قصص عالمية

قصة معجزة | قصص

ADVERTISEMENT

لقد برع كتاب العصر الحديث بأمريكا اللاتينية إلى تقديم كل ما هو جديد ومتطور في أدب القصة القصيرة ، وقد نالت القصص الحديثة شهرة واسعة وذلك لتمكن الكتاب من سرد الأحداث بشكل مشوق .

الكاتب :
استطاع الكاتب خوسيه فيرناندو José Fernando Orpí Galí من تقديم صورة جديدة ومعبرة من خلال كتابته للقصة القصيرة ، وخاصةً قصته “معجزة” والتي حازت على الجائزة الأولى خلال عام 2017م.

خوسيه فيرناندو هو كاتب من سانتياغو في كوبا ، تمكن من نسج أحداث قصته بصورة تجمع بين الماضي والحاضر ، واعتمد في تطور أحداثه على ما كان يشعر به في الماضي وما يكنه الوقت الحاضر .

أحداث القصة :
بعد العديد من السنوات وأمام الجموع التي شكلت زملائه في البحث وعلى المسرح حيث سيتم تكريمه ؛ عاد ليرى تلك العيون مرةً أخرى ، وأثناء الحرارة التي تحملها نسمات الصباح قامت فراشة عسلية اللون بالضرب بجناحيها ؛ كتلك العيون التي كانت تصاحب ماوريسيو بابليانو .

كانت تلك العيون حاضرة والتي أعادته إلى الطبيعة ؛ حيث ذلك المكان الذي كان يتقصى نظراتها فيه ، ازدرد ريقه حيث أراد ألا يبدو على مظهره الارتباك أمام الجموع الحاضرة ، ثم قام بوضع يديه داخل جيب البذلة التي يرتديها .

تحدث قائلًا : يا دكتور ؛ هل تعتقد أنني يمكن أن أرى وجهها مرةً أخرى في يوم من الأيام ؟ ، كانت تُدعى أمارنتا ؛ إنها المريضة التي لم يستطيع أن ينساها مُطلقًا ، حيث أن جلدها كانت تفوح منه رائحة الريحان التي جعلته مرتبكًا ؛ وذلك لأن هذه الرائحة قد أحيت ذكرى جدته لأمه .

لقد رآها ذات يوم ممطر حيث كانت ذاهبة من أجل الحصول على استشارة ، وكانت هناك فتاتان نحيلتان تراقباها وكأنهما صور مقطعة من ألبوم قديم ، لقد ارتجف جسده قليلًا حينما وصل إلى مسامعه أن هناك مَن ينادي على اسمه ليصعد إلى المنصة .

لقد تقدمّ بمنتصف المنصة كي يتسلم شهادة الدبلوم التي حصل عليها ويأخذ باقة من الزهور ، فاحت رائحة الريحان في أنفه في تلك اللحظة من جديد ، كانت واحدة من هذه الزهور تحتوي على وريقات ذات لون عسلي تشبه جناحي الفراشة ، كما كانت تبرز ما تبقى من الكبرياء .

وهناك ظهرت أمارنتا والتي تمثلت في صورة حديقة ريفية لبلد بعيد ، عيون في السماء وعيون في الضوء ؛ وكأنه يتحدث : دائمًا تطوق نفسي إلى تذكرها يا دكتور ، وجاءته الإجابة : سيادتك قديس ، لقد قامت تلك الفتاة التي كانت تحمل ميدالية دائما في صدرها بإعادته ليرى نفس الوجه المألوف والذي كان يبدو ضبابيًا أثناء سقوط الأمطار وبنفس السمات التي كانت تبدو عليها أنها غير سعيدة .

حينها شعر وكأن هناك عضة تقتحم جلده ، لم يعد قادر على الحراك ، وشعر بأن كل قواه قد خارت وكأنه محبوس داخل دوامة في النهر ، كانت هناك نحلة تحوم ببريقها داخل الزهور التي يوجد بداخلها الشوك .

لقد تذكر في ذلك الوقت تلك الدروس التي كان يحصل عليها في فترة المراهقة ، والتي يبدو تاريخها وكأنه قرص العسل الحامض والحلو ، هنا تحدث من جديد : دكتور ؛ هل أستطيع أن أساعدك في شئ ؟ ، حينها سمعت ذلك الصوت بوضوح ودقة ، لذلك سرت بجسدها قشعريرة غريبة .

حينما التف برأسه كان الوقت قد أصبح متأخرًا ، لقد فُقدت أمارنتا بين ذلك الضجيج المليء بالأشخاص ، وكانت تحمل زهرة باللون العسلي في شعرها الأبيض .

القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : Milagro

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby