قصص تاريخية

قصة الحياة الخفية لملك الروك إلفيس بريسلي

ADVERTISEMENT

لمدة جيل كامل عُرف إلفيس بريسلي بنجم النجوم ، ولسوء الحظ لم يعكس موت إلفيس بريسلي إرثه الحي ، فمنذ ظهوره الأول عام 1956م في عرض إد سوليفان ، جسّد إلفيس بريسلي موسيقى الروك أند رول ، وحققت موسيقاه شهرة كبيره على هذا الكوكب وباع بريسلي الملايين من التسجيلات ، ونظم الحفلات الموسيقية التي كانت تمتلئ بصراخ المشجعين.

وقد قلد هؤلاء المشجعين شكله ولبسه بدرجة كبيرة وجعلوه قدوة لهم ، لكن وراء الكواليس كانت هناك حياة خفيه عن العالم يحياها يريسلي ، فقد كان رجلاً مضطربًا للغاية ومع مرور السنوات غرق في الإدمان على الأفيون ، وأهمل صحته لدرجة أن مات في عمر 42 عامًا فقط .

عودة إلفيس بريسلي :
في عام 1968م وقف بريسلي وراء جهاز الصوت NBC ، واستعد لأداء أغنيته التي سيتم بثها قريبًا في جميع أنحاء البلاد ، وكان بريسلي متوترًا لأن هذا كان العرض الذي سيحقق أو يكسر ما تبقى من مسيرته ، وقد أمضى الجزء الأفضل من العقد منذ شهرته في هوليوود .

وقام بأداء الأفلام التي تم استقبالها بشكل سيئ وأهمل القيام بجولات لموسيقاه ، فهو لم يكن بحاجة للقلق ، كان نجاحه في الموسيقى هائلًا وكل من رآه كان يؤمن أن إلفيس ما زال يتمتع بهذا الصوت الفريد والكاريزما التي جعلت منه رمزًا لنجم الروك في الخمسينيات .

طريقه إلى الشهرة :
ولد بريسلي في عام 1935م في منزل صغير في توبيلو بميسيسيبي ، كان والداه فقراء لكنهما كانا يعملان في طقوس العزاء بالكنيسة ، حيث تعلم ابنهما أولاً أن يغني من خلال تراتيل الإنجيل ، وفي عام 1948م انتقلت العائلة إلى ممفيس حيث أصبح بريسلي يعمل في مسرح البلوز المحلي ، وقدم إلفيس مع أحد العناصر موسيقاه الناجحة للغاية .

اكتشافه :
في “ممفيس كان سام فيلبس مدير Sun Records يبحث عن طريقة لإدخال موسيقى البلوز إلى الجماهير البيضاء ، بدون مؤدٍ أميركي إفريقي وما كان يحتاج إليه فقط مطربًا أبيضًا بنفس الصوت ، الذي يتمتع به الممثل الأمريكي من أصل أفريقي ، وإذا استطاع العثور على واحد كان يمكنه أن” يكسب مليار دولار “، كما تنبأ .

وبالفعل في عام 1954م شارك إلفيس في الأستوديو الخاص بفيلبس لتسجيل عرض صوتي ، وهنا وجد فيليبس ضالته في إلفيس وأنتج أول ألبوم لبريسلي وقد أحدث ضجة كبيرة ، ومن هنا انطلق بريسلي في رحلة صاروخية إلى الشهرة ، حيث استقبله المشجعون وهم يصرخون في كل مكان يذهب إليه .

لقد كسب مالاً أكثر مما كان يمكن أن يتصوره ، لكن مشاكل بريسلي الشخصية بدأت في اللحاق به ، فبقدر ما أحبّت النساء إلفيس كان إلفيس بريسلي الحقيقي مليئًا بعدم الأمان ، كان يشعر بالقلق فكانت معظم علاقاته قصيرة الأجل وغير دقيقة ، وانتهت العلاقة الحاسمة في حياته تلك العلاقة مع أمه ، عندما توفيت في عام 1958م ، وقد دُمر بريسلي بسبب موتها .

والسنوات التالية عليه كانت صعبة للغاية ، حيث قال : أقسم أن لا أحد يعرف كم أعاني من الوحدة ، وفي هذا الوقت التقى بريسكيلا بوليو البالغة من العمر 14 عامًا ، وبعد سبع سنوات من الخطوبة تزوج الاثنان ، وبحلول ذلك الوقت انتقل بريسلي إلى صنع الأفلام ، لكن مهنته الموسيقية استمرت في المعاناة ولم يسترد تمامًا سمعته كموسيقي ،
وبحلول عام 1970م كان الضرر الذي لحق بسمعته يثقل كاهله بشدة ، وسرعان ما بدأ يؤثر على صحته.

وفاة إلفيس بريسلي :
حاول بريسلي تجنب المخدرات لكن بينما كان في الجيش في أواخر الخمسينيات ، تعرَّف على عقار الأمفيتامين واعتبره مجرد دواء ، كان أكثر قبولاً له من عقاقير الشوارع ، وفي النهاية تطور هذا الموقف نفسه إلى مجموعة من العقاقير الطبية الأخرى ، التي حصل عليها من طبيبه الشخصي جيوج نيكوبولوس ، وبدأ الدكتور نيك بتزويد بريسلي بمزيج من الأمفيتامينات التي كان يتوق إليها ، والأفيونات في أواخر الستينات وأوائل السبعينيات .

ووفقاً للدكتور نيك فإن مشكلة إلفيس ، هي أنه لم ير الخطأ في ذلك وشعر أنه من خلال الحصول عليه من طبيب ، لا تعتبركالإدمان المألوف وعندما كان بريسلي يتعمق في استخدام المخدرات ، كان سلوك بريسلي الشخصي يصبح أكثر غرابة ، وبالفعل بدأ  في جمع الأسلحة وفي عام 1970م تمكن بطريقة ما من التحدث إلى البيت الأبيض للقاء ريتشارد نيكسون .

وأوضح للرئيس أنه يريد المساعدة في حماية البلاد من تأثير الهيبيين ومكافحة المخدرات غير المشروعة ، وأن كل ما يحتاجه هو شارة رسمية وأدرك نيكسون أنه مدمن للمخدرات  فأخرجه من مكتبه بأدب ، وبحلول عام 1972م انهار زواج بريسلي بعد سلسلة من الخلافات المتبادلة ، وفي العام التالي عانى من جرعتين زائدتين ، بما في ذلك جرعة واحدة وضعته في غيبوبة قصيرة .

وبحلول عام 1976م كان بريسلي يعاني من زيادة الوزن بشكل كبير ، وعانى من الجلوكوما ومتلازمة القولون العصبي الناجم عن تعاطي المخدرات ، وأصبح أدائه بشكل عام كارثي كما يحكي أحد عازفي الجيتار : فقد كان من الواضح أنه مدمن ، كان يبدو على جسده وكانت الكلمات تخرج منه سيئة للغاية وبالكاد تكون مفهومة .

وفي 16 أغسطس عام 1977م عثرت جين بيزن خطيبة بريسلي في ذلك الوقت ، عليه بأرضية الحمام في منزله في غريسلاند في ممفيس ، ووفقًا لما قاله ألدن “بدا إلفيس كما لو أن جسده قد جُمد بالكامل في وضعية الجلوس ، وتم نقله إلى مستشفى قريب حاول فيه الأطباء إحيائه ، ولكنه مات و أعُلن إلفيس بريسلي ميتًا في الساعة 3:30 مساءً

وما تسبب في وفاة إلفيس بريسلي بالضبط لا يزال يشوبه قليلًا من الغموض ، وقد تم سرد سبب الوفاة الرسمي باعتباره عدم انتظام في ضربات القلب ، ولكن كان جسده يحتوي على مجموعة واسعة من الأدوية في نظامه الغذائي ب، ما في ذلك الأمفيتامينات  الباربيتورات والمواد الأفيونية ، وبالتالي جلس الدكتور نيك للمحاكمة عن مسئوليته في وفاة إلفيس ، ولكن في عام 1981م تمت تبرئته .

أسئلة دائمة عن وفاة إلفيس :
واجه العديد من الناس صعوبة في قبول أن إلفيس قد مات ، وظلت فكرة أن إلفيس لا يزال على قيد الحياة  موجودة لسنوات وأن الاختباء هو نوع من الدعاية والأساطير ، واقترح البعض أن بريسلي كان مخبرًا سريًا لمكتب التحقيقات الفيدرالية ، وكان يعمل على إسقاط منظمة للمافيا .

وسيطرت فكرة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي اتصل به بعد شراء طائرة من أحد شركاء منظمة المافيا ، وهكذا اضطر إلى تزييف وفاته والذهاب إلى حماية الشهود ، ولم يكن من الصعب فهم سبب صعوبة تقبل الناس لوفاة إلفيس بريسلي ، ملك الروك آند رول ولكن الحقيقة هي أن الملك غادر الحياة في ذلك اليوم في عام 1977م ، لكن مازال إرثه يعيش كواحد من الشخصيات المميزة للموسيقى الحديثة .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby