباب العالي في اسطنبول ، وفي 20 أكتوبر1827م استغلت القوات المتحالفة الرياح الغربية الجنوبية ، ودخلت ميناء نوارين معززة بـ 11 سفينة بريطانية و 8 سفن روسية و 7 سفن فرنسية و1270 مدفع .

أما القوات العثمانية المصرية فكانت مكونة من 82 سفينة و2438 مدفع ناري و 16 ألف جندي ، واستطاعت السفن المتحالفة دخول الخليج  ومحاصرته بالكامل هو والقوات التركية المصرية القابعة فيه ، وبعدها أرسلت قوات التحالف زورقًا ، ليعرض على إبراهيم باشا الاستسلام وإخلاء الخليج ، وصاحب ذلك إطلاق المدفعية رمية بيضاء ، ظنها الأسطول العثماني المصري بمثابة إشارة الاستعداد بدء للقتال .

فاندلعت المعركة  ودارت بشراسة كبيرة بين القوتين ، حيث أطلقت القوات العثمانية أول مدفعية لها على السفينة البريطانية ، فقتلت الملازم فيتزورى وهو أول ضحية وقعت في تلك المعركة ، وبالطبع قامت القوات المتحالفة بالرد حتى تم تدمير أسطول إبراهيم باشا كليًا ، وتمكنوا من السيطرة على اليونان تمامًا حتى أنهم فصلوها عن الدولة العثمانية .

كما تحطم الأسطول العثماني الموجود باليونان ، بالإضافة إلى تحطم الأسطول المصري الذي كانت مهمته إخماد الثورة في الأراضي اليونانية بقيادة إبراهيم باشا ، وتبعهما الأسطول الجزائري الذي توجه لمساندة الأسطول العثماني والمصري ضد تحالف القوات البحرية البريطانية والفرنسية والروسية .

فدخل في معركة بحرية شرسة تركزت فيها كل الهجمات عليه ، مما دمره تماماً وسهل لفرنسا بعد ذلك بسنوات الاستيلاء على الجزائر ، وبهذا أصبحت معركة نوارين هي القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث كلف إعادة تجهيز الأسطول العثماني الدولة أعباءً مالية كبيرة أثرت عليه بشكل كبير.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby