قصص اجتماعية

قصة النقطة السوداء | قصص

ADVERTISEMENT

الحياة كلمة تحمل في طياتها ألاف المعاني ، يعيشها المرء في فرح أو حزن وقد لا يفهم معناها أو لما عاشها على تلك الصورة ، لما كانت أيامه وسنواته كلها عناء لما لم يفرح مثل بعض البشر  ، لم لا يرى سوى الجانب المظلم منها ؟

كلها تساؤلات كان يمكن الإجابة عليها بجملة واحدة ، كلٌ يرى الدنيا بعينه فمن ركز على محاسنها رآها جميلة كفتاة أبهى من القمر ، ومن ركز على مساوئها ونواقصها رآها مريرة كعلقم سكب على اللسان فمرر طعمه .

في إحدى المدارس الموجودة بمنطقة الخليج دخل المعلم الصف وأعلن عن اختبار مفاجئ قرر عمله لهم ، فحدث نوع من الهرج والمرج في الصف حيث أن الطلاب لم يكونوا على استعداد للإجابة في مثل هذا الاختبار المفاجئ .

ولكن المعلم لم يلتفت لهمهمات الطلاب وقام بتوزيع الأوراق على جميع الطلاب ، حتى أنتهى تمامًا من كل الأوراق التي معه وبعدها طالبهم بالبدء في الإجابة قبل انتهاء الصف ، ولكن كانت أمارات التعجب والدهشة ترتسم على وجوه الطلاب ، فقد كانت ورقة الاختبار فارغة لا يوجد بها أسئلة ، كل ما كان هنالك هو نقطة سوداء في منتصف الورقة ، فتطوع أحد الطلاب وسأل المعلم عن هذا الاختبار الغامض وكيف يحلونه ؟

فقال لهم المعلم : صفوا ما ترونه أمامكم في ورقة الاختبار وعبروا عنه بأسلوبكم ، كان الطلاب لا يزالون مرتبكين بعض الشيء ولكنهم بدؤوا الاختبار وحاول وصف ما يرونه في تلك الورقة .

وقبل انتهاء الصف جمع المعلم كل أوراق الإجابة من تلاميذه الجالسين وبدأ يقرأها واحدة تلو الأخرى ، وكانت كلها تدور حول وصف النقطة السوداء وموقعها من الورقة وعلام يدل وجودها .

بعد أن أنهى المعلم قراءة كل الإجابات طبق الورق ونحاه جانبًا ثم قال لطلابه : لن أعطيكم درجة على هذا الاختبار فرجاءً لا تقلقوا ، هنا تنفس الطلاب الصعداء وهدؤوا قليلًا فبدأ المعلم بشرح السبب من عقد الاختبار حيث قال لهم : لقد أردت منكم أن تفكروا قليلًا في شيء ما .

حينما أعطيتكم تلك الورقة ركز الجميع على النقطة السوداء ولم يكتب أي منكم الصفحة البيضاء ، رغم أن اللون الأبيض خو الذي يشغل الحيز الأكبر من تلك الورقة ، ورغم ذلك لم ترونه تمامًا كما يحدث في حياتنا التي نعيشها الآن .

فالورقة البيضاء هي نفسها الحياة التي خلقنا الله فيها ، وأنعم علينا بكثير من نعمه فركزنا في مشاكلها وتناسينا نعمها ، إنها تلك الهبة التي خلقها الله لنا بما فيها من وسائل الراحة والاهتمام والحب والرعاية ، بما فيها من الأفراح والسعادة وبما فيها من الوظيفة التي تدر علينا الدخل ، والأهل والأصدقاء الذين يعينوننا على المضي قدمًا فيها .

كل هذه النعم نمتلكها في تلك الحياة وعلى الرغم من ذلك لا نراها كأنها سراب أو شيء غير محسوس ، ونقف فقط أمام المشاكل التي تواجهنا كنقص المال أو الأزمات الصحية أو حتى مشاكل العلاقات والتعامل بين الجنسين ، ورغم أن كل تلك المشاكل تكاد تكون صغيرة جدًا إذا ما قورنت بكل المنح التي لدينا في هذه الحياة .

إلا أننا نعظمها ونكبرها بتركيزنا عليها فنعطيها حجمًا أكبر من حجمها ، لذا علينا أن نتجاهل المشاكل التي تؤرق علينا حياتنا وتجعلنا تعساء ، وننظر للدنيا من منظور أخر مختلف ، فالنظرة الإيجابية وحدها هي الحل الوحيد للخروج من بوتقة الشقاء والعيش في سعادة وراحة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby