قصص منوعة

قصة إمبراطوريات هيمنت على التاريخ

ADVERTISEMENT

إذا ما اطلعنا على التاريخ ، سوف نجد العديد من الإمبراطوريات التي ازدهرت ونمت ، خلال فترات متقطعة على مر التاريخ ، وأخرى ضمحلت وانزوت ، بعد أن كانت منارة ومقصد لكل ما حولها.

وقد برزت خلال صفحات التاريخ ، منذ آلاف السنين المنصرمة ، عدة إمبراطوريات قد هيمنت بشدة على التاريخ وفصوله ، خاصة في فترات بروزها ثم تدهورها ، الأمر الذي دفع المؤرخون للوقوف أمامها ، وسرد تفاصيل وملامح تواجدها ثم اختفائها .

الإمبراطورية الرومانية :
مثّلت الإمبراطورية الرومانية ، مثالاً يحتذى به للعالم الغربي ككل ، بل والعالم أجمع نتيجة ما حققته من أثر واضح عبر التاريخ ، فكانت واحدة من أكبر الإمبراطوريات الغربية ، استطاع روادها أن يعملوا على غزو الفكر الأوروبي ، ويسيطروا على مساحات واسعة من الأراضي ، على مدار مئات بل آلاف الأعوام المتصلة .

وما ميز تلك الإمبراطورية الملهمة ، أنها لم تأخذ مكانتها بالقوة والسيطرة الغاشمة ، وإنما كانت تفتح الأراضي فيبدأ الناس بالتدافع ، ليصبحوا رومانيين ، بطرق كلاسيكية مهذبة ، مما منحها رقيًا واضحًا ، مقارنة بغيرها من الإمبراطوريات ، التي قامت على إراقة الدماء .

لم يتوقف الرومان عند الاستيلاء على الأراضي ، وضم المزيد من المدن فقط إليهم ، وإنما نشروا ثقافتهم الإغريقية ، والفنون المعمارية ونقلوا الفلسفة من جيل إلى جيل ، مما ساعد المسيحية في هذا الوقت ، إلى التحول لواحدة من كبرى الديانات حول العالم .

كما أسس الرومان إلى الكثير من أنظمة الحكم ، التي اتبعتها الكثير من الدول الأوروبية بعد ذلك ، خاصة في الديمقراطيات الحديثة ، وتأثر بهم مؤسسو أمريكا ، في حين ابتعد الجميع عن التجربة الأثينية ، وفضلوا نظام الحكومة المختلطة ، والتي تمثل كافة فئات مواطنو الدولة .

بالطبع إمبراطورية مثل هذه ، كانت تمتلك أعداء ، وتعرضت للكثير من النكسات ، حتى دمرها تمامًا الجنرال هانيبال إثر معركة كاناي ، التي وقعت بين كل من الرومان والقرطاجيين عام 216 قبل الميلاد ، إلا أن الرومان استطاعوا أن يستعيدوا نصرهم مرة أخرى ، عقب مرور أربعة عشر عامًا من تلك المعركة .

تلك الوقائع جعلت من الجيوش الرومانية ، جحافل قوية مهيمنة على المنطقة لفترات طويلة ، امتدت لقرون تمكّن الرومان من خلالها ، في التحكم بجميع الحضارات حولهم ، خاصة دول حوض البحر الأبيض المتوسط ، ولم تنهار الإمبراطورية الرومانية ، سوى من خلال الحروب الأهلية ، وبعض الأزمات القوية التي ضربت فيها من الجذور .

الإمبراطورية الفارسية :
كانت بداية الإمبراطورية الفارسية ، على يد مؤسسها سايروس الملقب بشاهنشاه ، في عام 550 قبل الميلاد ، تلك الإمبراطورية التي انتهت على يد الاسكندر الأكبر ، في عام 330 قبل الميلاد ، ولكنها قبل أن تنتهي كانت قد تركت إرثًا حضاريًا ، حُفر في ذاكرة التاريخ حتى الآن .

تميزت الإمبراطورية الفارسية ، بتواجدها بالقرب من منطقة الشرق الأوسط ، فكانت لها هيمنة قوية على تلك المنطقة ، مقارنة بغيرها لتحكم بذلك ، أكبر نسبة من السكان في العالم .

وحازت الإمبراطورية الفارسية على قدر 44% ، من سكان العالم آنذاك ، وكانت هي أول إمبراطورية تربط بين مناطق مختلفة مثل منطقة الشرق الأوسط ، إلى جانب كل من ؛ آسيا الوسطى والهند وأوروبا .

كان أهم ما حققته الإمبراطورية الفارسية من نجاح ، يكمن في السيطرة على الكثير من الحضارات من حولها ، فسيطرت على الحضارة البابلية والمصرية وحضارة الهندوس ، وكانت الإمبراطورية الفارسية ، قد حققت اتساقًا واضحًا ، في منطقة الشرق الأوسط ، فيما يعد إنجازًا عل مدار مائتي عام متصلة ، وهو أمر نادر الحدوث .

شاهد أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Instaraby