قصة صورة | قصص

رجل قبيح من الوقاحة قول ذلك ، ولكن من المؤكد أن بسبب قبحه أضحى شاعرا ، أبلغني هذا الشاعر بما يلي : إنني أكره الصور ، ونادرًا ما أفكر في التقاط صورة لي ، والمرة الوحيدة التي التقطت لي صورة فيها كانت منذ حوالي أربع أو خمس سنوات ، مع فتاة بمناسبة خطوبتنا .

نبذة عن المؤلف:
الروائي ياسوناري كاواباتا ، ولد كاواباتا في أوساكا – اليابان في 14 يونيو عام 1899م ، بداية كتاباته أثناء دراسته الجامعية في جامعة طوكيو الإمبراطورية ، حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968م ، ومن أشهر مؤلفاته : بلد الثلج ، طيور الكركي الألف ، توفي كواباتا في 16 ابريل عام 1972م .

وكانت أسيرة لدي ، ولست أثق بأن مثل هذه المرأة ستظهر مجددا في حياتي ، والآن غدت هاتيك الصور ذكراي الجميلة ! .. على أي حال أرادت إحدى المجلات في العام الماضي ، نشر صورة لي ، فقطعت صورتي من صورة التقطت لي مع خطيبتي وأختها ، وبعثت بها إلى المجلة .

الصورة :
ومؤخرا ، أقبل محرر في صحيفة ، طالبا لي صورة ، فكرت في الأمر للحظة ، ثم في نهاية المطاف ، قطعت صورة تضمني مع خطيبتي ، وقدمتها للمحرر ، وطلبت منه أن يحرص على إعادتها ، ولكنني لا أحسب أنني سأستردها مرة أخرى ، طيب ، لا أهمية لذلك … أقول لا أهمية لذلك ، وعلى الرغم من ذلك ، فقد انزعجت عندما تطلعت إلى نصف الصورة ، الذي تركت فيه خطيبتي وحدها ، أتراها هي الفتاة نفسها؟ دعني أحدثك عنها .

الفتاة في الصورة :
كانت الفتاة الموجودة في الصورة جميلة ، وجذابة كانت في ذلك الوقت ، في السابعة عشرة من عمرها وعاشقة ، ولكنني عندما تطلعت إلى الصورة ، الموجودة في يدي ، صورة الفتاة المبعدة عني أدركت كم هي فتاة كئيبة ، وكانت هذه هي الصورة ، حتى ذلك الوقت ، أجمل صورة رأيتها ، ولكنني في لحظة استيقظت من حلم طويل ، فقد تداعى كنزي الغالي ، وهكذا ..

خفض الشاعر صوته على نحو أكبر ، ثم قال : لو أنها رأت صورتي ، في الصحيفة فمن المؤكد أنها ستعتقد ذلك بدورها ، وستحزن لأنها أحبت رجلا مثلي ، حتى ولو للحظة !

حديث النفس :
هذه هي القصة ، ولكنني أتساءل : ترى لو قدر للصحيفة ، أن تنشر صورتينا معًا ، على نحو ما التقطت ،أتراها ستهرع عائدة إليّ محدثة نفسها ، عن أي رجل رائع كنت ؟!