قصص حروب

قصة شريط الأشباح رقم 10

ADVERTISEMENT

برز مصطلح الحرب النفسية في الحروب للعيان عام 1920م  ، من خلال ما كتبه المحلل العسكري فوللر وهو بريطاني الجنسية ، بينما لم يستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية سوى بحلول عام 1940م ، والمقصود به هو كيفية إضعاف الروح المعنوية والتأثير على النفسية ، لجنود العدو من أجل تسهيل اقتناصه وهزيمته .

ولعل ما فعلته الولايات المتحدة إبان الحرب الفيتنامية ، هو أشد أنواع الحروب النفسية التي شهدتها ، الحروب على مدار التاريخ ، على الرغم أنها لم تكن المرة الأولى للولايات المتحدة أن تفعل فيها هذا الأمر .

ولتقريب ما حدث ، يمكنك تخيل نفسك أحد جنود فيتنام الملقبين بفييت كونج ، وأثناء جلوسك خلال فترة الحرب ، تبدأ بسماع أصوات بعض زملائك ، يبكون ويصرخون من شدة التعذيب والأم ، وتسمع أصوات من صعدت أرواحهم للسماء ينتحبون ، لأنهم لم يدفنوا فكيف ستكون ردة فعلك ؟

بدأت تلك الحيلة بالحرب النفسية ، عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية إبان فترة الحرب العالمية الثانية ، أن تخدع الألمان من خلال خطة تسجيلات جيش الشبح ، وبالفعل انطلت تلك الحيلة على الألمان ، ودفعوا بالمزيد من الدبابات الشيرمان تجاه العدو .

وحتى يومنا هذا يؤمن الكثير من الناس ، بفكرة الأشباح والنشاطات الخارقة ، ويسعون لمعرفة المزيد بشأنها عن طريق ، كافة الوسائل سواء أكانت كتبًا أم وسائل إعلام ، أم أفلام تروي قصص المنازل والأماكن المسكونة بهم .

ولعل هذا هو ما أوحى للولايات المتحدة بتلك الفكرة ، وهذا هو السبب أيضًا في نجاحها عقب التنفيذ ، حيث انطلت الخدعة على هتلر ، باستخدام الدبابات المجسمة ، والمخيمات الوهمية بالإضافة إلى التسجيلات الوهمية لأصوات المشاة ، ووحدات المدرعات والشاحنات وغيرهم ، وجدير بالذكر أن العديد من الفنانين الذين شاركوا في تلك الخدع خلال فترة الحرب ، قد نجحوا فيما بعد في مجالات الأزياء والتمثيل .

هذا الأسلوب الذي أصبح فيما بعد ، أحد أشهر الأساليب إبداعًا في خفض الروح المعنوية للخصوم ، وتم تسميتها بعملية الروح المتجولة ، للجيش الأمريكي وبمساعدة من القوات البحرية الأمريكية ، حيث تم بث أصوات مرعبة ، عرفت فيما بعد باسم شريط الأشباح رقم 10 .

وإبان الحرب الفيتنامية كان الأمر قد صار أكثر مرونة ، فتوسعت الحيل الأمريكية وقامت بنشر شائعات بشأن مهاجمة النمور ، لقوات الجيش الفيتنامي بالشمال وقوات الفييت كونج ، وبدؤوا بإرسال أشرطة لأصوات مهاجمة نمور لبشر وأضيفت إليها بعض الصرخات ، ويزعم البعض بأنه على إثر ما حدث قام مائة وخمسون جنديًا ، فيتناميا بالفرار من الجبل الذي ، تم بث تلك الأصوات به  .

كذلك استفادت الاستخبارات الأمريكية ، من المعتقدات البوذية القديمة في حربها ضد قوات الفييت كونج ، حيث يعتقدون أن أرواح الموتى غير المدفونة بتكريم ، تظل هائمة ومحكوم عليها بالسير فوق الأرض ، في جحيمهم الشخصي ولابد من إيجاد أجسادهم ودفنها بطريقة لائقة .

وبالتالي لم يكن أمام الجيش الأمريكي في الحرب النفسية ، مع جنود فيتنام سوى أن يتلاعبوا بمشاعرهم ، مستغلين تلك المعتقدات ، وبث أصوات زملائهم ممن قتلوا أو فقدوا أثناء المعارك .

وبمساعدة بعض الفيتناميين من الجنوب ، قامت القوات الأمريكية ببث الرشيط رقم 10 ، بأصوات بعض الجنود الفيتناميين ، ليدعي الميت أنه قد عاد إلى أصدقائه ، ولابد أن يدفنوه قبل فوات الأوان ، وتم بث تلك الأشرطة عن طريق الطائرات الهليوكوبتر لتعزيز الأصوات ، وجعلها تبدو قادمة من جميع أنحاء الغابة حولهم ، ولكن بعض الجنود قد أدركوا الأمر ، فقاموا بإطلاق النيران صوب طائرات الهليوكوبتر ، وأسقطوا عددًا كبيرًا منها .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby