قصص منوعة

قصة عباس بن فرناس والطيران

ADVERTISEMENT

نبذة عن عباس بن فرناس

الاسم كاملاً هو أبو القاسم عباس بن فرناس بن فرداس التاكرني، وولد في عام 810م، وهو كان مخترع وفيلسوف وشاعر أندلسي له أصول بربرية أو أمازيجي وكان من قرطبة، وهو من موالي بني أمية، وسكن في برابر تاكرنا، عاش عباس بن فرناس خلال عصر الخليفة الأموي الحكم بن هشام وعبد الرحمن الناصر لدين الله ومحمد بن عبد الرحمن الأوسط في القرن التاسع للميلاد، كان ابن فرناس مهتماً بعلم الرياضيات والكيمياء والفيزياء وايضاً الفلك، وهو معروف تاريخياً بسبب محاولاوته للطيران كما يعتبره العرب أنه هو أول طيار في كل التاريخ، كان محب ومتألق في الشعر ويعرف جيداً في الفلك، وبسبب خلفيته العلمية الاصيلة قد دخل إلى مجلس عبد الرحمن الناصر لدين الله الذي اشتهر بلقب بالثاني، وكذلك ظل في التواجد في مجلس من خلفه في الحكم محمد بن عبد الرحمن الأوسط بسبب أن كان له الكثير من الاختراعات.

الخلفية العلمية لابن فرناس

كان عباس بن فرناس دارساً لكل من الطب والصيدلة وإستفادة منهما جداً من خلال قراءة كل ما يخص خصائص الأمراض وما هي أعراضها وكيفية تشخيصها، وقد أعطى أهتماماً لمعرفة سبل الوقاية من الأمراض، كما تمكن بن فرناس من معرفة بعض العلاجات من خلال الأحجار والأعشاب والنباتات، فكان دائم السؤال لكل من المتطببين والصيادلة ويناقشهم حتى يتوصل لما يريد من معلومات، حتى تمكن من هذه الصنعة المفيدة التي تحفظ الجسم وتقيه من الأمراض والآفات والأعراض المرضية، وفيما بعد أصبح ابن فرناس هو طبيب بني أمية في الأندلس حتى كان يعالج الموك في قصورهم، كما كان ضمن أمهر الأطباء وذاعت شهرته وحكمته وأسلوبه الشيق عند وصفه الإرشادات الطبية بالاخص للوقاية من الأمراض وكان مشرفاً على طعام الأسر الحاكمة للتأكد من سلامة الطعام من أي أمراض فلا يحتاج من يتناوله إلى المداواة إلا للضرورة، ولو حدث أي عدوى يستطيع وصف أفضل العلاجات.

ولم يعترف ابن فرناس بالكثير من نظريات الطبية التي كتبت من قبله بل كان يقوم بنفسه بعمل التجارب للتأكد من صحة كل نظرية درسها أو عرفها من غيره حتى يصل بها إلى مستوى الحقيقة العلمية أو يرفضها تماماً، وقد رفض القبول والقناعة بأي ظواهر مبسطة المقدور فيها النظر والبحث فيها بسهولة، فقد كان ابن فرناس يسبح في تحقيق ما علم وكان ينفذ كل النظريات العلمية بشكل منهجي وعلمي في كل العلوم وأبرزها الطب والصيدلة وبالاخص دراسة الأعشاب.

عرف بن فرناس بصناعة الآلات الهندسية كالمنقالة وهي آلة لحساب الزمن، ويوجد نموذج في المسجد الكبير بمدينة طنجه، كما عرف بصناعة الآلات العلمية الدقيقة، كما قام بإختراع آلة نفذها بنفسه لأول مرة مثل الإسطرلاب حتى يرصد الشمس والقمر والنجوم والكواكب والمجرات ومداراتها ويعرف حركاتها وما هي مطالعها ومنازلها ويعوض في علم الفلك ويعرف كل خباياه.

وقد قال المؤرخون عن أن بن فرناس أنه أول من استنتج في الأندلس كيفية تصنيع الزجاج من خلال الحجارة والرمل فتوسعت صناعة الزجاج لما رأها الناس وأضحت مواد تصنيعه في متناول يد الغني أو الفقير، وقد عانى ابن فرناس الكثير حتى يستطيع تسهيل العلم على عامة الناس وأول من جنى هذه الاستفادة من تجارب ابن فرناس هم أهل الأندلس ويرجع الفضل في ذلك إلى اهتمامه المفرط بصناعة الكيمياء.

قصة عباس بن فرناس مع الطيران

يعتبر بن فرناس أول البشر وأول من فكر أن يخترق الغلاف الجوي حتى أنه يعد أول من فكر في أمر الطيران، كما يعتبره المنصفون هو رائد الفضاء الأول والمخترع الأول للطيران، قال الزركلي قد كتب أحمد تيمور باشا  عن ابن فرناس في بحثاً قال فيه: لا يقلل من اختراع ابن فرناس للطيران وجود أي تقصير في تنفيذه على المدى البعيد فذلك طبيعي في بداية كل مشروع أو إختراع، وقد قام بن فرناس بتجارب عدة، وبحث فيها عن ماهية وزن الأجسام ومدى مقاومتها مع الهواء، وما هو تأثير ضغط الهواء عليها إذا ما قد طارت داخل الفضاء، وكان يساعده في كل هذا خلفيتة العلمية القوية التي أكتسبها على مر السنين من علوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فمن خلالهم تعرف على خواص الأجسام، وتجمع لديه من المعلومات ما شجعه على أن يجرب عملية الطيران الحقيقية بنفسه، فقام بكساء نفسه بالريش الذي جلبه من سرقي الحرير أو شقق الحرير الأبيض وقد أختاره بسبب متانته وقوته، وهو يتماشى مع ثقل الجسم، وأعد لنفسه جناحين من الحرير أيضاً حتى يحملا الجسم متى قام بتحركهما في الفضاء، وبعد أن أعد نفسه بكل ما يحتاج إليه هذا العمل المغامر وقد تأكد من أن بإمكانة إذا ما حرك هذين الجناحين فإنهما سيحملانه ليطير في الجو، كما تطير الطيور ويصبح من السهل عليه التحرك بهما أينما شاء.

بعد أن أعد تجهيز كل شيء، قام بإصدار إعلان قاله على الملأ أنه يرغب أن يطير في الفضاء، وأن رحلة طيرانه ستكون بدايةً من الرصافة في ظاهر مدينة قرطبة، فقام الناس بالتجمع هناك حتى يشاهدوا هذا العمل الفريد من نوعه ورؤية طيران شخص آدمي الذي سيحلق في سماء قرطبة، وصعد ابن فرناس ومعه آلته الحريرية على مرتفع وقام بتحريك جناحيه ومن ثم قفز في الجو، وطار في الجو لمسافة بعيدة عن المحل الذي بدء منه والناس كانوا ينظرون إليه بذهول وإعجاب وعندما قرر الهبوط إلى الأرض أصيب في ظهره، فقد أغفل أن الطير حينما يهبط  يكون من خلال الارتكاز على زمكه (زيله)، ولم يكن يعلم موقع الزمكة في الجسم البشري أثناء هبوطه إلى الأرض، فأصيب في ظهره بشكل قوي نتيجة للهبوط الخاطىء.

وفاة عباس بن فرناس

وقد وافت المنية عباس بن فرناس في سنة 887 ميلاديا أو 274 هجريا وكانت وفاته في مدينة قرطبة، وكانت الوفاة في خلال حكم الخليفة محمد بن عبد الرحمن، ويقال في بعض الروايات إنه قد توفى خلال محاولته الطيران لكن قالم الكتير بالتشكيك في هذه الرواية وأوضحوا إنه توفى بميتة طبيعية وعادية.

وقد أنتشر أيضًا في تلك الفترة، إن هناك شخص آخر كا يعيش في عهد عباس ابن فرناس كان يدعى “الجوهري”، وهو توفى داخل مدينة نيسابور سنة 1003 بعدما حاول الطيران بجناحين مصنوعان من الخشب، وبهما حبل وصعد أمام جمع من سكان قريته وحاول الطيران، وقد حقق نجاحاً في البداية لكن سرعان ما سقط بعد ذلك لأنه أصيب بالتعاب ثم توفى.

وفي فترة زمنية ما، قد إتهم العالم عباس بن فرناس بالكفر والزندقة، وقد أصدر حكم ضده داخل المسجد الجامع بالأندلس وقد قرر بأن يخضع لمحاكمة عامة، وكان هذا الإتهام نتيجة لإختراعاته المتنوعة والغريبة في ذلك الوقت، وكانت هذه الاختراعات تفوق كل عقول عصره وزمنه بمراحل، ولكن حصل فيما بعد بن فرناس على براءة من كل هذه الاتهامات التي وجهت إليه ثم توفي في عام 872م داخل مدينة قرطبة بالأندلس.

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby