قصص اجتماعية

قصة معبرة عن التفريق بين الأبناء في المعاملة

ADVERTISEMENT

أمر الله
تعالى الأبناء ببر والديهم ، ولأنه تعالى يأمر بالعدل والإحسان فقد أمر سبحانه
وتعالى الآباء أيضًا أن يعدلوا بين أبنائهم حتى في القبلة على رأس الطفل ، وقد حدد
الله تعالى في كتابه العزيز طريقة تقسيم المواريث بعد الموت ، لذلك لا يجب على الآباء
أن يهبوا أموالهم خلال حياتهم لأحد أبنائهم دون الآخرين ، وهذه القصة عن قيام أحد الآباء
بتمييز ابنه الصبي على بناته تحمل بداخلها عبرة وعظة كبيرة .

تحكي
القصة عن رجل ميسور الحال كان له خمسة من الأبناء ، أربعة فتيات وصبي واحد، فكان
هذا الأب يميز في معالة الصبي منذ صغره وكان يبدي الحب والعطف تجاهه أكثر من
البنات ويلبي له كل رغباته ، حتى كبر الأبناء وتزوجت البنات وقرر الرجل أن يزوج
ابنه في سن مبكر .

وبعد أن ماتت
زوجة الرجل وسوس له الشطان بأنه بعد أن يموت فإن جزء من أمواله سوف يذهب إلى أزواج
بناته وهم أغراب عنه وأن ولده أولى بأمواله ، فقرر أن يكتب كل ما يملك لابنه وألا
يترك أي قرش من ثروته لأيًا من بناته ويكفي إنفاقه عليهن حتى تزوجن .

بعد أن
نقل الرجل كل أمواله باسم ابنه الوحيد والذي كان يعيش معه في نفس المنزل ، لاحظ أن
معاملة ابنه وزوجته له قد تغيرت ، وكان كلما طلب من زوجة ابنه طلب كانت تشعر
بالضيق منه وترد عليه بغلظة ، وعندما اشتكى الرجل لابنه عنفه بقسوة وأخبره أنه إذا
استمر في أفعاله فإن زوجته قد تغضب وتترك له المنزل وأنه لن يسمح له بعمل ذلك .

وفي أحد
الأيام ذهب الرجل إلى أحد المحلات التي كانت ملكه في السابق لكنه أعطاه لابنه ،
وطلب من العامل بعض من أموال المحل ، لكن العامل أخبر الابن بذلك فحضر الابن بسرعة
وعنف أبيه بشدة أمام العمال ، فلما حاول الأب أن يرد على ابنه رفع يده وضرب والده
.

شعر لأب
بالحسرة لأنه ميز ابنه على باقي إخوته ، وكان كل أهل القرية قد علموا بما حدث للأب
، ووصلت الأخبار إلى أحد أزواج بناته الذي كان يعيش في قرية مجاورة ، وعلى الفور
ذهبت الابنة ومعها زوجها إلى منزل أبيها وطلبت منه أن يذهب ليعيش معها في منزلها ،
وقد فرح الابن وزوجته كثيرًا لأنه سوف يرتاح من رعاية والده العجوز بالرغم من أنه
كان المفضل لديه طوال حياته .

عاش الأب
في منزل ابنته ولاقى معاملة كريمة من زوج ابنته وقد لبوا له كل احتياجاته دون ضجر
أو غضب ، ولكنه كان يشعر بالخجل في نفسه ، فقد منح كل الأموال التي جمعها طوال
حياته لابنه العاق ، بينما لن يبقى أي شيء لبناته ليروه بعد فاته ، ومع ذلك فإن
ابنته وزوجها أكرماه بينما طرده ابنه .

ومع مرور
الوقت قام الابن بخسارة معظم المال الذي تركه والده وضاق به الحال وبدأت زوجته
تشعر بالضجر منه ، كما أن ابنه الصغير علم بما فعله بجده من أهل القرية فغضب من
والديه وغادر المنزل ، شعر الابن أن الدنيا قد ضاقت أمامه وأيقن أنه قد لاقى عقابه
بسبب ما فعله بوالده .

على الفور قرر أن يذهب
لمنزل أخته ليطب العفو من والده ، فوجد ابنه هناك يجلس مع جده ، اعتذر الرجل من
والده وطلب منه أن يعود معه إلى منزله ، فأخبره الأب أنه قد سامحه لكنه سوف يظل
عند ابنته ، ومع الوقت بدأ الابن يعمل من جديد حتى استعاد الأموال التي تركها له
أبيه ، وقرر أن يعيدها لوالده حتى يتم تقسيمها بينه وبين أخواته بالعدل بعد وفاة
والده .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby